شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م17:05 بتوقيت القدس

"ميرفت قشطة".. "مِعوَل كَدْح" في "خربة العدس"

01 ابريل 2023 - 15:58

رفح:

تنشغل المزارعة ميرفت قشطة (46 عامًا) في جمع محصول الخيار من أرضها الواقعة أقصى شرق قرية خربة العدس، شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، تمهيدًا لبيعه في السوق.

المزارعة قشطة هي أم لثمانية أبناء، تمارس عملها على قطعة أرض بمساحة 8 دونمات مستأجرة، كمشروعٍ خاص تديره بالكامل بنفسها، مع دعم ومساعدة زوجها وأبنائها.

تضع المزارعة الخيار في أقفاص، وتروي لـ"نوى" قصتها متكئةً على عامود الحمّام الزراعي، فتقول: "تزوجت في سن 16 عامًا رغم تفوّقي في الدراسة، ولكن هذه هي العادات في المنطقة، وبقدر ما تمنيتُ إكمال تعليمي، بقدر ما منحت عائلتي الأولوية، خاصة بعد الإنجاب".

في منزل العائلة المشترك حيث تعيش ميرفت، كانت تساعد زوجها الذي يعمل مزارعًا، حيث حصل على ثلاثة دونمات كميراثٍ له، وهذا أكسبها خبرة طويلة في مجال الزراعة الموسمية المعتمدة بالنسبة لهم.

تشرح: "كنا نزرع الخيار، والبندورة، والكوسة، والبقدونس، وغيرها من المزروعات ذات الاستهلاك الموسمي، وهذا منحني خبرة ممتازة في الزراعة والتسويق، وحساب الأسعار، والتعامل مع الظروف الطارئة، مثل أمراض التربة وغيرها".

رغم ذلك، ظلَّ التفكير بمشروعٍ خاص حلمًا يراود ميرفت، التي تسرح بخيالها وهي تعقّب: "يااه على مشروع زراعي كل اللي بيشتغلو فيه نساء".

أحبّت ميرفت مجال الزراعة وكأنه جزء من هويتها. لقد نشأت في بيت من المزارعين، وتزوجت مزارعًا أيضًا، فهذه المهنة المتوارثة هي مصدر دخلهم الوحيد، وارتباطهم بها أشبه بـ"العِشرة"، رغم أن مراحل الركود وتغيّر المناخ والعواصف المفاجئة تتسبب عادة في تدمير الموسم، وتكبّدهم خسائر فادحة، "لكن رغم ذلك نعود للزراعة، فليس لنا سواها" تستدرك.

وتكمل: "تقدمتُ قبل عامين لمشروع دفيئات زراعية، سجلتُ لمنحة وحصلت عليها، خاصة وأن لديّ خبرة في الزراعة، واستأجرت أرضًا بمساحة 8 دونمات، زرعت موسمها الأول، وضّمنته كاملًا لمزارع بغرض تسديد الديون، وهذا هو الموسم الثاني للمُنتَج".

تدفع المنحة لميرفت 60% من تكلفة الإنتاج وتكمل الباقي هي، بينما ضمنت (أي باعت المنتوج بأكمله جملة واحدة)، لشخصٍ من أجل تسديد الدين، ورغم أنه الموسم الثاني للمنتج، إلا أنه الأول بالنسبة لميرفت.

تتأثر ميرفت بحال الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، فتراجع مستوى الدخل يؤثر على إقبال الناس على الشراء، لكن اعتمادها منتجًا استهلاكيًا جعلها قادرة على الصمود أكثر.

تكمل: "تكلفة الإنتاج ضخمة، ولهذا فإن تلف الموسم يكبّدنا خسائر كبيرة، تخيلوا أن تكلفة الدفيئات الزراعية والحديد عالية، يضاف اليها الكومبوز وهو الغاز الذي يطهر التربة، وسعره ألف شيكل للجالون، وكل دونم يحتاج جالونًا، وأشتال بتكلفة 3500 شيكلًا، وسماد بقيمة 1500 شيكلًا، وأدوية بقيمة 3000 إلى 4000 شيكل، ومياه، وكهرباء، ومتطلبات أخرى".

حين ارتفع سعر الخيار سددت ميرفت بعض ديونها، تعقّب: "أنتجنا 180 كيسًا بسعر 35 شيكلًا للواحد منها، والآن السعر انخفض بشكل كبير. خسائر فرق الأسعار ليست هيّنة علينا، وهذه أكبر مشكلة نواجهها في التسويق".

وتجزم السيدة أنّ تغيّر المناخ أثّر على منتجاتها بشكل كبير، فهناك منتجات أصبحت تعاني عند زراعتها صيفًا مثل البندورة، وأخرى تتعرض للتلف شتاءً بسبب المنخفضات مثل الخيار، "ناهيك عن العواصف التي تتسبب في "طيران" حمامات الزراعية، فتزيد نكبة المزارعين والمزارعات فوق النكبات الأخرى التي يعيشونها" وفق تعبيرها.

"كل شيء في مشروعي أنجزه بيدي حتى الحسابات، كلها عندي من الألف إلى الياء، أحرص على أن يكمل أبنائي تعليمهم الجامعي، وقررتُ أن لا تتزوج بناتي مبكرًا، لأن من حقهن الوصول لسن زواج مناسبة، والسعي لتحقيق أحلامهن في مساحة وقتٍ يرينها مناسبة" تختم كلامها، ثم تستأذن لأن شتلاتها تنتظر.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير