شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م19:03 بتوقيت القدس

أحمد يوسف.. "يد الرحمن" التي حاربت السرطان مع ريم

12 ديسمبر 2022 - 11:28

رام الله :

 بدأت قصة ريم بمجرد انتهاء قصة أحمد الذي تم تشخيصه قبل عدة سنوات بالإصابة بمرض السرطان، في ذكرى زواجه الأولى، وبعد انتهاء رحلة علاجه المُرّة، قرر وزوجته ريم استعادة حياتهما من جديد وتكوين أسرة، لكنهما في الطريق اكتشفا إصابة ريم بمرض السرطان، فعادا إلى نقطة البداية.

لم يكن الطريق سهلًا أبدًا بالنسبة لأحمد وريم، لكن بالإرادة والدعم المتبادل لبعضهما، أصبحا أقوى، واستبدلا رحلة الألم بالأمل، فالشاب الثلاثيني أحمد يوسف ابن مدينة رام الله، الذي يعمل صحافيًا، نجح في أن يكون طوق مساندة لزوجته ريم الهندي التي تعمل صحافيةً أيضًا.

بدأت حكاية ريم مع السرطان عندما عايشت المرض مع زوجها أحمد لثلاث سنوات، وما إن تعافى وظنا أن الحياة ضحكت مجددًا لهما، أصيبت هي.

تقول ريم لـ"نوى": "كنا في طريقنا لتأسيس عائلة وإنجاب أطفال بعد ثلاثة أعوام من تعافي أحمد بشكل كامل، واكتشفتُ صدفةً إصابتي بورم نادر، وهذا شكّل مفاجأة صادمة بالنسبة لي، لم أكن مهيّأة لها".

تضيف ريم: "قررت الخضوع للعلاج، ومررت بفترات صعبة أثناء ذلك، لكن أحمد كان مشجعًا لي على الدوام، وتقبّل كل الحالات التي عشتها، وقدم لي النصائح بحكم تجربته السابقة".

تجربتا ريم وأحمد مع مرض السرطان مختلفتان كما توضح ريم، فأحمد تخطّى أزمته بشكل أسهل إلى حد ما، وهو رغم إصابته السابقة كان يخفف عنها كثيرًا.

أما أحمد، الذي وصفته ريم بأنه "يد الرحمن"، فتوقّع إصابة زوجته كونه مرّ بذات الأعراض عند إصابته. يقول: "الخبر كان صادمًا بالنسبة لي رغم أنني توقعتُه، جهّزتُ ريم نفسيًا بإخبارها أن الأعراض التي ظهرت عليها هي ذات الأعراض التي عانيت منها، بالتالي هو سرطان، ويجب علينا أن نكون جاهزين لنعيش التجربة من جديد رغم مرارتها".

يضيف: "عند اتصال المستشفى الذي تابعت معه ريم موضوع التشخيص، استدعيت لمقابلة طبيب الأورام، سمعناه يقول "لمفوما"، ومن لحظتها أصبحنا جاهزين للعلاج بجميع مراحله القاسية خاصة جلسات العلاج الكيماوي".

ويجزم أحمد إن إصابته السابقة ساعدته بتفهّم الوضع النفسي الذي تمر به زوجته، وآلامها بسبب الكيماوي، وهو ما جعله -حسب قوله- مؤهلًا لتقديم الدعم النفسي المناسب لها، خاصة في مرحلة حساسة لأي امرأة كتساقط الشعر بسبب العلاج الكيماوي.

يقول أحمد: "حاولت مساعدتها نفسيًا في ثلاثة جوانب، أولًا أن أقلل من أهمية الأشياء التي تزعجها، مثل تساقط الشعر، وحينها حلقت شعري على الصفر كي أشجعها، وطلبت منها أن تفعل مثلي وتحلق شعرها عندما بدأ بالتساقط، وتعمدتُ عدم التركيز كثيرًا في ملامح وجهها كي لا أضايقها، وكي لا تشعر أن هناك شيء تغيّر فيها".

حِرص أحمد الدائم على دعم ريم، كان يقطع عليها أي تفكير سلبي أو أي ردود فعل عصبية، فكان يستمر في تشجيعها، وتعزيز ثقتها بنفسها لتصمد في محاربة السرطان دون يأس.

وهذا ما أكدته ريم بقولها: "أحمد فعليًا هو من خفف عني عناء الإصابة، ولم يكن وقوفه معي ردّ جميل، إنه يحبني فعلًا، ولأنه زوج وفيّ، كان له الدور الأكبر والأبرز بدعمي وتخطّي المرحلة الأصعب التي عشتها".

كثيرًا ما كان يتناول حديث أحمد مع زوجته أثناء علاجها، حتمية تقبل العلاج حتى نهايته، والخروج من الأزمة بسلام، كذلك التخطيط معًا لرحلات السفر إلى الخارج كون ريم تحب ذلك، والتشارك في كيفية الحصول على فيزا لبعض الدول، وتكاليف السفر.

بينما كان يسرد أحمد قصة محاربة زوجته للسرطان ومؤازرتها لها تذكر بعض المواقف المريرة لعل أبرزها، أنه في كل مرة كانت تدخل زوجته مرحلة علاج جديدة: الكيماوي، ثم الإشعاعي، وبعدها البيولوجي كان يتوقعا أن تكون النهاية الحاسمة للقضاء على جميع الخلايا السرطانية، لكن لم يحدث ذلك.

أصيبت ريم بعد العلاج الاشعاعي بحروق قوية في كل جسدها لخضوها لجرعة كيماوي من نوع ثقيل بعد يومين فقط من نهاية الإشعاعي، فكانت هذه فترة مريرة جدًا بالنسبة للزوجين.

لم ينته الدعم ولا الأمل بالنسبة لأحمد رغم أن الصعوبات ما زالت تتوالى في مسيرتهما لمحاربة السرطان، وعندما ذهبت ريم برفقة زوجها لإجراء عملية زراعة، أخبرهما الأطباء أن فرص النجاح لهذه العملية ضعيفة جدًا، لعدم تطابق أنسجة المتبرع 100 % مع أنسجة المريضة.

كما أن المرض نفسه، فرصة الزراعة في حالته صعبة وضئيلة جدًا، هنا وفق أحمد توقفت الأرض عن الدوران بالنسبة لهما وتوقف العقل عن التفكير، لكن سفينة نجاة ريم من المرض لن تغرق وظل هناك أمل بالنجاة بدعم زوجها لها في محاربته.

قصة دعم ومساندة أحمد لزوجته التي ساندته من قبل بمحاربة نفس المرض، جعلتها تبدو مختلفة للبعض في المشفى الذي يعالجان فيه، وهما يواسيان أنفسهما أحيانًا بأنهما تشاركا ذات المرض، ولم يتوقف أحدهما عن دعم الآخر.

كاريكاتـــــير