شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م09:22 بتوقيت القدس

صناعة البخور.. عندما تبدع "غزة" في استقبال رمضان

19 مارس 2023 - 23:01

قطاع غزة:

في رمضان، تتعطّر رائحة المنازل في قطاع غزة بالبخور على اختلاف أنواعه. عادةٌ يُقال إنها استُحدثت منذ عقدين تقريبًا، يوم كان يرسله المغتربون الفلسطينيون في الخليج العربي كهدايا "فاخرة" لعائلاتهم هنا، حتى صار يُصنّع كمنتج محلي له قيمته في السوق الفلسطيني.

يقول إبراهيم أبو سرايا وهو صاحب محلات تجارية، ومصنع للبخور إنه تعلق بهذا النوع من الروائح حتى راح يتعلم صنعها بشكل شخصي، اجتهد فوصل إلى النتيجة المطلوبة بعد سنوات من المحاولات، إذ يمر اليوم عامه الخامس عشر بإتقان إنتاجها.

وثقافة استخدام البخور انتشرت في فلسطين -خاصة غزة- قبل أعوام، بعدما كانت "شبه معدومة" إلا من فئة معينة من الناس التي لها أقارب بالخارج، لكنها صارت جزءاً أساسياً في المنازل من أجل خلق أجواء روحانية تحديداً بيوم الجمعة.

وبحسب أبو سرايا، فإن صناعة البخور تتم عن طريق ما يسمونه "دقة العود"، حيث تطحن خشبة العود ويضاف إليها الصمغ العربي وبعض أنواع المسك، ليتم دمجها ببعضها البعض، وتشكل حسب متطلبات الناس ورغباتهم أو خط الإنتاج الذي يسير.

ويضيف: "تختلف أشكالها، نصنع منها الأقراص المدورة، ومنها المربعات والعيدان، كله بحسب رغبة الزبائن والطلب في السوق"، مشيراً إلى أنواعه: العود، والمسك، والعنبر، وروائح خليجية، والفرنسي، الذي يسمى بـ "نسيم الليل".

عن إقبال الناس عليها، يوضح الرجل بأن اعتمادهم عليها في تعطير منازلهم صار ملموسًا، كون الأسعار بسيطة وفي متناول جميع الفئات، إذ تبدأ من خمسة شواكل بحسب نوعية البخور، والمواد المستخدمة بصناعته.

وبطبيعة الأمر، لحصار إسرائيل على غزة نتائج مباشرة على أية فكرة من شأنها تحسين وضع الناس أو القطاع بالعموم، فمثلاً أجبر أبو سرايا على عمل خط إنتاج خاص فيه بمصر، لكي يوفر المواد الخام والوقت ويتغلب على مشكلة منع الاحتلال لبعض أنواع المواد الخام اللازمة للتصنيع،

ويستدرك: "لكن ثمّة مشكلة أخرى وقفت بوجه عملية ترويجه هنا، حيث أن بعض الناس يظنون أن جودة المنتج المحلي ليست بالصورة المطلوبة، فلا يقتنعون بذلك إلا بعد تجربته عدة مرات، معقبًا: "أصبحت الصيدليات تطلبه، وهناك محلات اعتمدت عليه أكثر من المستورد".

كاريكاتـــــير