"كورونا" يرفع سعر الدولار في وجه "الشيكل"

غزة:

شهدت محلات صرف العملات في قطاع غزة إقبالًا كبيرًا من قِبل المواطنين والمواطنات، بغرض تحويل عملة الدولار إلى الشيكل وذلك عقب ارتفاع سعر صرفها بشكل لافت.

ووصل سعر صرف الشيكل إلى (3.67) مقابل الدولار، بعد أن انخفض سعر الأول خلال الأسابيع السابقة إلى (3.41) الأمر الذي شكّل مفاجأة للمواطنين هنا.

الشابة شروق شاهين التي تتلقى راتبها الشهري بالدولار تقول: "ارتفاع سعر الصرف جاء لصالحنا، هذه فرصة جيدة للادخار والاستفادة من فرق العملة، خصوصًا وأننا نعرف أن هذه المرحلة لن تطول".

وتتوقع الشابة أن يعود السعر إلى الانخفاض بمجرد انقضاء أزمة تفشي وباء "كورونا" وإيجاد علاجٍ له، "فالوباء تسبب في أزمة عالمية، وخسائر اقتصادية هائلة، من الطبيعي أن تفقد معها الكثير من العملات قيمتها".

ورغم أن تذبذب سعر الدولار شكّل هاجسًا بالنسبة لمن يتلقون رواتبهم بهذه العملة، إلا أن القفزة في سعر صرفه الآن، جعلت الوضع مختلفًا بالنسبة للموظفة خلود سليمان التي تعمل في مؤسسة محلية وتتلقى راتبها الشهري بالشيكل.

تقول الشابة وهي أم لأربعة أبناء :"كون راتبي بالشيكل، يفترض ألا يشكّل الأمر فارقًا بالنسبة لي، ولكن هذا التغيّر سترتفع معه أسعار سلع أساسية، وهذا يضر بالوضع الاقتصادي لمن يتلقون رواتبهم بالشيكل".

المعضلة الأكبر بالنسبة لخلود، هي أنها تسكن منذ مدة في منزل جديد، وهي ملزمة بدفع 300 دولار كأقساط، وهذا الارتفاع سيجعلها تخسر المزيد من الأموال خلال تحويل المبلغ الشهري المستحق لأصحابه.

تأتي هذه الارتفاعات المتتالية في أسعار صرف الدولار، بينما تتواصل حالة الذعر من انتشارٍ أوسع لفيروس كورونا، الذي يجتاح العديد من دول العالم، ما أدى إلى شحّه (الدولار) في الأسواق وتراجع قيمة الأسهم.

يؤكد الخبير المالي د.أسامة نوفل ارتباط ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل بقضيتين اثنتين، الأولى "تتعلق بموضوع الثقة في الأسهم والسندات الأمريكية بعد انتشار كورونا، فأصبح المواطن يلجأ إلى الاحتفاظ بأصول نقدية، وليس بأسهم وسندات، لذلك لاحظنا تهافت المواطنين على بيع أسهم وسندات تخوفًا من توقف عجلة الإنتاج، وبالتالي خسائر كبيرة تلحق بالبورصة"، قائلًا: "هذا التهافت أدى إلى زيادة الطلب على عملة الدولار، بالتالي ارتفاع القيمة بشكل ملحوظ، ومن الجيد أن يتجه الناس لمثل هذا السلوك".

أما القضية الثانية كما يقول نوفل فهي التي ترتبط بعلاقة الدولار بالشيكل، "ارتفع سعر صرف الدولار أمام الشيكل بشكل كبير مقارنة بالعملات الأخرى، وهذا يرجع إلى أن البنك المركزي لدى الاحتلال الإسرائيلي، اشترى قبل فترة الدولار الأمريكي من السوق، ما أدى إلى تحسن قيمة الشيكل أمام الدولار، ثم سرعان ما تراجعت".

وفي ذات الوقت يلجأ الإسرائيليون للاحتفاظ بالعملات الأجنبية كأساسٍ وملاذ آمن، إضافة إلى أن حكومة الاحتلال كانت معنية بزيادة الصادرات الإسرائيلية، وهذا ساهم في ارتفاع قيمة الصرف، "أي إن هذا التغيير لم يأت بشكل مفاجئ، وإنما بسبب إجراءات مضى عليها عدة أسابيع من قبل البنك المركزي للاحتلال".

وتوقع نوفل أن يشهد سعر صرف الدولار مقابل الشيكل المزيد من الارتفاع خلال المرحلة القادمة لما لا يقل عن أسبوعين، حتى إعلان التوصل إلى علاج للكورونا، وحتى يعود الاقتصاد الأمريكي إلى ما كان عليه.

ويعتقد نوفل أن العديد من السلع ستشهد ارتفاعًا طفيفًا في السعر، خاصة ما يتعلق بالواردات، ويزيد: "نحن نعتمد في استهلاكنا على الواردات بنسبة 80%، وإذا استمر ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل سيكون الارتفاع في الأسعار بسيطًا".