شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م07:37 بتوقيت القدس

إحياء النكبة في الأمم المتحدة.. قرار دولي جديد يصفع وجه إسرائيل

02 ديسمبر 2022 - 16:33

غزة:

أخيرًا، وبعد 74 عامًا، أقرّ العالم بأن ما وقع بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير قسري هو نكبة، تستوجب الاعتراف الأممي بذلك.

يوم أمس، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلسها لنقاش القضية الفلسطينية، لصالح أربع قرارات، على رأسها عقد جلسة رفيعة المستوى لإحياء ذكرى النكبة الـ 75.

"النكبة" الجريمة الأكبر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948 ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، حين قتلت آلاف الفلسطينيين وهجّرتهم قسرًا من مدجنهم وقراهم التي كانوا يعيشوا فيها، ليجربوا بعدها حياة الشقاء في مخيمات لجوء ما زالوا يعانون فيها حتى الآن.

وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، رحب بالتصويت على القرارات الأربعة، واعتبر ذلك خطوة باتجاه تصويب الظلم التاريخي لحبر الضرر الذي أصاب فلسطين وطننًا وشعبًا، ودليل على الإجماع الدولي بشأن القضية الفلسطينية وحق شعبنا في العيش بكرامة وتقرير المصير والاستقلال وإقامة الدولة وعودة اللاجئين.

حول أهمية القرار قال المحلل السياسي كريم أبو الروس إنه جاء في وقت مهم جدًا لناحية القضية الفلسطينية خاصة في ظل الضغوطات الدولية التي يتعرض لها صانع القرار الفلسطيني ومحاولات التنصل من الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة على المستوى الدولي.

ويؤكد أبو الروس إن القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يعيد الرواية الفلسطينية إلى أساسها من خلال التذكير السنوي بالمأساة الفلسطينية المرتبطة بالنكبة وأيضًا بحق العودة المكفول وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والذي تتنصل منه السلطات الاسرائيلية حتى يومنا هذا.

ويمكننا على المستويين الرسمي والشعبي الاستفادة من هذا القرار بإذكاء الرواية الفلسطينية على الساحة الدولية من خلال الفعل الدبلوماسي الرسمي ومن خلال الفواعل الشعبية في الخارج كالجاليات الفلسطينية والمؤسسات الشعبية الفلسطينية كما أنها فرصة كبيرة للتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية كما يؤكد أبو الروس.

ويستدرك أبو الروس إن القرار يعد حدث تاريخي من خلال الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وبرواية الشعب الفلسطيني إلا أنه لم يأخذ الصدى والمكانة المطلوبة في وسائل الاعلام المحلية والعربية وعلى وزارة الخارجية الفلسطينية باعتبارها المسؤولة الأولي أن تعمم القرار وتساعد في نشره وترويجه محليًا وعربيًا ودوليًا.

بدورها قالت د.سامية الغصين، المختصة في القانون الدولي العام عن الأمم المتحدة اعتمدت أربع قرارات متعلقة بالقضية الفلسطينية كل قرار صارد عن هيئة مختلفة، وهي في غاية الأهمية كونها تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية وغير القابلة للتصرف، وغير مسموح لأي طرف أن ينتهكها أو يغير من طبيعتها، فهذه القرارات تحصّن حقوقنا الوطنية وتحسن موقفنا في الساحة الدولية.

المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رد بشكل غاضب على هذه القرارات، واتهم المنظمة الدولية بالانحياز للشعب الفلسطيني، وأنها تؤثر على ما وصفها بـ"بفرص السلام"، وترى الغصين إن هذه القرارات فيها تأكيد على الرواية الفلسطينية وهو ما أغضب إسرائيل، لكن يبقى المهم استثمار مثل هذه القرارات بشكل جيد من جهة القيادة الفلسطينية بكاملها "السلطة والفصائل"، وتوظيفها بشكل جيد سياسيًا وقانونيًا وشعبيًا.

وسيشهد يوم ذكرى النكبة في العام القادم فرصة إحيائه كحدث دولي، ووفقًا للغصين فهي ترى ضرورة الضغط باتجاه تحويل هذا الحدث إلى مناسبة سنوية يحييها العالم كله، إذ من المهم أن نحمل قضيتنا لتبقى تحت الأضواء دومًا، من المهم أن نذكّر العالم بها ولا تغيب، من أجل تثبيت حقوقنا، ولا نفعل مثلما حدث مع قرارات دولية سابقة كانت مهمة ولكن لم نتابعها بما يفيد قضيتنا مثال ذلك القرار الدولي المتعلق بجدار الفصل العنصري.

وعزت الغصين قلة الاهتمام الشعبي والرسمي بالقرارات الدولي إلى فقدان الثقة بها، لكنها ترى أن هذه النظرة خاطئة ولو كانت القرارات الدولية غير مهمة لما سعت إسرائيل بكل قوتها لطمسها.

كاريكاتـــــير