شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م16:23 بتوقيت القدس

أمه بحالة حرجة وشقيقه مصاب..

على أنقاض منزله.. "يوسف" يبكي أشلاء "الحلم الكبير"

11 اعسطس 2022 - 13:54

شبكة نوى، فلسطينيات: رفح:

يدور المصوّر الصحفي الشاب يوسف فلفل (23 عامًا) فوق أنقاض منزله الذي دمّرته صواريخ الاحتلال الحربية في مخيم رفح جنوب قطاع غزة.

في الثامن من أغسطس، تحوّل حلم يوسف إلى ركامٍ وبقايا صور ممزقة، وكاميرا مهشّمة، وزُرعت في القلب "لوعة" على أمٍ في حالةٍ حرجة، وشقيقٍ مصاب، وشقاء عمر عائلة بأكملها دُفن تحت الأنقاض.

يروي يوسف ما حدث فيقول لـ "نوى": "كنتُ في غرفتي عندما حدث القصف تمام التاسعة ليلًا، انهار البيت فوق رؤوسنا ونُقلنا كلنا إلى المستشفى".

سكنت عائلة يوسف بيتها منذ ثلاثة أشهر فقط، ثم فقدته في مجزرة! غمضة عين قضت على الحلم والمستقبل، "أخي عريس أتم بناء شقته قبل العدوان بثلاثة أيام، ويُفترض أن فرحه نهاية هذا الشهر، لكنه الآن مصاب يرقد بالمستشفى برفقة أمي".

في تفاصيل الحكاية، تعرض مخيم الشعوث برفح جنوبي قطاع غزة، إلى قصف من طائرات الاحتلال الحربية، ما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين، وإصابة آخرين، وتدمير عدد من المنازل.

تخرّج يوسف من كلية الإعلام عام 2019م، وبدأ العمل بشكل حرّ متفرق لتطوير ذاته ومهاراته، وفي طريق حلمه ليكون مصورًا بارزًا، اشترى بقرضٍ قيمته 3500 دولار كاميرا وعدسات ومعدات تصوير كاملة أواخر عام 2021م، وحوّل غرفته إلى ما يشبه استديو عمل، واحتضن بها حلمه الكبير.

يقول: "بشراء المعدّات حققتُ جانبًا كبيرًا من حلمي، واعتقدت أنني أسير في الاتجاه الصحيح، لكن مع قصف البيت فقدته كله مرة واحدة، وفوقه القرض الذي لم أسدد منه سوى أربع دفعات، وفورًا تحوّل كل هذا إلى ديون".

يعمل والد يوسف موظفًا في بلدية رفح براتبٍ لا يتجاوز 700 شيكل. عاشت الأسرة على الكفاف لسنوات تدبّر الأم أمرها بصعوبةٍ مع ما يتوفر من عمل أبنائها حتى تمكّنوا من توفير مبلغ 18 ألف دينار ثمنًا لهذا المنزل الجديد، وفوقه 4000 دولار لتصليحات أخرى، ففي منطقة مثل قطاع غزة يبدو سعر مثل هذا المنزل رخيصًا نسبيًا، إلا أنه مكلف لعائلةٍ محدودة الدخل.

يشرح يوسف: "دفعنا كل ما نملك كي نرتاح في بيت، أخي أيضًا كان لديه قرض لبناء شقته، والآن أصبح كله ديون علينا".

عاد يوسف ليحمل بقايا أجهزته المدمرة ويرثي حلمًا سعى في سبيله لسنوات، وفوق كل هذا قهره على حال أمه التي استقرت حالتها، إلا أنه بحاجة للاطمئنان أنها بخير، أما شقيقه الذي يعاني من تمزق في أوتار القدمين، فلا يدري بعد ماذا سيكون حاله ومتى سيتمم فرحه؟

يكمل يوسف: "الآن العائلة مشتتة، موزعة على الأقارب. أما أنا فأنام كل يومٍ عند قريب، ناهيك عن ملابسنا وحاجياتنا التي فقدناها. الأصعب أن شقيقتي عمرها 15 عامًا وهي من ذوات الإعاقة، فقدت كرسيها المتحرك، وأصبحت تعاني من صعوبة في التحرك الآن بعد أن كانت تعتمد على نفسها".

موزعٌ قلب يوسف بين قلقه على أمه وشقيقه وشقيقته، والتفكير في المستقبل. ماذا سيفعل؟ وكيف سيسدد ديونه؟ كيف سيعيد بناء حلمه؟ هم خرجوا من تحت الأنقاض أحياء لكن القلوب "شهيدة".

 

كاريكاتـــــير