شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م06:13 بتوقيت القدس

خمس نساء يزرعن ويحصدن ثمار مشروعهن التعاوني

04 يوليو 2019 - 14:07
إسلام الأسطل

شبكة نوى، فلسطينيات: مع ساعات الفجر الأولى واقتراب بزوغ شمس الصباح تنطلق خمس نساء نحو منطقة زراعية حدودية في بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس، لمتابعة مزروعاتهن من الفلفل والبامية وبعض الخضروات الموسمية.

النساء الخمسة يعملن معاً، ضمن مبادرة الدمج الاجتماعي وهي إحدى أنشطة مشروع "التطوير العادل للإنتاج الزراعي وأنظمة السوق في الأراضي الفلسطينية" المنفذ من قبل مركز العمل التنموي (معا)، بالشراكة مع أوكسفام، وبتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي"SIDA".

إيمان، نسرين، ابتهاج، ميادة وسحر حالفهن الحظ بعد اختيارهن من ضمن ستين سيدة من بلدة خزاعة شاركن في ورشة عمل نظمها مركز العمل التنموي معاً، ليكن هن صاحبات المشروع الزراعي الرائد.

تقول سحر أبو ريدة (48 عاماً)، والتي تعيل أسرتها كاملة منذ سنوات من خلال تربيتها للبط والأوز والحمام، وصناعة الجبن المنزلي وتسويقها للجيران والأقارب: "لم تسعني الفرحة حينما وقع علي الاختيار ضمن الخمس نساء لإدارة مشروع زراعي خاص، كنت مش مصدقة نفسي، أنا طول الوقت بشتغل عشان أوفر مقومات الحياة لأسرتي، لكن هذه المرة أنا بعمل شيء لنفسي، وذاتي".

وفي التفاصيل تقول ابتهاج النجار إحدى الشريكات في المشروع: "تم الاتفاق معنا على زراعة قطعة أرض تساوي 10 دونمات، وأن نعمل بها بشكل تعاوني، وهو ما كان، فنحن نعمل بأيدينا وقسمنا الأدوار الإدارية في حين أن العمل اليدوي جميعنا يشارك به".

تتابع: "نراعي ظروف بعضنا البعض، وفي حال كان لدى إحدانا ظرف معين نقوم بمتابعة العمل بدلاً عنها"

تشرح إيمان قديح (27 عاماً) إحدى النساء صاحبات المشروع :"من خلال التدريبات التي تلقيناها ضمن المبادرة، توسعت مداركنا وأصبح تفكيرناـ أكثر وعي ودراية بشئون الزراعة والإدارة، حينما زرعنا البطاطا والتي تم دعمها بالكامل من قبل مركز معاً باستثناء الري، تأخرنا في الزراعة بسبب تعسرنا في العثور على قطعة أرض مناسبة، الأمر الذي أثر على كمية وجودة المحصول".

تُجمع السيدات الخمس أن هذا الأمر لم يحبطهن أو يدفعهن للتكاسل، بل كان دافعاً قوياً لاستمرارهن بكل قوة، على قاعدة "زرعة بتشيل زرعة"، ويؤكدن: “لن يوقفنا شيء وسنواصل المسير ونثبت أن المرأة قادرة على العمل في كل المجالات، حتى المرهقة جسدياً كالزراعة.

توضح إيمان أن مركز معاً وفر لهن عاملي زراعة لمساعدتهن في الرش والتعشيب والحراثة، وحمل أكياس البطاطا وبعض الأمور الأخرى.

تتدخل نسرين: “أحنا كمان صار بينا وبين صاحب الأرض تعاون مشترك، وبنساعده في زراعته، وتتابع:"تفادياً لأزمة المياه اتفقنا مع صاحب الأرض أن نقوم بحفر بئر مياه مناصفة وهو ما وفر علينا عبئ كبير ووفر للأرض مصدر دائم للري".

توضح ميادة أن أهم شروط المشروع ألا يساعدنا أحد من العائلة" أب أو أخ أو زوج أو ابن"، وتبرر :"الهدف من هذا الشرط أن نقود مشروعنا بأنفسنا ولا نترك المجال لأي من الرجال أصحاب السلطة علينا  التحكم أو السيطرة عليه، وأن نواجه بأنفسنا كل المشاكل التي من الممكن أن تعترض طريقنا ونحلها بأنفسنا".

"تغيرنا كثيراً، أصبحنا أكثر قوة، ولم يعد للخجل السلبي مكان في شخصيتنا، وتعلّمنا الكثير خلال الشهور الماضية في كل ما يخص الزراعة ولا زلنا نتعلم، ولن يصيبنا الكلل ولا الملل.

ولا تنسى الشابة ميادة قديح مهاجمة المجتمع في بداية المشروع لهن، مؤكدة وشريكاتها في المشروع أنهن واجهن رفض المجتمع المحيط بالتمسك بمشروعهن وعملهن الدؤوب على إنجاحه، وإثبات أن المرأة قادرة على خوض كافة المجالات حتى الزراعية منها، وتعتقد ميادة أن المجتمع هاجمهن لأنه اعتاد أن تكون المرأة تابع للرجل، وتعمل تحت إمرته وسيطرته المطلقة، لا أن تقود عملها بنفسها".

تطمح الشريكات الخمس لتطوير مشروعهن الذي يعتبرنه باكورة تحقيقهن لذاتهن وتكوين شخصيتهن المستقلة، تقول إيمان: "نطمح لأن نصبح أكثر من مجرد مزارعات والوصول لمرحلة إنشاء مصنع لتغليف الخضروات والفواكه، وتجميدها، وتشغيل أكبر عدد ممكن من النساء".

كاريكاتـــــير