شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م16:45 بتوقيت القدس

كهرباء غزة.. كيف حال المشاريع الصغيرة؟

24 اعسطس 2020 - 10:06

شبكة نوى، فلسطينيات: "سنواتٌ من العمل المتواصل أضحت مهددةً بالضياع بسبب أزمة الكهرباء" هذا ما قالته بأسى نور عفانة، صاحبة مشروع "أفكاري" الذي بدأ بفكرة إبداعية لطباعة الصور على الدفاتر المدرسية، وتوسَّعَ ليشملَ التوزيعات والمجسمات وكل ما يلزم الأنشطة التعليمية المدرسية.

كل الجهد الذي بذلته نور قد يذهب أدراج الرياح إذا استمرت الأزمة أكثر من ذلك، تتساءل الفتاة: "كيف لي بأن أعمل في ظل ثلاث ساعات وصل غير منتظمة الموعد، مقابل 16 ساعة قطع متواصلة؟".

وتشرح نور طبيعة عملها بالقول: "كله قائمٌ على وجود الكهرباء، ما بين كمبيوتر للتصميم، وطابعة وماكنة تفريغ للحروف، وماكنة التغليف الحراري، هذا كله وضعني في مأزقٍ كبيرٍ أمام الأزمة، فاضطررتُ إلى التوقف عن استقبال الطلبيات إلى أن تُفرج".

حاولَت عفانة البحث عن بدائل متاحة، لكن وصل الكهرباء عبر "الماتور البديل" يتطلب دفع خمسمئة شيكل  مقدمًا حتى يصل الخط، ناهيك عن أربعة شواقل عن كل كيلو كهرباء، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا لا يمكنها تحمله، خاصةً وأن عملها يحتاج إلى ساعاتٍ طويلةٍ من الوصل، "ما يعني أنني لن أحقق أي هامش من الربح" تعلق.

وتضيف: "ليس سهلًا عليَّ أن أعتذر عن الطلبيات، في الوقت الذي أحتاج فيه لكل شيكل إضافي، أنا بالكاد أستطيع تدبر أموري مع دخل المشروع"، متابعةً بأسفٍ بدا جليًا في نبرة صوتها: "اليوم اسمي وعملي تهددهما الكهرباء، بعد أن تجاوزنا بصعوبة أزمة جائحة "كورونا" التي ألقت أيضًا بظلالها على عملي بسبب عدم استكمال العام الدراسي".

في حال استمرار الأزمة، ستكون نور أمام خيارين أحلاهما مر، إما أن تُوقف مشروعها، أو أن تحافظ على وجوده دون أن تحقق أي هامشٍ من الربح بسبب تكاليف ماتور الكهرباء البديل.

الحال نفسه تعاني منه إسلام الطهراوي (27 عامًا)، التي تعمل على مشروع صناعة الكيك والحلويات الباردة.

تعمل الطهراوي في مطبخ المنزل التي تعيش فيه مع عائلة زوجها، ورغم تحايلها على كل المعيقات، ونجاح مشروعها في مدينة رفح، إلا أنه اليوم أيضًا بات مهددًا بالتوقف حال استمرت أزمة الكهرباء.

وتحتاج الطهراوي للكهرباء في كل مراحل صناعة الكيك، بدءًا من الفرن وصولًا للثلاجة من أجل التبريد.

وكما سابقتها لم تقبل الطهراوي خلال الأسبوع الماضي أي طلبية، رغم حاجتها الشديدة للعمل لمساندة زوجها العامل البسيط في سوق الخضار.

عن مشروعها تحدثت الطهراوي بالقول: "كان حلمًا بالنسبة لي، بدأتُ من الصفر، ولم أكن أمتلك أي أدوات، ومنذ عام بدأت الأمور تتغير، وأصبحت قادرة على العمل وإدخال مردود مالي وأنا داخل منزلي".

ورغم أن المردود المالي لمشروع الكيك ليس كبيرًا، "لكن النوايا تسند الزير" على حد قول الطهراوي، التي تستبعد اللجوء لأي حلولٍ بديلة، "فقد يبدو ضربًا من الجنون أن تدفع 50 شيكلًا للكهرباء البديلة أسبوعيًا في الوقت الذي قد لا يدخل علي فيه هذا المبلغ أصلًا" تضيف.

وتؤكد الريادية منى منصور، مسؤولة منتدى رياديات الجنوب، أن 25 مشروعًا منزليًا صغيرًا ينضوي تحت مظلة المنتدى، أضحى مهددًا بالتوقف بسبب أزمة الكهرباء، ملفتة إلى أن الأزمة جاءت عقب تجاوز أزمةٍ عظمى في غزة، هي "جائحة كورونا" التي ألقت بظلالها على المشاريع الصغيرة، التي بالكاد تمكنت صاحباتها، من الصمود أثناء الأزمة.

وحسب منصور، فإن المشاريع جميعها توقفت بشكل كامل أثناء أزمة "كورونا" لأنها بمجملها غذائية وتعليمية، "وما إن بدأت النساء يستعدن عافيتهن، ويتابعن مشاريعهن في محاولة لتعويض الخسارة التي حلت بهن، حتى أتت الضربة القاصمة لمشاريعهن، فأصبح صمودهن ضربًا من ضروب الخيال".

تضيف: "جميع المشاريع صغيرة، ولا يوجد لدى صاحباتها أي دراية بكيفية إدارة الأزمة، وصدقًا أقول، لقد أظهرت الأزمة الأخيرة ضعف مشاريعنا وهشاشتها أمام ظروف غزة المختلفة"، ملفتةً إلى أن بعض النساء اتجهن للطاقة البديلة، في محاولةٍ لاستمرار تواجدهن وعدم خسارة زبائنهن، لكن الكثير من الأجهزة تعرضت للعطل بسبب تكرر انقطاع المولد، وهذا زاد خسارتهن ولم ينجدهن البتة".

كاريكاتـــــير