شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م14:55 بتوقيت القدس

زينة رمضان.. غزّة تتحسس "الفرح" في حبل زينة وهلال

22 مارس 2023 - 21:35

قطاع غزة:

قبل وقتٍ قريب، كان العابرون من شارع عمر المختار، وسط مدينة غزة، يعرفون "أيمن الكحلوت" كبائعٍ للمسليات والسكاكر، لكنهم اليوم يمرّون قرب بسطته التي اكتظت بالفوانيس وحبال الزينة الخاصة برمضان ليسألونه: "مش إنت اللي..؟" فيجيبهم: "نعم أنا، بس الرزق بيحب الخفّية".

على ظروف الحصار التي يعيشها قطاع غزة منذ 16 عامًا، ليس من الغريب أن ترى تاجرًا انكسر، فصار يبيع الترمس بين الحارات والبيوت، أو أن يعمل خريجٌ من كلية الهندسة أو الطب عاملًا في السوق، وحتى أن يغيّر شابٌ مهنته بين موسمٍ وآخر لحاقًا برزقه الذي يقيه ذل السؤال مع عائلته، وهذا ما حدث تمامًا مع أيمن.

يقول: "كنتُ خائفًا من النتيجة عندما غيرت الكار، لكنني انبهرت"، مستغربًا إقبال الناس الواسع لشراء أحبال الزينة والإضاءة والمعلقات الرمضانية التي تأتي على شكل قباب مساجد، أو نجوم، وأهلة من أجل شهر رمضان المبارك.

ويضيف: "جربت في بضاعة بمبلغ صغير من المال إلى جانب ما كنتُ أبيعه من المسليات، لكن للمرة الأولى بحياتي أبيع بضاعتي كلها خلال يوم واحد، وقبل رمضان بنحو 10 أيام".

أيمن الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، بدأ بعمله كبائع "بسطة" قبل ثلاث سنوات، بمشاركة شقيقه، لكن كل واحدٍ منهم بمكانٍ منفصل، إذ تعتمد أسرتهم المكونة من تسعة أفراد على مدخولهم اليومي بشكل كامل.

يظن الشاب أن الزينة الرمضانية توازي المأكل والمشرب في غزة، "ولعل الإقبال عليها هو ما أثبت النظرية". "لكن لماذا؟" سألنا الناس في الشارع وكانت الإجابات كالآتي:

فادية نعيم (29 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال تقول: 

"ربما لا يحتاج الأمر إلى السؤال، فالإجابة واضحة ساطعة كالشمس، نحن نحتاج إلى الفرح! ندفع ثمنه ونلمسه على شكل أضواء تؤنس قلوبنا، وتلمع بعيون صغارنا، الذين لم يعرفوا الفرق بين أصوات الألعاب النارية، والصواريخ! فالأخيرة أضحت عادة مسخة يمارسها الاحتلال في أي آن. رمضان فرصتنا، لم لا نفرح بزينته؟" 

عماد الدين عناية يقول:

"أوصاني أطفالي بأن لا أعود إلى المنزل إلا بالزينة! فكل أبناء الجيران زينوا منازلهم. التقطوا الصور ووضعوها عبر حساباتهم في مواقع التواصل، وعائلتي تنتظر أن تسير على نفس الوتيرة! لا أدري إن كانت هذه موضة أم احتياج حقيقي يفرحون فيه، كل ما أعرفه أنهم ألزموني باتفاق مع أمهم، وقالوا إنها أهم من الأكل لديهم!".

هدى أبو زاهر تقول:

"الزينة تخلق أجواء مبهجة من الفرح، تُخلصنا من الضغوطات النفسية، وتعكس أجواء إيجابية بعيدًا عن المقت الذي نعيشه يوميًا في غزة. بالزينة هذه أشعر أن كل أفراد البيت سعداء، أسعارها لهذا العام مناسبة، حتى في منطقتنا بادر الأطفال بدفع مبالغ بسيطة جدًا من مصاريفهم الشخصية، وجمعوها لشراء أحبالٍ تُعلَّق في الشارع بين المنازل للاستمتاع بهذه الأجواء! إنها أحلى ما يمكن أن نفعله كي نفرح.

كاريكاتـــــير