شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م15:17 بتوقيت القدس

القدس المحتلّة.. الاحتلال يفجع عشرات العائلات بهدم منازلها

22 يوليو 2019 - 22:07

القدس المحتلة:

هي النكبة، مستمرة منذ ٧١ عاماً، تهجير وقتل وضرب وتدمير للأنفس والممتلكات، تركّزت هذه المرة في مدينة القدس المحتلة، على هيئة غول صهيوني يحطّم عشرات المساكن بذريعة أنها قريبة جداً من الجدار الفاصل وتشكل خطراً أمني.

سبعون شقة سكنية بحي واد الحمص الواقع في قرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلّة، شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدمها بعد أن أعلن المنطقة عسكرية مغلقة.

لا تقع الكارثة بمجرّد أنه مسكن وتم هدمه، إنها قصّة حياة ستتحوّل إلى ذكريات 500 إنسان كانوا يعيشون فيها، عشرات السنين فجأة تحوّلت إلى كومة حجارة، ربّما لم يخطر ببال العائلات التي هُدمت منازلها أنها كانت أمام العشاء الأخيرة لهم في ممالكهم الصغيرة، أن السَمر والسَهر في غرفة المعيشة في ليالي الصيف وليالي الشتاء سوف لن تتكرر، أن صورة الجدّ المعلقة على الحائط منذ سنوات سقطت تحت الركام، وأن الأطفال الجيران سيتشتتون، فلا حديقة تجمعهم الآن للعب، ولا جيرة بقيت، كلّ منهم سوف يغادر إلى مأوى لا يزال مجهولاً.

وأجبر الاحتلال الإسرائيلي المواطنين على إخلاء المباني بالقوة بعد رفضهم مغادرة منازلهم، وانتهى بهم المطاف بافتراش الأرض والمكوث في العراء، دون أن يتمكّنوا من إخراج أيّ شيء من احتياجاتهم الشخصية، كما تعرّض الأهالي للضرب من قبل الجنود، الذين بدورهم وزعوا "مناشير" تُحذّر فيها المواطنين من الاقتراب من منطقة الهدم.

وترافَقَ مع عملية الهدم اعتداءات نفّذتها قوات الاحتلال بحق الأهالي الذين حاولوا التصدّي لعملية الهدم والتعبير عن احتجاجهم، في الوقت التي تقوم الآليات الصهيونية بهدم وتدمير مساكنهم، وذكرت مصادر محلية أنّ عدد بالعشرات.

"فُجعنا بقدوم حوالي ٥٠٠٠ آلاف جندي، يرافقون معدّات هدم كبيرة وضخمة"، يصف المقدسي إسماعيل عبيدية سيناريو عملية الهدم التي طالت منزله، قائلاً "استيقظنا على مجزرة هدم حقيقية، منزلي ومنازل الجيران كلّها تهدم في آن".

ماذا يحدث؟ لا أدري.. يتساءل الرجل الذي يروي القصّة بألم، تارة يحكي وتارة أخرى يصمت، فما زال لا يعرف إذا ما كانت القصّة حقيقية أم أنها تخيل له!

ويضيف: "إنها مأساة، نحن نظلم ونفقد كلّ ما نملك أمام أعيننا، عاجزين تماماً، ليس أمامنا إلا الشارع"، ليس وحده وإنما كان الجيران وسكّان المنطقة يتبادلون نظرات الصدمة، يحدّثون أنفسهم بصمت ويتمنون أن يكون كابوسا سوف يستيقظون منه قريباً.

عملية الهدم طالت جميع المباني السكنية دون استثناء، حيث يعمل الاحتلال على هدمها بشكل جماعي، حوالي 116 شقة في وقت واحد، تسقط مرّة واحدة، سحابة سوداء غطت سماء القدس ورائحة البارود الناجم عن تفجير المنازل اخترق منازل المدينة، فالتفجيرات قائمة، والجرافات تكمل الهدم في كل اتجاه.

يشير عبيدية الذي قام ببناء منزله في العام 2015 وبترخيص قانوني، على عكس ما يدعي الاحتلال، إلى أن المباني التي يجري هدمها إما أنها مأهولة بالسكان أو قيد الإنشاء لم ينتهِ أصحابها من بنائها بعد، شقاءُ سنواتِهم وضعوه في البناء، ثم أتى الاحتلال ببساطة ليهدمها، "تُشكّل خطراً أمنياً" هكذا ادعى الاحتلال.

"ماذا سنفعل وأين سنذهب؟" يتساءل الرجل الذي راح يحدّث نفسه والنّاس، "هدموا البيت وهدموا الأحلام، وتعب العمر ذهب بلمح البصر، فلا مأوى الآن وليس أمامنا سوى خيمة فوق الركام".

وكانت سلطات الاحتلال أمهلت أهالي الحي حتى تاريخ 18 يوليو (الخميس الماضي)، لتنفيذ قرارات الهدم الصادرة بحقّ منازلهم، بأيديهم، وعليه فإنّ الطواقم والآليات الصهيونية قد تُباشر بتنفيذ الهدم في أيّ لحظة.

ويُقدّر عدد المنازل المهددة بالهدم، نحو 100 شقة سكنية ضمن 16 بناية، بعضها مأهولٌ والبعض الآخر غير مأهول أو قيد الإنشاء، أصدرت ما تُسمّى المحكمة العليا بكيان الاحتلال الصهيوني قرارًا بهدمها جميعًا، بحجة قربها من جدار الفصل العنصري، الذي يفصل الحيّ عن عدة قرى تتبع محافظة بيت لحم، علمًا بأن البنايات تقع في منطقة مصنفة "أ" خاضعة للسلطة الفلسطينية حسب الاتفاقيات الموقعة، وحاصلة على تراخيص من وزارة الحكم المحلي، إلّا أن سلطات الاحتلال تصر على هدمها بحجة قربها من الجدار.

ويعتبر حي واد الحمص امتداد لبلدة صور باهر وتبلغ مساحة أراضيه نحو ثلاثة آلاف دونم، وتمنع السلطات الصهيونية الفلسطينيين من البناء على نصف هذه المساحة تقريبًا، للذريعة المذكورة آنفًا.

كاريكاتـــــير