شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م13:21 بتوقيت القدس

ماهر يونس قبل الحرية بساعات:

"جسدي سيغدو حُرًّا وقلبي أسير ذكريات الرفاق"

18 يناير 2023 - 13:59

عارة:

"أنتظر حريتي بحزنٍ وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشتُ معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان. سأغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريبًا"، كان هذا جزءٌ من رسالةٍ بعث بها الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي ماهر يونس (65 عامًا) لعائلته قبل يومين من الإفراج عنه، بعد أربعين عامًا كاملة قضاها خلف القضبان.

ماهر يونس هو فلسطيني من قرية وادي عارة في المثلث الشمالي بالداخل المحتل، اعتُقل حين كان ابن 25 عامًا، وحُكم عليه بالسجن أربعة عقود، قضى أغلبها في سجن نفحة.

في رسالته، خاطب يونس عموم أبناء الشعب الفلسطيني يخبرهم بشوقه للعيش في ظل الحرية، وحماسه لسماع الهتافات باسم فلسطين من جيل الشباب المتشرب لقيم الوعي والمعرفة، وقال: "لقد قدمت لوطني، وضحيت لأجل شعبي، وها أنا ما زلت حيًا، وقادرًا على العيش. بعد يومين سأولد من جديد".

عائلة ماهر، التي تنتظر عودته بشغف، تعاني مثل معظم الفلسطينيين في الداخل المحتل من عنصرية الاحتلال الإسرائيلي، حيث مُنعت من إقامة أي مظاهر احتفال بحريته، تمامًا مثلما منعت قبل 12 يومًا ابن عمه كريم الذي تحرر هو أيضًا بعد 40 عامًا، من استقبال الأبطال، فتركته وحيدًا في شارعٍ لا يعرف إلى أين يمضي!

والدة ماهر، قالت في فيديو نشره موقع الجرمق: "أمضينا أربعين عامًا من القهر والمعاناة. نخرج للزيارة قبل الفجر ونعود بعد العشاء، وأحيانًا، وبعد أن نصل يخبروننا بنقله إلى سجنٍ آخر".

وأكملت السيدة بحنق: "ماهر هو الابن الذي رآه القلب قبل العين، أربعون عامًا من المعاناة ببعده. لا أصدق بأنني سأراه غدًا".

وتروي والدته التي بلغت من العمر الآن (89 عامًا) أن سلطات الاحتلال منعت أي مظاهر للفرح بخروجه من السجن، "لكن أنا يكفيني رؤيته، والاطمئنان عليه، وأن يكون له بيت وعائلة وأولاد بعد كل هذا العمر" تستدرك، معربةً عن حزنها لبقاء عدد كبير من الأسرى داخل السجون، وأمنيتها بحريةٍ قريبة لهم.

وتوجه رسالتها للشعب الفلسطيني: "علينا أن نقف يدًا واحدة. اليوم لم يتبق لنا أي أمل سوى بالوحدة".

أما شقيقته الستينية نهاد، التي ترافق أمها في البيت طوال النهار استعدادًا لاستقبال ماهر، فتروي أن زيارتها للسجن كانت من أشد الأمور وجعًا لقلبها على مدار 40 عامًا، وتعقّب :"كنت أرجع مرهقة نفسيًا بسبب الحالة التي أراه عليها، كان يخرج إلينا مقيدًا مكبل اليدين والقدمين".

تكمل السيدة التي حتمًا بلغت الستين من عمرها :"ماهر كان شابًا بعمر 25 عندما أُسر، كان كريمًا شجاعًا معطاءً، لكن صدّقوا أنني الآن لا أعرف كيف هي طباعه. أربعون عامًا تغيّرت خلالها الدنيا كثيرًا"، مردفةً: "كُنت أحزن لأوضاع الأسرى، ومثلما كان وضع ماهر صعب، فهناك أوضاع أصعب. كل أسير خلفه قصة ولكل أسير حكاية".

بدوره، يؤكد شقيقه ترحيبه بكل من سيحضر مهنئًا بحرية ماهر رغم المنع الإسرائيلي، قائلًا: "ماهر اعتقل في ريعان شبابه، وهذه معاناة لنا ومعاناة له. والده توفي أثناء اعتقاله وهو لم يره ولم يعرف عن مرحلة تعبه. والدتنا الآن تبلغ من العمر 89 عامًا، ومن حقها أن تقضي ما بقي من عمرها وماهر إلى جوارها. من حقها أن ترى له عائلة بعد معاناتها على مدار 40 عامًا متواصلة".

ويختم شقيقه: "الاحتلال منع مظاهر الفرح، لكننا سنقيم أفراحًا في قلوبنا بلقائه، فيكفي أن ماهر سيكون حرًا وسيعيش بيننا، سنفرح به، ونطمئن عليه معنا، وعلى قادم أيامه التي يتمنوها أحلى".

وكانت ما تسمى بإدارة سجون الاحتلال، أبلغت الأسير ماهر يونس بأنه سيتم نقله من سجن النقب إلى التحقيق، قبل 40 ساعة فقط من موعد الإفراج عنه، ووفق بيانٍ لوزارة الأسرى والمحررين، فإن "إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير ماهر يونس إلى جهة مجهولة قبل ساعات من الإفراج عنه”.

كاريكاتـــــير