شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م13:54 بتوقيت القدس

الدوام الجزئي وتعارضه ونصف الأجرة..

فُتِحت أبوابُ المدارس لكنَّ الطريق بات أطول!

04 نوفمبر 2020 - 20:26

شبكة نوى | قطاع غزّة:

"لم يعد الأمرُ مريحًا، لا عندما كان التعليم إلكترونيًا، ولا عندما عاد وجاهيًا"، تبدي إيمان عبد القادر استياءها إزاء ما وصفته بـ "أزمة عودة أبنائها إلى المدارس" بعد فترة الحجر المنزلي التي فُرِضت مع بدء انتشار جائحة "كورونا" داخل المجتمع في الرابع والعشرين من آب/ أغسطس الماضي.

الدوام المدرسي لابنها وابنتها، وهما يدرسان في المرحلة الإعدادية، أصبح يومًا بعد يوم، وكل واحدٍ منهما دوامه عكس دوام الآخر، تقول: "كانا يستقلان سيارة واحدة لتوصلهم إلى المدرسة بأجر شهري، إلا أن الأمر اختلف الآن، فهما مجبران على الذهاب سيرًا على الأقدام برغم بعد المسافة".

تعزو الأم ذلك إلى أن السائق تذمر لأنها أخبرته بأنها ستدفع له نصف ما كانت تدفعه من قبل عن الشخص الواحد، "بالكاد كنا نستطيع تدبيرهم سابقًا، فما بالنا الآن ووالدهم أصبح يعمل بنصف دوامٍ وراتبٍ أيضًا؟" تضيف.

الغرفة الصفّية ستشمل من 20 إلى 25 طالبًا أو طالبة، مع الالتزام بالتباعد، وارتداء الكمامة، وسيكون الدوام 3 حصص للشفت الأول، ومثلهم للشفت الثاني.

تصمت الأم، وتُكمِل: "أشرفْنا على الدخول في فصل الشتاء، لا أدري ما الحل حينها؟". في نفس الوقت، تخشى السيدة كذلك الاكتظاظ الذي يجدونه في سيارات الأجرة على الطريق، "فالوعي لدى السائقين ضعيف، وكل ما يهمهم هو تحصيل أعلى دخل يومي، دون النظر إلى اعتبارات الازدحام وإجراءات السلامة".

وكان مدير عام الشؤون الإدارية في وزارة التربية والتعليم رائد صالحية، أعلن عن بدء المرحلة الثانية من عودة طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى مدارسهم، مشيرًا إلى أنّ الوزارة جهزت المدارس حسب البروتوكول الصحي، من تعقيم وتنظيف، لاستقبال 22 ألف طالب من الوكالة والحكومة. 

وأوضح أنّ عملية تقييم المرحلة الأولى من عودة طلبة الثانوية، كانت جيدة جدًا نتيجة التزام الطلبة وأولياء الأمور بالبروتوكول الصحي، مُنوهًا إلى أنّ الغرفة الصفّية ستشمل من 20 إلى 25 طالبًا أو طالبة، مع الالتزام بالتباعد، وارتداء الكمامة، وسيكون الدوام 3 حصص للشفت الأول، ومثلهم للشفت الثاني.

إسلام عطا الله، أمٌ أخرى تعاني من المشكلة ذاتها، تخبرنا أنه في أول أيام العودة إلى الدوام كان الموضوع "متأزمًا جدًا"، كون ابنتها "سجى" غير معتادةٍ على ركوب سيارات الأجرة العمومية بمفردها، كما كان لديها ووالد الطفلة، تخوفًا كبير من قصّة نقل العدوى.

وكان السائق الذي يوصل الفتاة إلى المدرسة من قبل، قد اعتذر عن إكمال مهمته في توصيل سجى بسيارته، نظرًا إلى أن دوام الطلاب الذين يقلهم، بات يتعارض مع بعضه البعض، "وبذلك، أضحى الأمر بالنسبة إليه مخسرًا بحت، فلا العائلات قبلت بزيادة الأجر، ولا هو قبل بتخفيضه" يزيد.

يحاول الوالدين مساعدة ابنتهما، بإيصالها إلى أقرب نقطة يمكن أن تستقل بها سيارة أجرة عمومية، لكن الجدل أيضًا يدور عند كل موعد دوام، فالطفلة ترفض تقبّل فكرة الذهاب بمفردها في سيارة أجرة "وهي التي لم تعتد على ذلك يومًا". 

ومع دخول فصل الشتاء تؤكّد أمها أن المشكلة ستتفاقم، كون منزلها يبعد عن الشارع العام مسافة 15 دقيقة سيرًا على الأقدام، ثم من نقطة الوصول تستطيع إيجاد سيارة أجرة، "وهذا يضاعف مخاوفنا للفترة اللاحقة، خاصةً مع ظهور حالات كورونا في محيطهم".

"لا تفي بسعر البنزين الذي أعبئه بسيارتي"، يبرّر السائق إياد عوّاد، الذي اعتذر عن إيصال مجموعة الطلاب والطالبات التي كانت تركب معه قبل تفشي فايروس "كورونا" داخل المجتمع.

السائق الذي يبلغ من العمر 55 عامًا، هو ربّ أسرةٍ مكوّنةٍ من 9 أفراد، بينهم توأم بحاجة إلى رعاية خاصة، كونهما يعانيان من مشاكل في القلب، وبحاجةٍ إلى مصاريف علاج "تفوق طاقته"، وفق وصفه.

الحصار الإسرائيلي، والهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وإغلاق المعابر، والانهيار الاقتصادي، وتدهور الوضع الصحي، وتحديات التعليم، جعل أكثر من نصف سكان قطاع غزة فقراء

يضيف: "لا أحد يشعر بالسائقين، فنحن الفئة الأكثر تضررًا، وما من أحدٍ يستطيع تعويضنا، صرت أُفضّل أن أقل الموظفين بشكل يوميٍ ومنتظم على أن أقل الطُّلاب، هذه حقيقة".

فبسبب تعارض دوام الطلبة مع بعضهم البعض، لم يعد يستطيع تلبية نقل طالب واحد أو طالبين في السيارة، مشيرًا إلى أن معظم العائلات، رفضت إعطاءه أجرًا كاملًا أيضًا.

ومن الجدير ذكره، أنه بحسب تقريرٍ أممي، صدر في الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني للعام 2020م، فإن الحصار الإسرائيلي، والهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وإغلاق المعابر، والانهيار الاقتصادي، وتدهور الوضع الصحي، وتحديات التعليم، جعل أكثر من نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم ما يزيد عن مليوني نسمة، يُصنفون على أنهم فقراء، حيث وصلت نسبة الفقر حتى هذا العام إلى 54%.

كاريكاتـــــير