شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م05:04 بتوقيت القدس

قمة الشباب 2019

مناهجنا بحاجة لتحديث ومشاركتنا السياسية ضعيفة

24 اعسطس 2019 - 21:29

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة:

ليوم كامل بحث مجموعة من الشباب الفلسطيني واقعهم التعليمي والسياسي والاقتصادي والإعلامي، ضمن مؤتمر حمل عنوان قمة الشباب 2019ـ، عقده المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان.

جُملة من المعطيات المحبطة تم تداولها ونشرها من قبل النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن سعى الحضور إلى رفع المعنويات وشحذ الهمم بشيء من التفاؤل أن الأمل باقٍ ما داموا يطالبون بالتغيير.

إلى أربع منصات انقسم المؤتمر عُدت كل اثنتين تزامنًا، الأولى منصة التعليم الجيد، الثانية منصة العمل اللائق وسوق العمل، الثالثة منصة المشاركة السياسية الفاعلة، والرابعة منصة إعلام نزيه وأدوات اتصال فاعلة.

أبرز التوصيات التي قدّمتها المنصات سواء من المشاركات والمشاركين أو الحضور هي تحديث  المناهج الفلسطينية في المدارس والجامعات، وتطوريها من مناهج تعتمد على الكم إلى مناهج تعتمد على الكيف وتطويع الأدوات والمراجع المناسبة وتنمية قدرات المعلمين، واعتماد التخصصات المهنية كتخصصات أساسية في قطاع التعليم و عقد جلسات عن كيفية الالتحاق بها، مع زيادة عدد المدراس بما يتلاءم مع التوزيع الجغرافي للمناطق، وأن يكون متاح لكلا الجنسين اختيار التخصصات المهنية المناسبة لميولهم الشخصية والتأكد من اكتسابهم المعارف والمهارات اللازمة.

ودعا الحضور إلى توفير بيئة تعليمية ملائمة للفتيات بما يشمل التعليم والتدريب المهني والتقني وأن تكون مشاركة الفتيات أوسع في هذا القطاع، وتحفيز القطاع الخاص على توظيف النساء من خلال منح امتيازات حكومية لأصحاب المشروعات في حال كانت مشاركة الفتيات في العمل مساوية للرجال، وتقديم الدعم الفني والتقني اللازم للمشاريع الصغيرة لملاءمة الكفاءات مع حاجة سوق العمل، إضافة إلى الضغط على وزارة الريادة والتمكين في تعزيز وخلق فرص استثمارية للخريجين والبدء بتنفيذ خططها في تمكين الشباب في فلسطين وتحديداً قطاع غزة، ودعم تطبيق الضمان الاجتماعي على الفئات الأكثر تهميشًا.

هديل أبو زيد منسقة المؤتمر من المنتدى الاجتماعي التنموي قالت لنوى، إن القمة هي حدث شبابي تفاعلي يوفر مساحات كبيرة للشباب ليعبّر عن ذاته وتقييمه للواقع الفلسطيني، ومن خلاله يقدموا حلول ومقترحات لمستقبل أفضل، وقد انطلقت المنصات الأربع من أهداف التنمية المستدامة والخطة الاستراتيجية الوطنية للشباب 1722.

وأضافت أبو زيد إن مجموع التوصيات التي خرجت من المتحدثين والمتحدثات والجمهور سيتم متابعتها مع الجهات المختصة، لأن المتابعة لا تقل أهمية عن تقييم الواقع خاصة أن المنصات ناقشت أبرز ما يواجهه الشباب.

في منصة التعليم الجيد، تحدثت الشابة دينا الحلبي حول العملية التعليمية بين التنميط والإبداع، إن الأساليب المتبعة في التعليم تقليدية ونمطية قائمة على الحفظ والاستذكار، والثاني يقوم على اجتهادات فردية للمعلمين وبعض المدارس والجامعات حيث يقومون باتباع أساليب تفاعلية مع الطلاب.

وأكدت الحلبي إننا بحاجة إلى تشريعات وسياسات تعليمية داعمة لإصلاح التعليم، تبدأ من البيئة التعليمية ( من مباني ومنشئات ومختبرات ودور تعلم ومدارس  ومرافق حديثة وصحية تلاءم العملية التعلمية الفاعلة)، ثم تطوير المناهج التعليمية من المرحلة الأساسية الى المرحلة الجامعية ولكن بشكل يرتقي بواقع الحياة ويواكب العصر والتكنلوجيا، ومواءمة التعليم في فلسطين مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة نحو تعليم جيد والذي يجب أن تقوم به كل جهات ذو العلاقة من الحكومة ووزارة التربية والتعليم وزارة التعليم العالي والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان بدورها نحو ارساء قواعد التعليم الجيد.

كما تحدثت الشابة عبير خماش حول ثقافة التعليم المهني والتقني لدى الشباب، إذ أن وجود بعض المراكز والمدارس لا يعني أنها متوفرة فهي قليلة ولا تغطي كل المناطق الجغرافية، كما أنها قديمة وغير محدّثة ولا تستوعب أكثر من 150 طالبًا، وهي تخصصات محصورة جدًا لا تواكب العصر ولا التكنولوجيا.

وأضافت خماس إن الهدف من التعليم المهني هو تقليل البطالة بحيث يتخرج الطالب بمهنة يمكنه العمل بها، لكن للأسف، ضعف مستويات الطلاب الخريجين يؤدي إلى عدم قدرتهم على العمل فيصبح الطالب الخريج من المجال المهني عاطل عن العمل أيضًا تحت مسمى البطالة المهنية، وهذا دليل على احتاج التعليم المهني دعم أكثر وتطوير المنهاج التعليمي وأساليب التدريس.

في المنصة الثانية وكانت حول العمل اللائق والنمو الاقتصادي، تحدّث الشاب حسين مهدي حول تجربته في العمل بمشروع صغير، وناقش آليات التمكين ودورها في النمو الاقتصادي، ومن واقع تجربته، رأى ضرورة قيام وزارة التمكين والريادة بدورها، فنحن سمعنا عنها في الأخبار ولكن لم يتم نشر أي خطط أو أعمال تنفيذية تليق بدور وزارة يفترض أن تكون على مستوى تطلعات الشباب، خاصة في ظل عدم وجود شركات استثمارية وقلة رؤوس الأموال.

كما تحدثت أريج عايش عن واقع مشاركة الفتيات في القوى العاملة، وتنميط المجالات التي تعما بها الفتيات وفرض الأهالي مهن محددة عليهن في كثير من الأحيان، وطالبت بضرورة رفع الوعي المجتمعي بضرورة مشاركة الفتيات في التخصصات المختلفة وعدم حصر رغبتهن في تخصصات محددة، بل يجب أن يفتح الباب على أوسع نطاق ، وهذا يتطلب انفتاح الفتيات على تخصصات جديدة وتخصصات يمتهنها الرجال من وجهه نظر المجتمع بأنها حصرية على الرجال في السابق.

واكدت أهمية وجود بيئة تعليمية ملاءمة للفتيات بما يشمل التعليم والتدريب المهني والتقني وأن تكون مشاركة الفتيات أوسع في هذا القطاع، وتحفيز القطاع الخاص على توظيف النساء من خلال منح امتيازات حكومية لأصحاب المشروعات في حال كانت مشاركة الفتيات في العمل مساوية للرجال

وتحدث صلاح الرزي حول احتياجات سوق العمل الفلسطيني، وقدّم توصية بتقييم مخرجات التعليم واغلاق التخصصات التي تشبع منها سوق العمل، وطرح تخصصات جديدة تلائم احتياجات سوق العمل وأن يتم اجراء دراسات حقيقية لاحتياجات سوق العمل نوعاً وكماً وعليه يتم وضع معايير وتدابير وضمانات لعدم تدفق اعداد زائدة عن احتياجات سوق العمل.

