شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م01:05 بتوقيت القدس

"بدنا نعيش" صرخة مدوّية من أصحاب البسطات المغلقة

10 يناير 2021 - 10:59

قطاع غزّة | نوى:

"بدنا نعيش، مجرّد لقمة نطعم بها أنفسنا كقوت يومي، هل مطلبنا كبير يا الله؟" لا ينفك زيّاد أبو جامع عن التساؤل بينه وبينه نفسه. الرجل الذي كان يعمل على بسطة للخضار في الأسواق الشعبية، صار يبحث عن أي فرصة أخرى حتى لو كانت بـ 2 شيكل / نصف دولار لتوفير أي دخل مادي لأسرته.

كارثة كبيرة – وفق وصفه – حلت به عقب إغلاق الأسواق الشعبية بعد اكتشاف أولى إصابات كورونا في قطاع غزّة في آذار / مارس الماضي.

تسعة أشهر على الإغلاق دوّى تأثيرها بنفس زيّاد الذي يعيش منذ 50 عاماً ويعيل أسرته المكوّنة من 12 فرداً بينهم خمسة طلاب في الجامعة، يقول "نمرّ بأصعب مراحل حياتنا، تعبت نفسيتي وأصبحت مريضاً من كثر الهموم والتفكير ولا حل يلوح بالأفق".

ويضيف "من يوم الإغلاق وأنا في البيت باستثناء بعض الأعمال البسيطة التي يصل دخلها 2 شيكل و4 شواكل يومياً، لم تسأل عنا الجهات الحكومية ونتدبر أمورنا بالدين".

شبكة نوى، فلسطينيات: كارثة كبيرة  حلت في البائعين عقب إغلاق الأسواق الشعبية بعد اكتشاف أولى إصابات كورونا في قطاع غزّة في آذار / مارس الماضي.

وبلغت حصيلة الدين التي سجلت بإحدى الدكاكين القريبة من منزله، حوالي 1000 شيكل / 320 دولاراً يطالبه فيها صاحب الدكان لكنه يحاول تصبيره "أول ما يتوفر المال معي سوف أدفع لك".

ويستهجن زيّاد حل الحكومة باستئجار بسطة من البلدية بشكل منظّم إذ تتراوح قيمتها – بحسب ما أخبرنا – ما بين 1000 إلى 2000 دولار، معلقاً "أنا دخلي يا دوب يطعم أبنائي، فكيف لي أن استأجر بسطة بهذا المبلغ!".

وفي قصة أخرى، يحدّثنا الشاب محمد أبو سمحان 24 عاماً أن إغلاق الأسواق الشعبية يحرمه ويحرم آلاف الأشخاص من الاستفادة من فرصة توفير مدخول يومي لهم ولأسرهم كما يفتح المجال لسيطرة رجال الأعمال على اقتصاد القطاع على حساب رزق أصحاب البسطات الفقراء – وفق تعبيره -.

محمّد الذي كان يهمّ بشكل يومي ببسطته المحملة بالحشائش والسلق والفجل والجرجير والنعنع والخس والملوخية، إلى الأسواق الشعبية بحسب جدول الأيام وأماكن إقامتها، أخذ يبيع خضاره بنصف السعر منذ إغلاق الأسواق وجلوسه في أماكن أخرى تحت أشعة الشمس التي تذبل الخضار.

محمد أبو سمحان: "منذ الإغلاق، انحبست 27 مرة بتهمة أني أخرج للبحث عن رزقي، يتم احتجازي مدة تتراوح ما بين 9 إلى 12 ساعة يومياً".

ويعتبر الشاب أن إغلاق الأسواق الأسبوعية في قطاع غزة تسعة أشهر بدون تعويضات بحجة الازدحام وانتشار الوباء "جريمة كبيرة"، منبهاً "نحن لدينا التزامات كبيرة، نجبر على البيع تحت أشعة الشمس التي تضرب خضارنا لكن الأسواق المركزية مفتوحة وتشهد اكتظاظ كبير وهذا كله لأنهم يدفعون 1000 دينار للبسطة".

ويتابع "منذ الإغلاق، انحبست 27 مرة بتهمة أني أخرج للبحث عن رزقي، يتم احتجازي مدة تتراوح ما بين 9 إلى 12 ساعة يومياً".

ولا ينفك محمّد عن التساؤل "وين أروح أبيع؟ قدرتي لا تسمح لي بغير هذا. ولا إمكانيات لدي لدفع إيجار بسطة من البلدية خاصة أنني متنقل في العمل بحسب الأيام وأماكن السوق".

ويساعد محمّد في إعالة أسرته، لكن اليوم في ظل الإغلاق أصبح خيار الخسارة أمامه يضاعف توقع الربح، بسبب ملاحقة الشرطة وبسبب ذبول المنتجات والبيع بنصف السعر أيضاً تماشياً مع الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها مليوني إنسان يعيشون تحت حصار إسرائيلي مطبق على أنفاسهم منذ 14 عاماً متواصلة.

كاريكاتـــــير