شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م12:51 بتوقيت القدس

يتهمون "الأنروا" بالمماطلة في صرف تعويضاتهم

"الشتاء".. الضيف الثقيل على أصحاب المنازل المدمرة

23 يناير 2020 - 20:57

شبكة نوى، فلسطينيات: ما أن تطأ قدماك منزل المواطنة نهاد أبو حمّاد، حتى تتعثر بالأواني البلاستيكية المتناثرة في كل مكان. صوتُ قطراتِ المطر المنسابة من بين شقوق السقف تسببُ ضجيجًا منتظمًا، ومجرّد التفكير بالجلوس على إحدى البطانيات، يعني أنك ستقفز بردًا بعد أن تبتل ملابسك كلها! كأنما كنت تجلس على الماء نفسه.

في هذا البيت لا أمل في الشعور بأي دفء، كما لم يعد هناك أمل –على حد تعبير أفراد العائلة- بأن يتحسن الوضع أبدًا. تقول السيدة نهاد: "خمس مواسم شتاء، مرت على عائلتي منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م، ومنذ ذلك الوقت ننتظر التعويض لإعادة ترميم منزلنا الذي تأثر بالقصف".

وتتابع: "جدران منزلي متشققة، يرانا من ثقوبها كل من يمر في الشارع، والحشرات والجرذان يشاركوننا المكان والمبيت".

وتضطر أبو حماد التي تسكن بلدة عبسان جنوب شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في مثل هذه الأيام الماطرة، إلى الانتقال لبيت أهلها، وتتساءل: "إلى متى سنبقى أسرى لمماطلة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين؟".

وتقول المواطنة تغريد النجار القاطنة في بلدة خزاعة شرق المدينة ذاتها: "مللنا الانتظار، خمس سنوات ووكالة الغوث لم تنفذ وعودها، ولم تقدم التعويضات التي وقعنا عليها رسميًا كمتضررين".

النجار استلمت مبلغ 2300 دولارًا، أصلحت بها بعض الضرر، لكن ما تبقى كان أكبر بكثير مما أعيد ترميمه، وتضيف: "لا أطالب بأكثر من حقي الذي وقعت عليه قبل خمس سنوات، تبقى لي في ذمة الأنروا خمسة آلاف دولار (..) أريد أن أتمم إصلاح منزلي الذي يأوي عائلتي".

"نسمع جعجعة ولا نرى طحناً"، بهذه العبارة، علق الحاج أبو عصام النجار (74 عامًا) بدوره، على وعود وكالة الغوث المتكررة باقتراب صرف المستحقات لأصحاب المنازل المتضررة، "التي لم يحصلوا حتى اليوم على شيءٍ منها، رغم توقيعهم على المبلغ المقر من قبل الوكالة".

ويتهم أبو عصام "الأنروا" بالمماطلة في صرف المبالغ المستحقة منذ خمس سنوات، ويقول: "تعرض منزلي لقذيفة أحدثت فتحة في السقف، وخلفت أضرارًا كبيرةً في المنزل، وقد عملتُ على إصلاحه بدينٍ شخصي، على أمل صرف المستحقات، ومنذ ذلك الوقت وأنا مُلاحقٌ من التجار بسبب الديون".

"بنصحى من النوم فراشنا، وأغطيتنا مبللة من الندى، أولادي كلهم مرضى، حتى الأجهزة الكهربائية أصابها العطب بسبب الرطوبة"، بهذه الكلمات اختصرت المواطنة ليلى النجار حالها منذ انتهاء العدوان قبل خمس سنوات.

وحملت النجار هي الأخرى "وكالة الغوث" المسؤولية عن كل الأذى والألم الذي تعيشه وغيرها من المواطنين أصحاب البيوت المتضررة، بسبب مماطلتها منحهم التعويض المستحق.

من ناحيته يقول نهاد النجار أحد القائمين على احتجاجات متضرري عدوان 2014م: "للأسف وكالة الغوث لم تقم بتعويض المواطنين رغم مرور خمس سنوات كاملة على الوعود التي قطعتها بمنحهم التعويض، وكان آخرها في لقاء سابق مع مدير عملياتها في غزة ماتياس شمالي، الذي وعد ببدء تعويض المواطنين في منتصف يناير، لكن الشهر قارب على الانتهاء دون أن نسمع أي تصريح يعيد للقلب الأمل".

وتابع: "لا نطالب سوى بحقوقنا التي تم توقيعنا عليها، ولا يمكن أن تستمر الوكالة بالمماطلة برغم تجديد التفويض، وبدء تدفق أموال المانحين إليها".

ولا تزال 52 ألف أسرة في قطاع غزة من متضرري عدوان 2014م، تعاني الأمرين بسبب عدم صرف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، التعويضات التي وقعوا عليها قبل خمس سنوات.

ورغم أن العائلات المتضررة نظمت العديد من الاعتصامات والوقفات للمطالبة بصرف التعويضات، إلا أن الوكالة لم تتحرك خطوةً واحدة باتجاه نحو إنهاء هذا الملف.

ومع قدوم فصل الشتاء واشتداد البرودة تتضاعف معاناة هذه الأسر التي تعيش فيما يشبه المنازل التي لا تصلح للحياة.

كاريكاتـــــير