شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م12:19 بتوقيت القدس

إنترنت ضعيف وجيوب خاوية

جامعيون "عن بُعد".. الجائحة لم تُراع ظروف غزة!

18 ابريل 2020 - 13:57

شبكة نوى، فلسطينيات: مع مرور الوقت، واقتراب الفصل الدراسي الجامعي على الانتهاء، تعيش الطالبة “هبة” حالةً من القلق الممزوج بمخاوف عديدة.

هبة التي فضلت عدم ذكره اسمها كاملًا شرحت أسباب ذلك لـ "نوى": "هذا الفصل هو فصل التخرج، وبالكاد يمكنني أداء ما يتم طلبه مني من واجباتٍ وأبحاث (..) صار الأساتذة والمحاضرون يزيدون عبء التكاليف البحثية على اعتبار أننا (في البيت)، لكن الحقيقة هي أننا لا نجد الوقت الكافي لإنجازها".

وتقول: "أستيقظ صباح كل يوم لأجد واجبات جديدة، ومحاضرات مصورة تم تحميلها في وقتٍ متأخر من الليل، وهذا ما يزيد الطين بلة، أخشى ما أخشاه أن يتأثر معدلي بنتيجة هذا الفصل، التي لا أزال أجهل كما كل الطلبة كيف سيتم احتسابها، أخبرونا أن 50% من المعدل سيكون منوطًا بأداء الواجبات، لكن الـ 50% الباقية، لم يتم حسم أمرها بعد".

أخبرونا أن 50% من المعدل سيكون منوطًا بأداء الواجبات، لكن الـ 50% الباقية، لم يتم حسم أمرها بعد".

الإشكالية ذاتها مع اختلاف التفاصيل، تعاني منها الطالبة هناء العبادلة، التي تدرس في جامعة الأقصى، وتعاني من مشاكل في قرنية العين.

تقول: "أجريت العديد من العمليات، لكن الوضع لم يتحسن حتى اللحظة، وهنا أنا أقف بين خيارين لا أحسد على واحدٍ منهما، فإما أن أستمر بحضور المحاضرات وإنجاز التكاليف عبر هاتفي المحمول، وجهاز الحاسوب الذي أملكه، وأؤذي نظري، أو أن أتجاهل كم الواجبات المطلوبة والمنهكة جدًا، وأخسر معدلي".

واشتكت الطالبة التي قررت أن تغض النظر عن مشاكل قرنيتها، من أجل ضمان ثبات المعدل على الأقل، ضعف شبكة الإنترنت، الأمر الذي جعلها تضطر للمكوث ساعات طويلة أمام شاشة الهاتف النقال حتى إتمام حضور المحاضرات، وكتابة التكاليف وتصويرها.

حلول غير منطقية في مواجهة أزمة كورونا، لا سيما وأنها لم تراعِ الظروف المختلفة لكل الطلبة

تضيف: "هذه حلول غير منطقية في مواجهة أزمة كورونا، لا سيما وأنها لم تراعِ الظروف المختلفة لكل الطلبة، أنا لدي مشكلتي، وغيري لا يملك إنترنت أصلًا، وغيرنا قد لا يملكون هاتفًا حديثًا".

بدورها، اضطرت سندس الصعيدي، الطالبة في السنة الأولى بكلية العلوم التطبيقية، إلى تأجيل الفصل الدراسي رغم تسديدها الرسوم كاملة والسبب على حد قولها: "لا يمكنني أن أجازف في مثل هذه الحالة من الضبابية التي تحيط بآلية إدارة الأزمة، أنا لا أريد لمعدلي الجامعي أن يتدنى، وهناك الكثير من الأمور التي لا يمكنني ضمانها كطالبة حديثة العهد أصلًا بالتعليم الجامعي"، "فما بالك بالتعليم عن بعد، في ظل ضعف الإنترنت، وبطء المودل، وحالة التخبط التي تتعامل بها الجامعات مع الأزمة؟" تتساءل.

اضطرت لذات الأمر، الطالبة علياء محمد التي كانت لتوِّها انتقلت من كلية الصيدلة لكلية الهندسة، ولم تنتظم أكثر من أسبوع في كلّيتها الجديدة حتى تم تعليق الدوام.