وأكد ضرورة تصميم برامج دراسية مواكبة للتقدم التكنلوجيا ولسوق العمل العالمي كالترجمة للغات عديدة كاللغة الانجليزية والصينة او اللغات التي لدولها أسواق خارج بلدانها، كما أيضا التصميم الجرافيكي وانشاء التطبيقات وانشاء المحتوى الرقمي وأمن المعلومات.

في منصة المشاركة السياسية الفاعلة، تحدث طارق الهندي عن واقع المشاركة السياسية للفتيات، وقال إن نسبة مشاركة الشباب هي 1% وهي أقل بالنسبة للفتيات، وأكد دور الحركة النسوية في دعم قضايا الشابات وتحفيزهن على المشاركة السياسية الفاعلة.

وأكد ضرورة ضمان مشاركة الفتيات في الأنشطة السياسية وضرورة تفعيل وزارة المرأة وتعزيز تمثيلهم في مراكز صنع القرار، ورفع الوعي المجتمعي ورفع الوعي السياسي عند الشباب والتحرر من القيود القبلية العشائرية والحزبية.

بدورها تحدثت هديل حمودة تفعيل دور الشباب في أطر المجتمع المدني، مؤكدة إن واقع مشاركتهم تبقى في كونهم أدوات تنفيذية وليسوا صنّاع قرار، فنحن لم نرَ نماذج قيادية شبابية في أطر المجتمع المدني.

ودعت إلى تعزيز دعم البرامج التنموية والشبابية بشكل رسمي من خلال تخصيص جزء من الموازنة العامة، وإلى ضرورة إعمال وتفعيل مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة كأولى خطوات تعزيز العملية الديمقراطية بين صفوف الشباب.

أما منصة إعلام نزيه وأدوات اتصال فاعلة، تحدثت سجى رضوان حول كيف يساهم الإعلام في دعم قضايا الشباب، وقدّرت انه لم يرتقِ للحد المقبول في التفاعل مع القضايا والتحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني، حيث ينظر الاعلام للشباب كجزء مشمول ومذيل مع  القضايا العامة للشعب الفلسطيني ولكن دون إعطاء خصوصية وتركيز على الشباب بما يظهر واقع الشباب وظروفهم الحياتية، وهنا أقصد أكثر الاعلام التقليدي.

وتحدثت مي رجب حول كيف يتحول الإعلام الاجتماعي إلى أداة تغيير من خلال توسيع المشاركة الشعبية في صناعة الإعلام، بما جعلنا نشهد ما يمكن أن يسمى بــ «المواطن الصحافي»، إذ بوسع أي شخص أن يكتب ما يشاء ويبثه على الإنترنت في موقع خاص أو مدونة أو حتى في تعقيب على مقالات الكتاب، وأخبار وتقارير وتحليلات وتحقيقات الصحافيين، وهذا الاتساع حقق كل ما حلم به من كتبوا منذ عقود عن «مسرح المقهورين» متخيلين ومطالبين بأن يشارك المتفرجون في صناعة النص المسرحي وتمثيله.

كما ناقش عامر محيسن حول الأمان الرقمي على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن النسخ السريع للمحتوى الأصلي أدى إلى العديد من المشكلات القانونية المتعلقة بانتهاك حقوق الطبع والنشر خلال السنوات الماضية, بسبب التقدم الرقمي وهي مشكلة لازال الجميع يجتهد للحد منها مضيفاً إن الانتشار الواسع لوسائل الإعلام والاتصال كفضاء مفتوح، صار ملاذا لممارسة شتى أشكال التمييز وإنتاج خطاب الكراهية , أن هذه المنصات ساهمت مساهمة كبيرة جدا في انتشار هذا الخطاب وتعزيزه، وقد تحولت لتكون حاضنة خصبة لنمو وانتشار خطاب الكراهية عبرها ومن خلالها.

كاريكاتـــــير