شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م15:43 بتوقيت القدس

الاحتلال ينهي هدم 100 بيت في واد الحمص وتوجّه إلى الأمم المتحدة

23 يوليو 2019 - 09:37

القدس المحتلة:

أنهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم هدم 100  من منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة واد الحمص في قرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، يسكنها نحو 500 مواطنة ومواطن باتوا بلا مأوى، بينما يسوّد التخوّف على مبان أخرى مهددة بالهدم.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت هذه المباني بدعوى قربها من جدار الفصل العنصري الذي بدأت حكومة الاحتلال بإقامته منذ عام 2002، وابتلع خلفه آلاف الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين وعزز سياسية الاستيطان وقوّض حل الدولتين.

وتوالت ردود الفعل الفلسطينية على هذه الجريمة بحق المواطنين المقدسيين خاصة وأن الجريمة ارتكبت في المنطقة المصنّفة "أ" وهي تابعة بالكامل للسلطة الفلسطينية وفقاً لاتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي ابتلع فلسطين منذ عام النكبة 1948 وما زال يواصل نكباته بحق الشعب الفلسطيني.

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات؛ أعلن أن القيادة قررت وضع آليات لإلغاء كافة الاتفاقيات مع اسرائيل، وأن الرئيس محمود عباس قرر جبر الضرر الكامل عن كل العائلات المتضررة من هدم منازلها في واد الحمص بصور باهر جنوب القدس المحتلة.

وأكد، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع طارئ عقد في رام الله بعد قيام قوات الاحتلال بهدم منازل المواطنين في واد الحمص، أنه تم إقرار طلب عقد جلسة لمجلس الأمن ووقف التعامل الكامل مع محاكم الاحتلال.

بينما بعث المندوب المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، ثلاث رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (دولة بيرو)، ورئيسة الجمعية العامّة للأمم المتحدة، يطالب فيها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته الدولية والضغط على إسرائيل فورا لوقف جميع انتهاكاتها التي تمارسها بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في الأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، وذلك عقب "مجزرة" الهدم في وادي الحمص في بلدة صور باهر بالقدس المحتلة، والتي شرّدت عشرات المواطنين حتى الآن، بينهم أطفال.

وقال منصور في رسائله: "بناء على تعليمات من القيادة الفلسطينية، أود أن ألفت انتباهكم إلى الأزمات المتواصلة والأحداث الأخيرة الصادمة في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية مع استمرار إسرائيل في سياسة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني." وأضاف "إن استنفار إسرائيل والشروع في هدم المنازل في وادي الحمص قرب صور باهر ما هو سوى جزء من عمليات الهدم المتواصلة منذ بداية هذا العام، مدعومة بقرارات ما يسمّى بالمحكمة العليا، بحجة "عدم الترخيص" وقرب هذه المنازل من جدار الضم وهي حجّة واهية."

بدورها دانت الفصائل الفلسطينية ما يجري في القدس، وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا التصعيد الخطير ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، واعتبرته جزءاً من مخطط تنفيذ ما يسمى "صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأكدت أن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات مع مختلف الأطراف ذات العلاقة لوقف هذه المجزرة الاسرائيلية، ودعت الرئاسة المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذا العدوان بحق شعبنا وارضه ومقدساته، وحيّت الرئاسة صمود شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده خاصة في عاصمتنا الأبدية القدس، وهم يتمسكون بارضهم في وجه القمع والظلم والاستبداد الاسرائيلي.

بدورها عدّت الجبهة الشعبية ما يجري أنه عملية تهجيرٍ واقتلاعٍ جديدة لشعبنا من أرضه ومسكنه، تؤكد مجدداً على أن مخططات الاحتلال للاستيلاء على مدينة القدس وأحيائها وقراها مستمرة، لا تتوقف، وأنّ هذه الجرائم تتم بمباركة وموافقة الإدارة الأمريكية، وفي ظل تواطؤ من قبل النظام العربي الرسمي.

ودعت الجبهة جماهير شعبنا في مدينة القدس المحتلة إلى التلاحم والالتفاف والتصدي الشعبي لجنود الاحتلال لمقاومة جريمة هدم البيوت، وطالبت قيادة السلطة بالتحرك العاجل، على كل المستويات: ميدانياً وسياسياً وقانونياً، من أجل تعزيز صمود أهلنا في مدينة القدس ووادي الحمص تحديداً، وبضرورة التوجه العاجل إلى المؤسسات الدولية وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ورفع دعوة عاجلة لإدانة الاحتلال على سياسات الهدم التي تنتهك مبادئ وقواعد القانون الدولي واتفاقية لاهاي لعام 1907 التي تؤكد على عدم التعدّي على الأملاك الخاصة بالمواطنين في الأرض المحتلة. 

من جانبه دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد مؤتمر عاجل عنوانه القدس وحمايتها، ووقف التطبيع مع الاحتلال، الذي فتح الباب واسعًا أمام العدوان الذي تقوم به دولة الاحتلال ضد أبناء شعبنا في القدس، والذي يعدُّ جريمة دولية بهدم حي سكني كامل وتشريد سكانه.

وأكد العاروري أن دعم وتصليب المقاومة وإسنادها من جميع أبناء الأمة يعدُّ عنوانا أساسيًا لكل من يحمل همَّ القدس وتحريرها، وهو ما لمسناه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أعلنت دعمًا لا محدودًا للمقاومة في مواجهة الاحتلال على أرض فلسطين.

 

كاريكاتـــــير