ما حدث مع  الطلبة المتعسرين  ماديًا، نحن نعتبر غير مسجلين فعليًا"، وهذا ما لم يكن يحدث في الأوضاع العادية، حيث كانت مجالس الطلبة، تضغط من أجل دخولنا الامتحانات، "واليوم نحن وحدنا، يا الدفع يا الرفع،

تقول: "لم يكن الأمر سهلًا علي، لم أكن أعرف شيئًا عن الكلية بعد، والإشكالية الأكبر أنني لم أدفع الرسوم، ولذا فمن المستحيل أن يتم فتح "الموديل" لي، وهذا ما حدث مع غيري من الطلبة المتعسرين  ماديًا، نحن نعتبر غير مسجلين فعليًا"، وهذا ما لم يكن يحدث –حسب تأكيدها- في الأوضاع العادية، حيث كانت مجالس الطلبة، تضغط من أجل دخولهم الامتحانات، "واليوم نحن وحدنا، يا الدفع يا الرفع، وهذا ما اضطرني إلى سحب الفصل الدراسي" تزيد.

وتشكو هديل التي تدرس في كلية الإعلام بجامعة الأزهر، من بطء الموديل الذي يتعطل في كثير من الأوقات بسبب الضغط عليه، وهو الأمر الذي لم يمكنها من تسليم واجباتها مرارًا.

تقول: "هذه العراقيل تزيد إحساسي بالاستياء، أشعر أننا في حقل تجارب (..) أعتقد أن على الجامعة التأني في قراراتها بشأن النصف الثاني من الفصل الدراسي، ومراعاة حداثة الأزمة وانعكاساتها على الطلبة".

جامعة الأزهر –كمعظم الجامعات الأخرى في قطاع غزة- اشترطت على الطلبة المسجلين فيها التوجه لدائرة القبول والتسجيل، من أجل تسديد الحد الأدني للرسوم، بمعدل ما قيمته ست ساعات، ليتم السماح لهم بالدخول إلى "الموديل"،

وكانت جامعة الأزهر –كمعظم الجامعات الأخرى في قطاع غزة- اشترطت على الطلبة المسجلين فيها التوجه لدائرة القبول والتسجيل، من أجل تسديد الحد الأدني للرسوم، بمعدل ما قيمته ست ساعات، ليتم السماح لهم بالدخول إلى "الموديل"، وهو ما حرم الكثير من الطلبة من الانتظام في الفصل الدراسي، وحقهم الطبيعي في إكمال تعليمهم.

وتضج مجموعات الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالشكاوى المرتبطة بما أسموه "التغيرات الجذرية" التي طرأت على العملية التعليمية، مشتكين صعوبة التعامل مع "الموديل" حينًا، وبطء الإنترنت حينًا، وكم الواجبات والتكليفات التي لا تتناسب مع الوقت الممنوح لتسليمها أحيانًا أخرى كثيرة.

هناك صعوبة في الوصول إلى الموديل في ظل ضعف شبكة الإنترنت، والانقطاع المتكرر للكهرباء، ناهيك عن السباق بين المحاضرين في تسجيل أكبر كم من المنهاج

يلخص الطالب سامح هاني –المشارك في إحدى المجموعات التعليمية- ذلك بقوله: "هناك صعوبة في الوصول إلى الموديل في ظل ضعف شبكة الإنترنت، والانقطاع المتكرر للكهرباء، ناهيك عن السباق بين المحاضرين في تسجيل أكبر كم من المنهاج، دون مراعاة لمدى استيعاب الطلبة، ومشاكل الإنترنت"، ملفتًا إلى أن اعتماد المحاضرين على أكثر من منصة أدى إلى تشتت الطلبة.

ويعتقد الطالب مصطفى مطر، أن التعليم الجامعي عن بعد، لا يمكن أن يعدّ حلًا مثاليًا لو نظرنا إلى نسبة الطلبة اللذين يمتلكون هواتف حديثة، أو شبكة إنترنت، وقد علق على منشور تم نشره في مجموعة طلابية بقوله: "على الجامعة أن تكون وطنًا يحتضن جميع الطلاب، لا العكس".

كاريكاتـــــير