شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م03:17 بتوقيت القدس

نصّار طقاطقة.. شهيد الإهمال الطبي في سجون الاحتلال

16 يوليو 2019 - 23:49

الضفة الغربية:

"اقتحموا الدار، بينما كان نائماً، داهموا المنزل، أخذوه وإخوته وأولاد عمّه، إنها المرة الأولى التي يُعتقل فيها"، هكذا إذن، راح نصّار ولم يرجع، انتزعه جنود الاحتلال من وسط بيته، من حضن أمّه وأمام عيني زوجته، اقتادوه إلى السجن حتى أُعلن استشهاده، خبر لم تكن عائلته مستعدة لسماعه ولا بأي حال من الأحوال، إنّه الأسير الفلسطيني نصّار طقاطقة.

استشهد الأسير الفلسطيني نصار طقاطقة (31 عامًا) من محافظة بيت لحم، صباح يوم السادس عشر من يوليو /تمّوز للعام ٢٠١٩، وذلك بعد اعتقاله في زنازين سجن" نيتسان" الإسرائيلي بالرملة.

واعتقل الأسير نصار في 19 حزيران/ يونيو الماضي من العام الجاري، بعدما داهم الاحتلال منزل ذويه في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وكان ما يزال موقوفاً وقيد التحقيق، حيث نُقل بعد الاعتقال إلى سجن "الجلمة" للتحقيق، وبعدها تم نقله إلى العزل الانفرادي في "نيتسان" واستشهد هناك، وفقًا لنادي الأسير.

"قلت لنفسي أول مرّة يعتقلوه وبالتأكيد أنه تحقيق بسيط وسيعود!" تتحدّث والدة الأسير الشهيد، بصوت مهزوز ومنكسر، وجنتاها حمراوتان، والدموع تنهمران، ترفض الصمت، تريد أن تحكي لنا عن نصّار، ابنها الذي تنتظره، ابنها الذي سوف لن يعود بعد اليوم، فقد قُتل في سجون الاحتلال!

كان طيباً وحنوناً، تصفه أمه التي ترفض أن ابنها قتل بالفعل، تقول إنه كان يخلد في النوم عندما باغت الجنود منزله، أخذوه حياً ووجه ممتلئ بالنور، اعتقدت أن التحقيق سيغترق معه يوم يومين، ثلاثة بالكثير ثم سيعود ابني لي، اليوم يريدون إعادته لي جثّة!

وتضيف: "أنا لا أتخيل، لن يكون الخبر صحيح! ابني سيعود، سيعود لحضني ولبيته ولزوجته ولإخوته، سوف يعود لتناول الطعام معنا، سيعود للمزاح وسيعود لمساعدتي وتلبية طلباتي حينما أحتاجه".

مكتب إعلام الأسرى أصدر بيانا توضيحياً، قال فيه إن الأسير نصار قضى تحت التعذيب والإهمال الطبي، داخل العزل الانفرادي، لافتاً إلى أن إدارة سجون الاحتلال تغلق حالياً كافة السجون.

وأوضح المكتب أن إدارة سجون الاحتلال أبلغت الأسرى أثناء العد الصباحي باستشهاد الأسير طقاطقة.

من جهتها، تؤكد عائلة الشهيد طقاطقة، إن نجلهم "نصار" لا يعاني من أي مشاكل صحية، وهذا الاعتقال الأول له، علما أن له ستة أشقاء غيره، ووالده متوفى، كما قالت والدته أيضاً.

ونفت العائلة كافة الأحاديث التي تناقلت حول تردي وضعه الصحي ومعاناته من أمراض مزمنة، مؤكدة أنه ارتقى متأثرًا بالتعذيب على يد محققي الاحتلال وسجانيه.

ووفقًا لمصادر محلية، فإن قوات الاحتلال أعادت طقاطقة مكبل الأيدي إلى منزل ذويه قبل نحو أسبوعين، لتفتيشه، وأوسعته ضربًا، قبل أن تعيده إلى السجن مرة أخرى.

وباستشهاد الأسير طقاطقة يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في معتقلات الاحتلال منذ العام 1967 إلى 220 شهيدًا. 

كاريكاتـــــير