شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م17:57 بتوقيت القدس

إنتاج وفير و"آمن"..

تطعيم النباتات بغزة.. قفزةٌ إنتاجية و"فُرصة عمل"

20 يناير 2023 - 14:49
صورة متداولة
صورة متداولة

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة:

بحرصٍ متناهٍ تُمسك المهندسة الزراعية الشابة تسنيم اللوح بشتل نبتتين قبل أن تضعهما معًا في صندوق سماد خاص. تحمله وتنقله إلى غرفةٍ منخفضة الإضاءة والرطوبة، لتبدأ بذلك عملية تطعيم أشتال نباتات القرعيات، وبعض أصناف العائلة الباذنجانية كالبندورة في قطاع غزة.

عملية تطعيم النباتات، هي تقنية دخلت في السنوات الأخيرة إلى القطاع، وأصبحت ملجأ المهندسين والمهندسات الزراعيات، كفرصة عملٍ موسميةٍ مهمة، إذ انعكست بشكل إيجابي على الزراعة في كل المواسم.

المهندسة تسنيم، التي تعمل مزارعةً أيضًا بالإضافة لعملها في مجال تطعيم التربة، تحدّثت عن لجوء المزارعين إلى المهندسين من أجل تطعيم النباتات قبل الموسم الزراعي، "فهم يعلمون أن النبتة المطعّمة تكون أقوى، وتتحمل أمراض التربة مثل النيماتودا وغيرها، كما أنها تكون أكثر مقاومة للتغيّرات الجوية مثل البرد والحر، إضافة إلى أنها تؤدي لزيادة الإنتاج".

وتشرح بالقول: "عانى المزارعون على مدار سنوات مضت من كساد الموسم الزراعي بسبب إصابة مزارعهم بأحد أمراض التربة، وخاصة النيماتودا (ديدان تصيب جذر النبة وتتسبب في موتها)، وكثيرًا ما يحدث هذا قبل عملية القطف، ما يتسبب بخسائر فادحة"، مردفةً بالقول: "منذ عام 2017 دخلت تقنية التطعيم وبدأت تنتشر تدريجيًا، والآن الأمور أفضل والفوائد كبيرة".

لا تنكر تسنيم، أن تطعيم النباتات قبل موسمها، هو فرصة عمل مهمة للمهندسين الزراعيين، "فلدينا نحو مليون شتلة تحتاج إلى تطعيم، وإقبال المزارعين على هذه التقنية ازداد بشكلٍ كبير، ورغم أن عملية التعلّم ليست صعبة، لكنها تحتاج إلى دقة ووقت وجهد والكثير من النظافة، فأي خطأ قد يؤدي إلى تلف الشتلات".

تقوم تسنيم حاليًا بقطف ثمار الفراولة التي حضّرت لها منذ أغسطس لعام 2022، وفيه أيضًا خاضت تجربة التطعيم، ونجحت بإنتاج محصول عالي الجودة.

وتبدأ عملية التشتيل بإحضار شتلة نبتة مقاوِمة لأمراض التربة مثل الكوسة، وشتلة أخرى من الصنف المطلوب زراعته، فيتم قص الشتلة الطعم بزاوية 45 درجة، وأخذ الجذر من الأصل والرأس، وتركهم في صندوق التشتيل، لكن الطعم يزرع قبل الأصل بـ10 أيام، كي يكون هناك توافق في الطول والحجم، ثم ينقل إلى عملية التحضين لمدة ثلاثة أيام في درجة رطوبة 95، وحرارة 25، وبعدها تنقل بالتدريج من حاضنة إلى أخرى، حتى نصل للجو المناسب للواقع.

وتنفي تسنيم مسؤولية عملية التطعيم هذه عن اختلاف طعم المنتج عند التوزيع، "فهذا سببه أن المزارع يقطف قبل الموعد عندما يظن أن النبتة أصبحت جاهزة"، مستدركةً: "لكن الطبيعي أن يتركها مدة 90 يومًا كاملة".

واستبعدت تسنيم تمامًا أن تكون هذه التقنية، هي المسؤولة عن إصابة البعض بالإسهال، مؤكدة أن هذا سببه -غالبًا- وضع المنتج في الشمس لفترات طويلة، وبالتالي تلفه بسبب الحرارة العالية.

ويقول الناطق باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني: "نحن مقبلون حاليًا على موسم الربيع، وبالتالي يستعد المزارعون للبدء بهذه الزراعات الربيعية والصيفية".

عملية إعداد الأشتال -وفقًا للبسيوني- تقع على عاتق المشاتل، والوزارة تعمل بدورها على متابعة موسم تطعيم الخيار، الذي بدأ تحت ظروف خاصة من خلال أنفاق زراعية أرضية، وصولًا إلى فترة النمو.

أما على صعيد الخضار والأشتال والزراعات الموسمية والدائمة، "فنحن مقبلون على موسم تفتح أزهار اللوزيات وأشجار اللوز والخوخ" يقول.

ويتابع: "بدأت الطواقم الفنية باستخدام إرشادات للدخول إلى الموسم بقوة، كما أننا مستمرون في المواسم الشتوية، وقطف الفراولة التي بلغت ذروة الإنتاج لها، ومتابعة المزروعات الأخرى كالبطاطا والبصل".

يستعد المزارعون حاليًا بتعقيم التربة، وهناك إقبال على أشتال القرعيات الذي حقق أكثر من فائدة على مستوى قطاع غزة، "أولها التخفيف من استخدام المبيدات الحشرية، فهذه التطعيمات حدّت منها بشكل كبير، نظرًا لأنها تحتوي على أصول مقاومة لأمراض التربة، وبالتالي لا حاجة للإسراف في المبيدات" يزيد.

وحققت التطعيمات فوائد أخرى -كما يوضح البسيوني- ومنها، الحصول على منتج عالي الجودة، والمساهمة في زيادة الإنتاجية، "فالدونم الواحد للبيطخ يحتاج إلى 2000 شتلة غير مطعمة، بينما لا يحتاج لأكثر من 300-500 شتلة مطعّمة، وتنتج ما معدّله 10 طن تقريبًا".

ويعقب: "بالتالي هناك قفزة عالية في الإنتاجية، وهذا ما نتوقعه في العام الحالي"، منبهًا إلى انعكاس مهم فيما يتعلق بحماية البيئة، نتيجة التخفيف من التلوث الناتج عن المبيدات الحشرية

كاريكاتـــــير