شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م07:19 بتوقيت القدس

ارتفاع تكاليف العمرة يثير استياء الفلسطينيين في غزة

19 نوفمبر 2019 - 20:53

قطاع غزة:

"برغم أنها فرصة لا تعوّض للتنفيس عن الذات، لكنني أرفضها وبشكل مطلق حتى لو توفر لدي المبلغ، فهناك أمور أولى" تقول رويدة حسين (52 عاماً) التي تسكن مدينة بيت حانون شمال قطاع غزّة، تعليقاً على ارتفاع تكاليف العمرة لهذا العام.

تعيل رويدة خمسة من الأبناء بينهم طالبتين في الجامعة، بعد وفاة والدهم قبل عامين بعملها في حياكة الملابس بدخل غير ثابت، وتضيف لـ "نوى": "من دون أدنى شك أنني بحاجة للخروج لأداء مناسك العمرة من جانب ديني من جهة، ومن جانب ترفيهي من جهة أخرى، كونها ستعتبر المرة الأولى التي أغادر فيها قطاع غزّة وإن كان لأيام محدودة".

ربّما يجد الفلسطينيون في قطاع غزّة، في الحج والعمرة فرصة للسفر في ظروف مأساوية تخص حركة التنقل، حيث تفرض إسرائيل حصارها على حوالي مليوني ونصف إنسان يعيشون فيها من ناحية شمال القطاع بما يعرف حاجز بيت حانون "إيرز" الذي يقع تحت سيطرة الاحتلال، ووضع ليس طبيعي على معبر رفح جنوب قطاع غزّة والذي يقع تحت السيطرة المصرية حيث تخرج فئات محددّة من الناس بصعوبة تامة.

تتابع رويدة أنها لم تعد تجد في أداء العمرة ضرورة إلى جانب توفير مستلزمات حياة كريمة لأبنائها وبناتها، وأنها تفضّل دفع رسوم فصل جامعي على أن تدفع المبلغ لجهات لا تعنى بأوضاع الناس الاقتصادية وحاجتهم إلى ذلك – وفق قولها -.

لجنة الحج والعمرة بوزارة الأوقاف في قطاع غزة، كانت قد أعلنت اليوم الثلاثاء، أن تسعيرة العمرة لهذا العام بلغت (890) دينار أردني شاملة لجميع التكاليف والخدمات حتى بداية شهر شعبان (1441هـ).

وأوضحت اللجنة في بيان صحافي صادر عنها أنه تم التوافق على هذه التسعيرة مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة، داعية الراغبين بأداء مناسك العمرة التسجيل في إحدى الشركات المرخّصة والمؤهلة من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

بخلاف رويدة، يرى الشاب محمّد وادي 25) عاماً) أن لزاماً عليه توفير تكاليف الرسوم والخروج لأداء العمرة، لنفس الأسباب أيضاً، أي من ناحية أداء طقوس دينية ومن ناحية الترويح عن النفس خاصّة بعدما شهدته غزّة في فترة التصعيد الأخيرة، مؤكداً "جميعنا بحاجة إلى أي فرصة نستطيع من خلالها السفر ولعلّ في العمرة نضرب عصفورين بحجر واحد!".

على مدار ثلاث أيام من تاريخ 12 نوفمبر 2019 سلسلة هجمات مستهدفة منازل مواطنين مدنيين في مناطق مختلفة بقطاع غزة، مخلفة 34 شهيداً وشهيدة بينهم ثمانية أطفال وثلاث نساء، 109 جريح بينهم 51 طفل 11 امرأة.

ويعمل محمّد سكرتير في إحدى المصانع المحلية براتب شهري لا يتجاوز الـ 1200 شيكل / 300 دولار، يساعد في إعالة أسرته وسيجبر على الاستدانة لتوفير مبلغ العمرة الذي يصل بالدولار إلى حوالي 1200 حيث يعتبر المبلغ مرتفعاً جداً بالنسبة إلى أهالي غزّة.

"هذا ظلم وعدم إحساس بالناس في غزّة" يعلّق أحمد مهنا (37 عاماً) الذي كان يتمنى أن يخرج لأداء العمرة هذا العام برفقة زوجته سهى التي قاطعته "إمكاناتنا لن تسمح لنا أن ندفع نحن الإثنين 1780 دينار ولدينا مسؤولية ثلاثة أطفال حتى وإن كنا عاملين، فبالكاد نستطيع تدبير مصاريفنا الشهرية".

ويعمل الزوج موظفاً بالسلطة الفلسطينية، طالت الخصومات حوالي نصفه راتبه منذ عامين، والزوجة مدرسة في حكومة غزّة التي تكتفي بإعطاء موظفيها "سلف" شهرية لتدبير أمورهم بسبب الأزمات المالية التي تمر فيها منذ سنوات – وفق سهى -.

يتابع أحمد أنه وزوجته كانا يأملان السفر إلى العمرة كبديل مؤقت عن الحج نظراً لارتفاع تكاليفه للشخص الواحد بمبلغ يصل إلى 2800 دينار تقريباً، لكن مع ارتفاع أسعار العمرة أيضاً فإنهما بالتأكيد سيعزفان عن الفكرة حتى تحسّن الأوضاع الاقتصادية في غزّة وإن كانا يبديان شكوكهما بذلك قائلان "طبعاً وضع غزة من سيء لأسوأ ونحن أكيدان أن الأسعار سترتفع أكثر مع الأعوام اللاحقة ولن نستطيع فعل ذلك بتاتاً".

وبحسب وزارة التنمية الاجتماعية بغزة، قالت إن نسبة انعدام الأمن الغذائي في صفوف سكان قطاع غزة بلغت 70%، كما أن نسبة الفقر والبطالة وصلت خلال العام 2019 إلى ما يقرب من 75%، في حين و33,8% تحت خط الفقر المدقع.

واستأنفت رحلات العمرة من قطاع غزة مطلع شهر مارس/ آذار الماضي، بعد توقف دام عدة سنوات، ألحق أضراراً مادية كبيرة بمكاتب الحج والعمرة، وكبّدها خسائر فادحة.

وسجلت أسعار العمرة هذا العام ارتفاعاً بنسبة 100 دينار أردني إذ كانت الموسم الماضي 790 دينار أردني فقط قبل أن ترتفع الرسوم هذا العام بسبب ما تفرضه السلطات المصرية من رسوم تأمين.

كاريكاتـــــير