شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م11:37 بتوقيت القدس

تابعوا الانتخابات الأمريكية بحسرة..

شباب فلسطين وحِبرُ السَبّابة و"حسرة" حق الاختيار

10 نوفمبر 2020 - 07:04

غزة:

خلال متابعتها لمجريات الانتخابات الأمريكية، تقول الشابة الفلسطينية، التي تقطن قطاع غزة، عهد عبد الله: "أُصبت بغصة"، عندما أدركَت لوهلة، أنها تمضي نحو نهاية عقد عمرها الثاني مسرعةً، دون أن تمارس حقها في المشاركة السياسية "لا ترشحًا، ولا حتى انتخابًا".

"شعورٌ سيءٌ، وانتهاكٌ لحقٍ إنساني مشروع" هكذا وصفته عهد، بينما أسهبت في الحديث عن إعجابها بسلاسة سير الانتخابات المذكورة، التي فاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن، خلفًا للجمهوري دونالد ترامب، معلقةً بالقول: "الفكرة ليس فيمن تفرزه العملية الانتخابية في النهاية، الفكرة في حق الشعب بممارسة دوره في اختيار من يمثل قضيته ويرعى همومه".

وكما غيرها من أبناء الشعب الفلسطيني تابعت عهد كل تفاصيل الانتخابات الأمريكية، "فالفائز حتمًا ستكون له سياسة تجاه القضية الفلسطينية، وهذا يؤثر علينا" تضيف، موضحةً أنها قرأت الكثير من التحليلات السياسية، وتابعت المناظرات الرئاسية بعناية "على الأقل من باب العلم بالشيء الذي لم أر مثله في بلادي مذ ولدت".

عهد:لديّ بارقة أمل، بإمكانية إجراء انتخابات فلسطينية، ولكن على أن يكون للفصائل دور إلى جانب الشعب في المطالبة بها

أجواء العملية الديمقراطية –وفق الشابة العشرينية- تُشعر الفرد بأهميته في المجتمع، تزيد: "لديّ بارقة أمل، بإمكانية إجراء انتخابات فلسطينية، ولكن على أن يكون للفصائل دور إلى جانب الشعب في المطالبة بها، ولتكُن فرصة لإنهاء الانقسام".

فالشباب الفلسطيني (والحديث لها) رغم واقعهم الأليم، إلا أنهم على درجة كافية من الوعي الوطني، والمسؤولية، التي تحتّم عليهم السعي للتغيير، "إلا أن وجودهم في الأحزاب ما زال ضعيفًا، ومشاركتهم لا تتناسب ومستوى تضحياتهم" تستدرك.

ووفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2020م، تبلغ نسبة الشباب الفلسطيني الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 عامًا 22%، إلا أن نسبة مشاركتهم في صنع القرار السياسي أقل من 0.7% "وهو لا يعكس حجم وجودهم في الأحزاب السياسية، بينما تزيد نسبة البطالة بينهم عن 47%، وزادت نسبة الراغبين في الهجرة عن 25% ما يعكس واقعًا صعبًا.

واقع يحتم إجراء انتخابات تفرز قيادات قادرة على التغيير، ففلسطين لم تشهد بعد انتخابات عام 1996، سوى انتخابات عام 2006م، التي أعقبها بعامٍ ونصف، حدوث الانقسام، الذي ما زالت تبعاته تتواصل، ويعاني بسببها الشباب حتى الآن.

تشابك الواقع السياسي الذي نعيشه، وانعكاس فوز أي رئيس أمريكي، حتمًا سيؤثّرُ على كيفية تعاطي هذه الدولة، التي ما زالت تهيمن على القرار العالمي، على الوضع الفلسطيني، وما يشمله ذلك من قرارات متعلقة بالحقوق الوطنية، وكيفية التعامل مع ملف اللاجئين الفلسطينيين. على ذلك يعلق الشاب الفلسطيني محمد التري: "الإدارات المتعاقبة على الدوام، انحازت للاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا لم يمنعنِ من متابعة الانتخابات وإن كان على استحياء".

