شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م16:35 بتوقيت القدس

عن حالِ عمال غزة.. إذا نُشِرت كشوف المساعدات

01 مايو 2020 - 21:11

شبكة نوى، فلسطينيات: فتَّشَ عن اسمه مرةً تلو الأخرى في الكشوفِ المعلنةِ لمنحة الـ (100) دولار، التي تقدمها اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة للأسر الفقيرة والمتعطلين عن العمل. بخيبة أمل أغلق محمد القريناوي الصفحة وشرد بفكره: "كنت راكن عليها عشان أسدد جزء من إيجار البيت، آاخ هيك بأي لحظة ممكن أنطرد".

حال القريناوي كحال آلاف الشباب المتعطلين عن العمل، ممن يتشبثون بأي قشةٍ لعلها تنتشلهم من بحر الحيرة الذي أوقعتهم فيه ظروف قطاع غزة المركّبة: انقسامٌ وحصارٌ وتصعيدٌ.. وكورونا!

كانت سنحت للشاب القريناوي فرصة عملٍ مؤقتة مع إحدى شركات النظافة في مراكز الحجر، وبعد مرور ما يزيد عن شهر حتى الآن، لم يتلق أجرته!

يقول: "من يعرف ظروفي يتفهم تلهّفي لظهور اسمي في المنحة، المبلغ قد لا يكفيني أقل احتياجات أسرتي، لكن الحجر يسند الجبل".

عمل القريناوي مع شركة النظافة أكثر من شهر، إلا أنه لم يتلقَّ أجره منها حتى اللحظة، يقول: "بالرغم من أن الأجر الذي ربما لن يزيد عن 700 شيكل، بالكاد يمكنه أن يسدد متطلبات عائلتي، إلا أنني كنتُ فَرِحًا للغاية بأنني حصلت عليه أخيرًا"، مردفًا: "ما لا يدركه أرباب العمل حين يتأخرون بصرف استحقاقات العمال عندهم، أن بيوتًا مفتوحةً تنتظر لحظةً بلحظة لتسديد التزامات أفرادها، وتمكينهم من مسايرة الحياة حتى ولو بشكل مؤقت".

تلوح منحة الـ (100) دولار أمام ناظري القريناوي اليوم كمُنقِذ، كما هي بالنسبة لعدد كبير من الشبان الذين أقعدتهم الجائحة، وأوضاع القطاع الاقتصادية الصعبة. الصديقان خالد وحامد مثلًا، ما إن عرفا أن اسميهما ضمن كشوف المنحة حتى بدآا بالتفكير في آلية إنفاقها بحيث يسدّان أكثر احتياجاتهما إلحاحًا.

ومن المقرر أن يتم البدء بصرف المساعدات النقدية، يوم السبت، الثاني من آيار/ مايو الجاري، لـ (100) ألف عامل من المتعطلين بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، منذ نحو 14 عامًا، بقيمة (100) دولار أمريكي أي (ما يقارب 350 شيكل إسرائيلي)، وفقاً لشروطٍ تتعلقُ بعدد أفراد الأسرة، وعدد مرات الاستفادة من المنحة ذاتها، حسب ما جاء في بيانٍ لوزارة التنمية الاجتماعية.

يقول حامد الذي يعيلُ أسرةً مكونةً من عشرة أشخاص: "جاءت في وقتها، تراكمت عليّ الديون، ولم أعد قادرًا على أن أُري وجهي لصاحب الدكان، سأسدد جزءًا من الدَين، وأشتري بالباقي احتياجات المنزل المتزايدة في هذا الشهر الفضيل".

أما خالد، فأوضح أنه سيستطيع أخيرًا شراء الأدوية لابنته المريضة –التي لا تتوفر بشكلٍ مستمرٍ في المستشفى- بالإضافة لبعض المغذيات، قائلًا: "مرضى الكلى بحاجةٍ لتغذية خاصة، وهو ما أحاول أن أوفره كلما سنحت لي الفرصة (..) عندما يجتمع المرض والفقر معًا، هذه هي قمة المعاناة حقًا".

رغم أن الـ (100) دولار ستسد عجزًا بسيطًا في ماليتهما المتدهورة أصلًا، إلا أن الصديقان أجمعا على أن "مساعدة الشباب المتعطلين في قطاع غزة، بمشاريع، تمكنهم من الإنتاج والعيش دون امتهان كرامتهم، هو أفضل بكثير" على حد تعبيرهما.

يحلم خالد أن ينتهي الحصار وتنحسر  أزمة كورونا وتفتح الأفق أمام الشباب الذي شاب قبل الأوان، وتتجلى أمنية خالد وحامد كما أي شاب في قطاع غزة بفرصة عمل، تجعل منهما أشخاص منتجين، بعد أن جعلهما الحصار وضيق ذات اليد  ينتظرا بلهفة أي مساعدة من هنا أو هناك.

وينتظر ما يقارب ربع مليون متعطلٍ عن العمل في قطاع غزة، الإعلان عن أي مساعدات  بفارغ الصبر، لا سيما اليوم حيث ازداد الطين بلة عندما فقد 73% من العمال وظائفهم جراء إجراءات منع تفشي فيروس "كورونا" وفق ما ذكر بيان مركز "الميزان" لحقوق الإنسان، عشية يوم العمال العالمي، الذي يوافق اليوم الأول من مايو/ آيار.

وذكر البيان أن الأزمة الحالية، وتطبيق إجراءات الطوارئ، وعلى رأسها تقييد النشاط التجاري والاقتصادي، سيدفع ثمنها العمال وأسرهم.

واتخذت الحكومة في قطاع غزة مطلع آذار/مارس الماضي سلسلة تدابير لمنع تفشي فايروس "كورونا"، ومن ضمنها إغلاق المطاعم، والمنشآت السياحية، وقاعات الأفراح، والمناسبات، وأهمها: مصادر العمل اليومي، والمقاولات، مما زاد الأمور تعقيداً بالنسبة للعمال.

كاريكاتـــــير