شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م04:46 بتوقيت القدس

"الشوكة" أزمة مياه متجددة تؤرق مواطنيها

02 سبتمبر 2016 - 16:44
آلاء الهمص
شبكة نوى، فلسطينيات:

رفح-نوى-آلاء الهمص:

تضطر أم أحمد أبو جليدان (45عاما) من سكان قرية الشوكة جنوب شرق محافظة رفح أسبوعيًا لشراء مياه الشرب من السيارات التابعة لمحطات التحلية لتعبئة خزانات المياه الخاصة بيتها، فهي كباقي سكان القرية تعاني انقطاع المياه عن منازلهم لعدة أيام.

تقول أبو جليدان:"تصل المياه إلى منطقتنا مرة واحدة كل خمسة أيام بشكل ضعيف جدًا، حيث لا نستطيع تعبئة خزانات المياه الخاصة بالمنزل"، موضحة أنه في حال تمكنت من تعبئة الخزان كاملًا وهو أمر نادر الحدوث؛ فهي لا تسد حاجه عائلتها خلال أيام القطع الخمسة.

وبحنق تقول أبو جليدان أن شراء المياه يعتبر عبئًا ماديًا إضافيًا على أسرتها متوسطة الدخل، وأن الأزمة باتت تؤرق جميع سكان القرية؛ خاصة أن المنطقة تعاني منها منذ سنوات وتتفاقم في فصل الصيف.

تمتد بلدة الشوكة من الحدود المصرية جنوبًا وحتى مشارف مدينة خان يونس شمالًا، بعمق يتراوح ما بين 3-5 كيلو مترات، يحاذيها من الجنوب الأراضي المصرية ومن الشرق الأراضي المحتلة عام 1948.

الزراعة!!!

 تعد القرية منطقة زراعية خصبة وهي من أهم السلال الغذائية التي تمد أسواق القطاع بالخضروات والفواكه المتنوعة.

غير أن معاناة الناس فيها لا تقف عند هذا الحد؛ فمزارعيها أيضًا يتكبدون خسائر كبيرة بسبب قلة المياه التي تصل إلى مزروعاتهم مما دفعهم لشراء المياه من بعض الآبار الخاصة التي يمتلكها زملائهم المزارعين في محاولة لحل مشاكل المياه الخاصة بالقطاع الزراعي في البلدة.

المزارع محمد جراد 50 عامًا يقول:" أزمة المياه هنا واحدة من أكبر المشاكل التي تعيق الزراعة، إضافة إلي مضايقات الاحتلال للمزارعين من تجريف أراض وإطلاق النار عليهم".

يشير جراد إلى أن الاحتلال دمر في الحرب الأخيرة المنازل والطرق وجرف الأراضي الزراعية وخطوط وشبكات المياه والصرف الصحي والبني التحتية وآبار المياه ما أثر سلبًا على عملية النمو الزراعي في المنطقة.

 شهدت الشوكة  التي يبلغ عدد سكانها 17860 نسمة العديد من الاجتياحات الإسرائيلية تعرضت خلالها شبكات المياه لأضرار كبيرة، تقدر مساحتها  22000دونم، يغطي جزءًا كبيرًا من مساحتها أراضٍ زراعية ومشاريع استثمارية كمزارع الدواجن، والمزارع المنزلية التي يربي  أصحابها الأغنام والطيور.

أسباب وحلول

بلدية الشوكة حاولت إيجاد حلّ لمشكلة المياه المتفاقمة لكن باءت المحاولة بالفشل، يقول رئيس البلدية منصور بريك، أن هذه الأزمة هي جزء من أزمة المياه في قطاع غزة لكنها تتفاقم في فصل الصيف، لزيادة استهلاك المياه خلاله؛ وأن الانقطاع المتكرر للكهرباء أعاق تشغيل مضخات المياه الخاصة بالآبار لإيصالها لسكان الشوكة.

سعت البلدية لسد العجز المائي من خلال حفر آبار؛ لكن المياه الجوفية في البلدة غير صالحة للاستهلاك الآدمي ولا حتى للزراعة وفقًا لدراسات علمية؛ مما اضطر البلدية لردمها كما يؤكد بريك.

يضيف بريك أن مجموع ما تنتجه المصادر المتاحة بالكاد تسد 60% من حاجات السكان، مبينًا أن العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع ألحق الأضرار ببعض مصادر المياه، كتدمير عددٍ من الآبار، إضافة إلى أزمة الكهرباء التي تؤثر على المياه.

حتى مع وصول الكهرباء من الخطوط المصرية؛ فضعفها يعيق تشغيل المضخات ما يجبر البلدية على تشغليها عن طريق المولدات التي تحتاج إلى أموال طائلة لتزويدها بالسولار.

 يكمل بريك إن البلدية عملت خلال السنوات الماضية على إيجاد حلول استراتيجيه وطارئة رغم ضعف التمويل؛ منها حفر آبار في مناطق تبعد عن الشوكة نحو عشرة كيلومترات وترميم وصيانة الآبار القديمة والشبكات لتقليل الفاقد ووصول المياه للمنازل بشكل منتظم.

ومع عدم وجود أفق قريب لحل المشكلة؛ عملت البلدية حسب بريك إلى تنفيذ مشروع بالتعاون مع اوكسفام يتسلم فيه المواطن بطاقة من البلدية لتعبئة المياه بشكل مجاني، إضافة إلى مشروع سيتم تنفيذه قريبًا يمكّن المواطنين من تعبئه خزاناتهم بكمية مياه مضاعفه وبشكل مجاني وهي للاستهلاك اليومي والشرب ما يحل جزءًا كبيرًا من الأزمة.

أما فيما يتعلق بتوفير مياه الري للأراضي الزراعية فبين بريك أنه ووفقا للقانون لا تعتبر مسئولية توفير مياه الري من اختصاص البلدية بل هي مهمة وزارة الزراعة.

وما زال المواطنون في الشوكة يطمحون إلى المزيد من الانتباه الحكومي لمشاكلهم التي تتفاقم باعتبار القرية مهمشة لا تصلها الخدمات بالشكل المناسب.

كاريكاتـــــير