لقد دفع محمد إلى ذلك فضوله فقط لمعرفة مصير ترامب، الذي وصف خروجه مهزومًا من سباق الرئاسة بقوله: "فرحنا بمغادرته بسبب القرارات العدوانية ضد شعبنا وقضيتنا، ومسلسل التطبيع العربي الذي بدأه، وهذا لا يعني بالمطلق الفرح بفوز بايدن فكل الإدارات الأمريكية منحازة للاحتلال".

محمد:نحن  أبعد ما يكون عن إجراء انتخابات، وطرحها مراوغة من قبل طرفي الانقسام، لعدم وجود خيارات أمامهم

وأكمل: "حين غادر، قلنا في ستين داهية، ذهب وبقيت القدس التي أعلنها عاصمة للاحتلال، لكن حتمًا في القلب شيء من غيرة، لأن شعوب الأرضي تُجري انتخابات، بينما نحن نقف في مكاننا منذ 15 عامًا.

يقول الترّي: "نحن أبعد ما يكون عن إجراء انتخابات، وطرحها مراوغة من قبل طرفي الانقسام، لعدم وجود خيارات أمامهم، أو أي أفق وحلول لمعضلةٍ زاد عمرها على 14 عامًا"، مؤمنًا أن الشعب أصبح في أمس الحاجة لانتخابات حديثة، من أجل "تغيير وجوهٍ شاخت، واستفادت من القضية الوطنية، لأجل مصالحها الشخصية والحزبية".

فحين نصحو جميعًا ونطالب بوحدة وطنية وسياسية وجغرافية، حينها فقط –يزيد التري- يمكننا الحديث عن انتخابات، وغير ذلك "ضحك على الذقون"، مستدركًا: "لكن الشباب الفلسطيني جاهز بإمكانياته وقدرته لخوضها، وإن جرت حتمًا سيكون هناك تغيير".

فؤاد:نحن مستاؤون جدًا من كون كل العالم يتحدث عن تجربة ديمقراطية، للأسف لم نلجأ إليها كشعب فلسطيني منذ كنت طفلًا

ولم يختلف رأي الشاب فؤاد بنات عن سابقيه، فالرغبة في إجراء انتخاباتٍ تفرز مرشحين ومرشحات جدد، حتمًا سيحدث تغييرًا في الساحة الفلسطينية. يقول: "كشباب، نحن مستاؤون جدًا من كون كل العالم يتحدث عن تجربة ديمقراطية، للأسف لم نلجأ إليها كشعب فلسطيني منذ كنت طفلًا".

الشاب الذي يبلغ من العمر اليوم (31 عامًا)، لم يشارك في أي تجربة ديمقراطية، سواءً انتخابات نقابات، أو أي انتخابات تشريعية، أو رئاسية، أو حتى بالحد الأدنى، انتخابات مجالس طلاب.

حياتنا السياسية والديمقراطية معطّلة بالكامل -كما يرى فؤاد- فكيف لشبّانٍ لم يبلغوا الثامنة عشر من العمر عام 2006م، أن يتجاوزا الآن عمر الثلاثين، دون أن يجربوا شعور وضع الحبر الانتخابي على سباباتهم، أو أن يشعروا بمكانتهم كمواطنين ومواطنات؟

ويكمل: "تابعنا الانتخابات الأمريكية لأهمية انعكاسها على القضية الفلسطينية، وبسبب العداء العلني الذي مارسته الإدارة الأمريكية السابقة تجاه شعبنا وقضيته الوطنية، بدءًا من صفقة القرن، وإغلاق مكتب منظمة التحرير، وصولًا إلى نقل السفارة الأمريكية إلى للقدس، ومصادرة حقوق شعبنا الأصيلة، والمكفولة بالقانون الدولي، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة" .

لكن فؤاد يحمل شيئًا من التفاؤل إزاء إمكانية إجراء انتخابات فلسطينية، فوفقًا لقوله: "لأن كل الشرعيات منتهية، ولأن بداية الحل للأزمة يبدأ من الاتفاق على النقاط الرئيسية، ثم الذهاب باتجاه انتخابات شاملة"، مردفًا: "الشباب الفلسطيني جاهز لخوض الانتخابات بالترشيح والترشح، ومتعطش لهذه التجربة أيضًا".

كاريكاتـــــير