شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م16:29 بتوقيت القدس

"كورونا" في بيت لحم.. كيف حال غزّة؟

الانقسام حاضر.. حتى بهذه!

07 مارس 2020 - 20:20
مرح الوادية

غزة/

"يعني لو اجتني الكورونا لا سمح الله، أحكيلهم أنا من طرف المكتب الإعلامي مثلًا؟" هذا التساؤل الذي كتبه الشاب فارس الغول (29 عامًا) على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قد يبدو ساخرًا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة يعبّر عن تأثير الانقسام الداخلي الفلسطيني على حوالي مليوني ونصف مليون إنسان، يعيشون في قطاع غزّة.

بدأت القصّة عندما أصدر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء الخميس الماضي، مرسومًا رئاسيًا، أعلن فيه "حالة الطوارئ" في جميع الأراضي الفلسطينية لمدة شهر، اعتبارًا من تاريخه، لمواجهة فايروس كورونا"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فيما صرّح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، تعقيبًا على ذلك بقوله: "إن القرار الخاص بإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوماً لا يسري على قطاع غزة".

وأضاف معروف في تصريحه، مساء الخميس: "القرار الخاص بإعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا، والقاضي بتعطيل المرافق التعليمية، ومنع التجمعات، تتم فقط في المناطق التي اكتشف  فيها فايروس "كورونا" ولا تسري على غزة، كونها خالية من المرض، وسيتم التعامل وفق الإجراءات المتبعة حاليًا في القطاع".

في ذات السياق، قال معروف عبر "فيسبوك": "نتخذ كافة الإجراءات الكفيلة بالتعامل مع الفايروس، وحتى اللحظة بفضل الله لم يتم اكتشاف أو الاشتباه بأي حالة مرضية، لذلك فإن إجراءات تعليق الدوام في المؤسسات التعليمية ما زالت قيد الدراسة، ولم يُتخذ أي قرار بشأنها حتى اللحظة".

‏وأثار إعلان الرئيس حالة الطوارئ في فلسطين، وردّ المكتب الاعلامي الحكومي بغزة، جدلًا واسعًا بين الفلسطينيين الذين أبدى عدد كبيرٌ منهم امتعاضهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وتعقيباً على الأمر، جاء في بيانٍ أصدرته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان: "نتفهم إعلان حالة الطوارئ في هذا الظرف، بغرض مواجهة احتمال انتشار فايروس كورونا، خاصةً بعد الكشف عن حالات مصابة في فلسطين"، مُؤكدة على "ضرورة الالتزام بما نص عليه القانون الأساسي من أحكام تتعلق بإعلان حالة الطوارئ، خاصة ما جاء في المادة 111".

وأوضحت الهيئة أن القانون ينص على أنه "لا يجوز فرض قيود على الحقوق والحريات الأساسية إلا بالقدر الضروري لتحقيق الهدف المعلن في مرسوم إعلان حالة الطوارئ"، مطالبةً في بيانها الحكومة بالإعلان وبشكل مستمر عن التدابير المتخذة في سياق حالة الطوارئ، أو أية تدابير خاصة أخرى من شأنها تحديد الحقوق والحريات".

في سياق الأخبار المتلاحقة حول إعلان الصحة اكتشاف إصابات في مدينة بيت لحم، وإعلان حالة الطوارئ؛ تقول إنعام النجار (٣٧ عامًا): "أرى أن ما يتداول حول كورونا ليس سهلًأ، القصة مرعبة جدًا"، ملفتةً إلى قلقها الشديد من تفشي المرض ووصوله إلى قطاع غزة "سواء عبر مسافرين من حاجز بيت حانون "إيرز"، أو حتى من معبر رفح البري جنوب القطاع".

  

وتضيف: "إمكانات القطاع الصحي في غزّة متواضعة في الوضع الطبيعي، فما بالنا لو أصيب أحد بفايروس الكورونا الذي لم تجد له أكثر الدول المتطورة في المجال الطبي حلًا له حتى اليوم؟"، معلقةً على "إعلان حالة الطوارئ"، وتصريحات المسؤولين في قطاع غزة حول عدم الالتزام به بالقول: "ليس من المنطقي أن تنتظر الحكومة إصابة أحد المواطنين في القطاع كي تعلن حالة الطوارئ، هذه الخطوة تعد إجراءً وقائيًا، وعلى الجميع الالتزام بها بعيداً عن الانقسام الذي لم يوحّد الضفة والقطاع حتى في هذه الأزمة".

من جهته، لم يتردّد محمد الحلو (٥١ عامًا) بالذهاب إلى الصيدلية لشراء بعض أدوات الوقاية كـ الكمامات و"الجل" المطهّر، وأنواعًا محددة من الصابون والمنظفات لاستخدامها في التعقيم الشخصي، وتعقيم المنزل والمكتب أيضًا في العمل، ليشكو ارتفاع أسعارها عن المعدل الطبيعي.

يقول: "لدي ثلاثة أبناء، أحاول بشكل جدّي ألا أستهين بتفشي الفايروس، وألا أوترهم في الوقت ذاته، وإنما أعمل على توعيتهم بشكل مستمر وتوجيههم لكل المعلومات التي أقرأها عبر الإنترنت".

ويضيف: "كان لا بد من إعلان العطلة لكافة المراكز التعليمية مدّة أسبوعين على الأقل، ثم العودة إلى الدوام، وتقنين عدد ساعات الدراسة، إلى جانب إعطاء الطلاب والطالبات دروسًا توعوية حول المرض وطرق الوقاية منه".

بدورها، تؤكّد الصيدلانية منال مطر أنها لاحظت مخاوف الناس من "كورونا" في غزّة، من خلال إقبالهم الواسع على الصيدلية منذ اكتشاف أول الإصابات بالضفة الغربية.

تقول: "يطلبون الكمامات التي تضاعف سعرها من ١٠ شواكل (دولارين ونصف)، إلى ٢٠ شيكلًا (٥ دولارات) تقريباً، بالإضافة إلى مطهر اليدين "الجل" والمحارم المبللة بالكحول وغيرها".

ولا ينفك الناس في الوقت ذاته عن توجيه الأسئلة للصيادلة في أماكن عملهم - وفق منال– حول الفايروس وأعراضه وكيفية انتشاره، منبّهةً إلى أن الناس بحاجة إلى توعية فعلية، تدفع إلى الوقاية اللازمة في هذا الوقت.

وفايروسات "كورونا" هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عددًا من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي، التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة، إلى الأمراض الأشد ضراوة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس)، بينما يسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخرًا مرض كوفيد-19 المعدي.

ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفايروس، قبل تفشيه في مدينة "يوهان" الصينية في ديسمبر/كانون الأول 2019م.

كاريكاتـــــير