شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م07:16 بتوقيت القدس

رنا زيادة تفكّ عقدة الرياضيات وتلهم نساء العالم

03 نوفمبر 2020 - 16:59

غزة:

"اختياري ضمن 60 سيدة ملهمة على مستوى العالم كانت مفاجأة، والجميل أنها تأتي بعد شهر ونصف من حصولي على جائزة مؤسسة التعاون للمعلم المتميّز على مستوى فلسطين".

هكذا وصفت المعلمة الفلسطينية رنا زيادة من مدينة غزة اختيارها من قبل مؤسسة المرأة العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية قبل يومين ضمن 60 امرأة ملهمة على مستوى العالم، فهي قبل تلقيها بريدًا الكترونيًا بشأن ترشيحها لم تكن قد سمعت بالمؤسسة.

وتعمل زيادة مدرّسة لمادة الرياضيات في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات منذ عام 2004، وحاصلة على ماجستير في طرق تدريس الرياضيات، تؤمن على الدوام بأن الرياضيات لا يجب أن تكون عقدة، بل وابتكرت طرق تدريس من خلال الرحلات المعرفية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما جعلها تحصل على جائزة معلم فلسطين من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عام 2017.

زيادة: أنا في الفصل موجهة ومرشدة وصاحبة مشروع قبل أن نعلمهم كيف يوظفوا القانون ويثبتوا النظرية

"لم أشغل بالي في البحث عن الألقاب والجوائز، كنت مهتمة بأن تستفيد الطالبات من الرياضيات، أخبرتني مؤسسة المرأة العالمية عبر البريد أنهم يتابعون أعمالي في صمت منذ مدة، ووجدت أن القائمة تضم نساء من تخصصات مختلفة، أنا تم اختياري عن فئة التعليم"، تقول زيادة.

قبل شهر ونصف حصلت زيادة على لقب المعلم المثالي من مؤسسة التعاون التي يموّلها رجال أعمال فلسطينيين ويمنحون الجوائز في عدة قطاعات، وهي فازت عن مشروعها "التعليم التكاملي" stem ويعني دمج المواد العلمية مع بعضها والاستفادة منها.

stem هي اختصار لمفردات (العلوم-التكنولوجيا-الهندسة-الرياضيات) science technology engendering mathematics.

وتعمل زيادة على مشروع التعليم التكاملي منذ أربعة سنوات مع طالباتها، وهو نهج تربوي – كما تشرحه- قائم على تعليم الطالبات مهارات توظيف هذه المواد لتخدم بعضها البعض.

فمعلّم الرياضيات -والقول لزيادة- مختلف عن غيره في ضرورة إلمامه بالكثير من المهارات، أن يكون متميزًا في الحاسوب والهندسة واللغة العربية، لم نعد في زمن الأرقام الصعبة، وليس مهمًا كم نُكسب الطالب من معلومات بقدر ما نعلّمه كيف يوظف المهارة ويستخدمها بشكل صحيح.

ما تسعى له زيادة فعليًا منذ عدة سنوات، هو تحقيق الهدفين الرابع والخامس من أهداف عملية التنمية المستدامة وهو تمكين الفتيات من أدوات التنمية المستدامة، فهي ترى دورها في الفصل ليس للتعليم فقط: "أنا في الفصل موجهة ومرشدة وصاحبة مشروع قبل أن نعلمهم كيف يوظفوا القانون ويثبتوا النظرية".

وتضيف:"قبل عام نجحنا أن وطالباتي بعرض مشاريع علمية أمام وفد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهذا هو هدف التنمية المستدامة المتعلق بتمكين الفتيات، ليس فقط في فهم الدرس بل في تطبيق مشروع علمي".

وتكمل:"لا أريد حصر دوري في الكتاب المدرسي؛ العالم الآن مفتوح ولم يعد بالإمكان القول أن قطاع غزة محاصرًا، نحن نحضر مؤتمرات علمية ونشارك بمشاريع ونحصد جوائز".

ما تريده زيادة فعليًا هو بناء شخصية الطالبات، ومثلما تتصدر النساء دومًا في مواجهة الأزمات كما أزمة كورونا حاليًا؛ فإن النساء يجب أن يتصدّرن عند القيادة أيضًا، لذا فهناك ضرورة لأن نسعى من خلال تسليح الفتيات بالعلم وقف تسرب طالبات الثانوية من المدارس بسبب الزواج المبكر.

تعمل زيادة حاليًا كمدربة في وزارة التربية والتعليم وفي ذات الوقت هي عضو في فريق التمكين الرقمي وترأس مركز فلسطين لصناعة العقول الذي تنفذ من خلاله أنشطة علمية أفادت العديد من المدارس على مستوى قطاع غزة.

تقول:"من خلال هذه الأجسام أعمل على عقد الدورات التدريبية لتطوير مهارات المعلمين والمعلمات في مجال التعليم الالكتروني وكيفية الاستفادة من تقنيات زوم وجوجل ميت، ومجموعات توعية بكيفية تقوية المعلمين لفصولهم الافتراضية".

زيادة:المرحلة القادمة صعبة على الجميع، التعليم ما بعد كورونا لن يكون كما قبل أبدًا

قبل أسبوعين حضرت زيادة مؤتمرًا علميًا عقدته مؤسسة فاركي بالتعاون مع اليونسكو حول تجربة فلسطين في العودة إلى المدارس في ظل جائحة كورونا، وهي تعزو الإشكاليات التي تواجه التعليم الالكتروني إلى الحاجة لتعاون أطراف العملية التعليمية الثلاث (الطلبة-الأهالي-المدرسين/ات).

لكن جلّ جهدها ينصبّ حاليًا على مركز فلسطين لصناعة العقول الذي احتضنت فكرته وزارة التربية والتعليم عبر توفير مكان لها في مدرسة الرملة الثانوية، بينما تقول المعلمة زيادة بتنفيذ أنشطته بشكل تطوعي، وهو عبارة عن مشاريع علمية تستفيد فيها من تقنيات الواقع الافتراضي، حيث وفرت "قمصان" يرتديها الطلبة ومن خلال تطبيق على الجوال تظهر تفاصيل أجهزة الجسم فتبدو كأنها رحلة داخل جسم الإنسان، وقد استفاد من هذا المشروع نحو 100 مدرسة على مستوى القطاع.

 تتواصل زيادة مع زملاء أجانب لتبادل الآراء والإمكانيات حول تقنيات التعلّم، وهي تحاول جاهدة تطبيق كل ما هو جديد ومفيد، فالمرحلة القادمة صعبة على الجميع، التعليم ما بعد كورونا لن يكون كما قبل أبدًا، وهذا يتطلب منا أن نعدّ العدة لأساليب تعليم جديدة ومبتكرة أكثر من كل ما سبق.

 وزيادة حصلت على عدة جوائز سابقة أيضًا في مجال التعليم بعد تنفيذ عدة مبادرات منها : ابتكار تطبيق أسلوب تدريسي نوعي وهو أسلوب الرحلات المعرفية web quist  في تعليم الرياضيات لطالبات المرحلة الثانوية، وتصميم موقع الكتروني تفاعلي مستفيدة من خدمة googlesites، ويحتوي الموقع  على صفحات مدرج فيها روابط تعليمية إثرائية متنوعة، حيث تقوم بالتفاعل مع الطلبة من خلال هذا الموقع في وضع المعلومات والشرح إضافة إلى الأسئلة والاختبارات، كما تستثمر الصفوف الافتراضية والتعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني بشكل فاعل.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير