شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م17:04 بتوقيت القدس

"لا جرباء ولا عرجاء".. وشروطٌ أخرى لاختيار الأضحية

12 يوليو 2021 - 11:55

شبكة نوى، فلسطينيات: للمرة الثالثة خلال أسبوعٍ واحد، يتوجه أبو محمود  النجار إلى سوق الحلال في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، بحثًا عن أضحيةٍ مناسبة. "على الأقل لا تموت قبل العيد بيوم".

يحدّث الرجل "نوى" عن قصةٍ عايشها شخصيًا قبل عامين، عندما اشترك مع مجموعةٍ من أصدقائه في أضحيةٍ "عجلٌ كبير"، مات قبل موعد العيد بيوم، ما قلب فرحتهم غمًا وكدرًا، وضيّع على ست أُسر بهجة العيد. "لقد كانت مريضة، ولم نكن نعلم بذلك" يقول.

هذا العيد، قرر أن يضحّي، لكن الحيرة أكلت قلبه، وهو الذي كلما أدار وجهه ناحية تاجرٍ في السوق، أقسم له أن غنماته وعجوله الأفضل "ولو لف السوق بالسانتيمتر"، ما دفعه إلى الاستعانة بأحد معارفه –على اعتبار أنه يمتلك الخبرة الجيدة في فحص المواشي- ليساعده في اختيار الخروف المناسب لإتمام هذه السُنة المؤكدة.

ولأن كثيرين –كما أبو محمود- وقعوا في فخّ غش الأضاحي، قررت "نوى" المساعدة.. التفاصيل تتبع:

الشكل والوزن

تقول الطبيبة البيطرية نانيس الفرا: "هناك مواصفات طبية وصحية، يجب أن تتوفر في الأضحية كي نضمن أنها الخيار الأنسب، وعلى رأسها الخلو من أي آفات جلدية ظاهرة، مثل الجدري، الجرب، الجروح الواضحة، فإذا نظر إليها المواطن وجدها سليمة من ناحية الشكل".

ومن ناحية الوزن –تضيف- يجب أن تكون ذات وزن مناسب، بمعنى أن الضأن لا يجب أن يكون وزنه أقل من 50 كيلوجرامًا، بينما لا يقل وزن العجل عن نصف طن.

وتلفت د.نانيس إلى أن بعض الأمراض قد لا تكون ظاهرة على جسد الأضحية، ولا يتم كشفها إلا بعد عملية الذبح، كأن يكون لديها إصابات بأمراض داخلية، مما يضطر المضحي إلى إتلاف جزء منها أو إتلافها كلها في بعض الأحيان، "وبالتالي يجب أن ينتبه المواطن حين الشراء، إلى أن الأضحية، تأكل وتشرب وتمشي بشكلٍ طبيعي، نشيطة الحركة، وليست خاملة في مكانها".

وفي فترة الأعياد، كثيرًا ما ترافق د.نانيس بعض أقاربها، إلى سوق الحلال، حيث يلجأون إليها خشية التعرض لمفاجآت صادمة عند الذبح، فتعطيهم رأيها وتساعدهم في اختيار الأضحية التي يمكن أن يشتروها.

وتبدأ التحضيرات من قبل وزارة الزراعة لموسم عيد الأضحى، قبل شهور من موعده. يقول الناطق باسم الوزارة بغزة أدهم البسيوني لـ "نوى": "خلال عيد الأضحى، يكون الحديث عن إدخال 15 ألف رأس من العجول، و20 ألف رأس من الأغنام، وتهيئة المسالخ والتأكد من التزامها بالمواصفات الصحية اللازمة".

وفيما يتعلق بإجراءات إدخال الأضاحي إلى القطاع غزة، يضيف: "في ظل أزمة كورونا تشترط وزارة الزراعة الحجز المسبق، ووجود شهادات صحية تثبت خلوّها من الأمراض، وعند وصولها إلى المعبر، يتم أخد عينات دم لفحصها، وحجرها لحين التأكد من سلامتها بعد ظهور نتائج الفحوصات".

ولا تكتفي وزارة الزراعة بذلك -والحديث للبسيوني- إذ تتابع الطواقم الميدانية من أطباء بيطريين الأسواق، وعمليات الذبح خلال أيام العيد في المسالخ، وإلى جانب ذلك، تضيف عددًا جديدًا من المسالخ كل عام، لضمان حصول كل مواطن على حصته من الأضحية في وقت مبكر، "ناهيك عن إضافة أجهزة التبريد فيها، للحفاظ على  لحم الأضحية، إلى حين توزيعها كما يجب ووفق الأصول".

تجهيزات "الزراعة"

وتأتي هذه الإجراءات بالتزامن مع حملة توعيةٍ للقضاء على ظاهرة الذبح في الشوارع، التي تسبب الكثير من الإشكاليات، ناهيك عن المخاطر التي يمكن أن ترافق عملية الذبح.

وحول الأسعار، يكمل البسيوني: "يحتكم السوق للعرض والطلب، ويقتصر دور الوزارة على الرقابة منعًا للاحتكار أو الاستغلال".

ونصح البسيوني المواطنين الراغبين في شراء أضحية، بالاستعانة بمعارفهم وأقاربهم من ذوي الخبرة،  لضمان عدم الوقوع في براثن الخداع التي يتبعها بعض التجار، قائلًا: "انتبهوا إلى الشكل الظاهري  للأضحية، أن تتمتع بالقوة والحيوية".

وأكد أن دوائر الوزارة مفتوحة لأي شكوى من قبل المواطنين، حال تعرضهم لعملية خداع في شراء الأضحية، أو إذا كانت عملية البيع فيها نوع من الغبن.

شروط الشرع الأربعة

من جهته أكد د.بسام العف، أستاذ الفقه والشريعة في الجامعة الإسلامية بغزة، أن الشرع وضع عدة شروط يجب أن تتوافر في الأضحية، "أولها أن تكون من بهيمة الأنعام: البقر، والإبل، والغنم بشقيه الضأن والماعز، وثانيها، أن تبلغ السن المحدد شرعًا، ففي الضأن اشترط أن تكون ستة أشهر فأكثر، وفي الأغنام اشترط أن تكون بعمر عام فأكثر".

ويوضح العف أن الاختلاف لدى جمهور العلماء كان فيما يتعلق بالعجول، "فالشرط الخاص بها حرفيًا، يشدد على أن تكون بعمر عامين فأكثر، في حين ذهب فريق آخر إلى جواز الأضحية بالعجول المسمنة، بشرط أن تكون وفيرة اللحم، في ظل عدم توفر العجول التي تعيش على المراعي الطبيعية ذات عمر سنتين فأكثر، وهنا فإن جمهور العلماء المعاصرين، ممن أجازوا الأمر، نظروا للحكمة، ولم ينظروا لحرفية النص، وبالتالي، ما دامت العجول المسمَّنة وفيرة اللحم، فتجوز الأضحية بها".

أما الشرط الثالث يتابع: "أن تكون خالية من العيوب، العور البيّن وما علا عنه، والمرض البيّن الذي يقعدها عن الرعي ويُفقدها حيويتها، والعرج البيّن الذي يؤثّر على مشيتها، والهزال والضعف، لأن من شروطها أن تكون وفيرة اللحم".

وتحدد الشريعة الإسلامية موعدًا يتم فيه نحر الأضحية، وهو من بعد صلاة العيد، حتى مغيب شمس رابع أيام العيد، "ولا يجوز بأي حالٍ من الأحوال النحر قبل صلاة العيد، ولا يجوز التغاضي عن أي شرط من هذه الشروط الأربعة" يتمم.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير