شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م06:35 بتوقيت القدس

انقطاع الكهرباء يفسد فرحة الناس بلحوم الأضاحي

16 اعسطس 2019 - 22:49

غزة:

"في أقل من يوم واحد فسدت لدي ثلاثة كيلو من لحوم الأضاحي التي ننتظر عيد الأضحى من أجلها من العام إلى العام"، ليس بالأمر المبالغ فيه أن تنتظر أسرة فلسطينية من قطاع غزّة عيد الأضحى من أجل الحصول على لحوم الأضاحي، ولكن من الطبيعي أن تفسد لديها اللحوم بسبب انقطاع الكهرباء وإحكام الحصار على مليوني إنسان يعيشون في القطاع، تماماً كما حدث مع السيدة هدى جابر.

تقول هدى ٥٣ عاماً إنها لم تضحِ بمناسبة عيد الأضحى منذ سنوات بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر على سكان غزّة، فهي تعمل مدرّسة وتتقاضى راتبها من حكومة غزّة، بشكل جزئي وعلى هيئة سلف، تعيل فيه أسرتها المكوّنة من ١٠ أفراد.

وتضيف: "معظم العائلات من حولنا تنتظر اللحوم في عيد الأضحى، خاصة أنها وفيرة، نحب تخزينها للأيام اللاحقة إلا أن انقطاع الكهرباء أفسدها ولا أخفيك الحسرة التي أشعر بها".

كان من الممكن أن تجتمع الأسرة على حفلة شواء للحوم الطازجة، أن يأكل أفرادها ويستمتعون ويتبادلون الأحاديث، ربّما ستكون أحاديثهم عن خير هذا العيد والتلذذ بلحومه ذات الثمن المرتفع قليلاً بالنسبة للسكان هنا، فالكيلو من لحم العجل يساوي سعره ٤٢ شيكلاً / حوالي ١٢ دولاراً، ما يرغم العائلات المستورة على شراء كميات قليلة من اللحوم المثلجة ذات الأسعار المنخفضة.

وتتابع هدى: "تمنيت لو طهوت كل اللحوم فور استلامها بدلاً من وضعها بالثلاجة التي تحوّلت إلى خزانة بسبب انقطاع الكهرباء وحرّ الصيف"، أمر بالتأكيد كان متوقعاً لكنه وقع أسرع من المعتاد، فاللحوم فسدت، فهذه وظيفة الاحتلال، حصار وتضييق وخناق وحتى إفساد الموجود! الفلسطيني في غزّة عليه تلقّي الضربات فقط، حتى لو كانت على هيئة لحوم تَفسد وتُفسد فرحته.

بخلاف ما حدث مع هدى، تدارك أحمد ضاهر مسألة فساد اللحوم بسبب انقطاع الكهرباء كي لا يتكرر سيناريو العام الماضي، يقول إنه عمل على تقسيمها وتخزينها في أكياس خاصّة بمقدار كل طبخة، ثمّ حملها وذهب بها إلى أحد المحال التجارية الذين يعوضون انقطاع الكهرباء بتشغيل المولدات ما يحفظ كل المجمّدات.

ويضيف: "في العام الماضي تلفت لدي كل اللحوم والخضار المجمدة، كانت الكهرباء تأتينا أربع ساعات فقط من ٢٤ ساعة، كل الناس كانوا يشتكون ولم يكن هنالك بدائل سوى إما طهو كميات كبيرة منها أو الاستسلام لأمر فسادها".

ويتابع ضاهر أنه في موسم العيد هذا أخذ بمساعدة صاحب المحل التجاري الذي عرض عليه أن يحفظها في ثلاجته رأفة في وضعه المادي السيء وتقدير كم هو بحاجة إلى هذه اللحوم لستر منزله بما هو موجود – حسب تعبيره –.

ثماني ساعات قطع وثمانية أخريات من وصل التيار الكهربائي، هكذا هي الحياة في قطاع غزّة في الوقت الحالي على الأقل، وفي عزّ حر الصيف، أي لحمة هذه التي ستجمد؟ تتساءل مهى مسعود.

وتتحدث عن حيلة جديدة لجأت إليها لحفظ اللحوم وهي شراء قوالب الثلج الجاهزة من الأسواق، حيث تستيقظ يومياً وتذهب للسوق خصيصاً لتشتري قالب الثلج الواحد بقيمة ٢ شيكل / نصف دولار، وتعمل على ملئ ثلاجتها منه لحفظ اللحوم ما يمكنها من الاستفادة منها خاصّة أنه موسم تنتظره الأسرة من العام للعام.

"لا تفتحوا الثلاجة كثيراً، ابتعدوا عن الثلاجة لتحفظ اللحوم، ضعوا المروحة أمام الثلاجة كي تبرد بسرعة عندما تأتي الكهرباء" طلبات غير عادية تطلبها الأم من أبناءها فور عودة التيار الكهربائي، لحفظ عملية التبريد وعدم إهدارها في ساعات وصل الكهرباء وهذا كلّه لحفظ اللحوم طبعاً.

ووصلت نسبة الفقراء إلى ما يزيد عن نصف السكان في قطاع غزة، فقد بلغت 53.0%، أما بناءً على خط الفقر المدقع فقد بلغت نسبة الفقراء حسب المسح الى 33.8% بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

كاريكاتـــــير