شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م12:53 بتوقيت القدس

وتتفوق على ابنتها

نهلة أبو دقة .. تنتصر لحلمها بعد ثلاثين عاماً

19 يوليو 2019 - 16:28
إسلام الأسطل

شبكة نوى، فلسطينيات: خانيونس

تمتزج دموع الفرحة في عيون نهلة أبو دقة 48 عاماً بتفوق ابنتها، بدموع الفرحة للأسرة بأكملها بتفوق والدتهم وتمكنها أخيراً من تحقيق حلمها الذي طالت سنوات انتظارها له.

دموع  نهلة التي تسكن بلدة عبسان الجديدة شرق خانيونس لا تكاد تنقطع منذ اللحظات الأولى التي أعلنت فيها نتائج الثانوية العامة وحصولها على معدل مرتفع، لم يتأثر بغياب عن التعليم طوال ثلاثون عاماً، خرّجت خلالها  5 من الأبناء بأفضل الشهادات العلمية.

"اليوم بدأت أخطو  فعلياً نحو تحقيق حلمي الذي تأجل طويلاً بسبب الإنجاب وتربية الأبناء، وحصولي على شهادة الثانوية العامة لم يكن سوى بداية، ولن اتوقف عن المضي قدماً لتحقيقه" تقول نهلة أبو دقة.

وفي التفاصيل تقول الابنة الشريكة في النجاح والتفوق زهور أبو سمحان الحاصلة على 91%  الفرع الأدبي لـ "نوى": " كانت في كل مرة يصل فيها أحد أشقائي للثانوية العامة تتمنى أن تشاركه وتكمل حلمها، لكن الظروف لم تكن تسمح إلى أن جاءت اللحظة المناسبة  وبدأنا الطريق الى الثانوية العامة سوياً".

"كنا نصحو مبكراً وتتجه كل منا إلى مدرستها نفترق لساعات دراسية ثم نعاود الطريق معاً إلى المنزل، نمضي ساعات في الدراسة وننهي الأعمال المنزلية مناصفة بيننا، تكمل كل منا الأخرى، ونتعاون في المواد المشتركة بيننا" توضح زهور.

وتتابع" كانت مشاركة أمي لي في العام الدراسي دافعاً قوياً لأكون أفضل، كانت منافسة قوية، وكنت سعيدة بهذه التجربة.

لاقت نهلة التي حصلت على 95% في الفرع الشرعي انتقادات كبيرة عندما قررت العودة للصفوف الدراسية، عن ذلك  تقول " تعرضت لانتقادات كبيرة من المحيطين بي، وضغوط كادت أن تصيبني بالمرض، فمنهم من يستكثر علي أن أكمل دراستي بعد أن أصبحت جدة، وآخرون يتهمونني بأنني سأسرق فرحة ابنتي وغيرها من فتيات الحي ممن هن في الثانوية العامة، ناهيك عن ضغوط  الواجبات المنزلية من اهتمام بكل التفاصيل، حرصاً على عدم ترك أي مبرر يمكن أن يحرمني من تحقيق حلمي ".

عن شعورها في أول يوم دراسي  شاركت فيه طالبات في عمر ابنتها الصغرى الصف المدرسي، تقول " شعرت بروحي تحلق في السماء، وأنني قاب قوسين وأدنى من الحصول على ما اتمنى" وتتابع " واظبت على الدوام في المدرسة النظامية رغم أنني مسجلة في قسم الدراسات المنزلية، كي أنهل من العلم ما استطعت لذلك سبيلا، كنت أحمل كتبي وحقيبتي المدرسية وأسير جنباً إلى جنب مع طالبات لم يتعدين الثامنة عشر من العمر، ولم أشعر للحظة بأي حرج  من كون مدرساتي في مثل عمري أو يصغرنني بسنوات، ولا أناديهن إلا بمعلمتي الفاضلة" .

تطمح السيدة نهلة أبو دقة لاستكمال دراستها الجامعية في العلوم الشرعية لتكون أكثر قدرة  وتمكناً من ممارسة عملها كـ داعية إسلامية في المساجد " مؤكدة أن أحد أسباب تمسكها باجتياز حاجز الثانوية العامة والوصول لأعلى درجة علمية يمكنها تحصيلها، انتقاد بعض الفتيات لها في المساجد في بعض الأوقات نتيجة استشهادها بحديث قد يكون ضعيف أو موضوع، لافتة أنها تعتمد في تحضير دروسها الدينية على مواقع الانترنت التي أصبحت تدرك أنها مصدر غير موثوق خاصة في الشئون الدينية .

وتلفت " أصبحت الأن أكثر ثقة بنفسي وقدرتي على تحدي كافة الظروف، وأنا أمسك بيدي سلاح قوي، قادر على قهر كل المعيقات".

وتدعو نهلة أبو دقة  النساء في كل مكان لامتلاك الإرادة والإصرار على تحدي الواقع والظروف وتحقيق أحلامهن مهما كانت بسيطة.

كاريكاتـــــير