شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م03:58 بتوقيت القدس

الشهيدة دالية سمودي

أنقذت طفليها من غاز "إسرائيل" فخنقتهما "غصّة" رصاصة!

09 اعسطس 2020 - 09:58

رام الله/ شبكة نوى- فلسطينيات:

الثالثة من فجر الجمعة، كان "إلياس" ابن الأشهر السبعة في أحضان والدته دالية سمودي ينتظر أن يُتم رضعته ليعود إلى نومه، لكن الاحتلال لم ينتظر. رصاصة قناصٍ إسرائيلي وضعت حدًا لحياة الأم داخل بيتها غرب مدينة جنين في الضفة الغربية.

في السابع من آب/ أغسطس الجاري، استيقظت دالية (23 عامًا) وزوجها باسم سمودي على صوت اقتحام قواتٍ إسرائيلية للشارع الذي يقيمون فيه بحي "الجابريات"، حيث وقعت مواجهات خفيفة مع عدد من الشبان أثناء حملة اعتقالات شنها الاحتلال في المحيط، وأطلق خلالها وابلًا من قنابل الصوت والغاز الخانق والرصاص الحي.

يقول والدها أحمد استيتي لـ "نوى": "سارعت دالية مع زوجها لإغلاق نوافذ شقتهم الواقعة في الطابق الثالث خشية تسرب الغاز واختناق طفليها الياس وسراج ابن الثلاثة أعوام".

حينها صرخت دالية التي كانت تحمل رضيعها تخبره أنها أصيبت، لكنه لم يصدق إلا عندما بدأ الدم يُغرقُ ملابسها.

في هذه الأثناء سمع الزوج صوت الرصاص يخترق البيت، حينها صرخت دالية التي كانت تحمل رضيعها تخبره أنها أصيبت، لكنه لم يصدق إلا عندما بدأ الدم يُغرقُ ملابسها، "بقيَت بكامل وعيها، وتماسكت حتى لحظة وصول سيارة الإسعاف".

يضيف الأب المكلوم: "جنود الاحتلال كانوا على بُعد نحو خمسين مترًا من بيت ابنتي، وهي لم تشكل بأي حالٍ من الأحوال خطورةً عليهم، كانت دالية تريد إغلاق نوافذ الصالون فقط كي لا يختنق أطفالها برائحة الغاز". القناص الإسرائيلي لم ينتظر أن تغيب، أطلق رصاصةً مباشرةً أصابت الجهة اليمنى من صدرها وغادر.

يبعد منزل داليا عن بيت أبيها في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين حوالي نصف كيلو متر، "وهذا ما ساعد على لحاقه بها وإخوتها إلى المستشفى قبل أن تفقد وعيها بالكامل، يعقب بأسى: "أخبرتني بما حدث معها، لكنها كانت تتألم بشدة قبل أن تدخل إلى غرفة العمليات".

في تلك اللحظات قالت داليا لوالدها: "لم أكن أريد أن يختنق سراج وإلياس، هذا كل ما أردته".

اتصل الزوج باسم بالإسعاف، وعند محاولة نقلها بعد دقائق من إصابتها، أطلق جنود الاحتلال النار على السيارة التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، وأصابها بخمس رصاصات فتعطّلت.

وحسب رواية العائلة، اتصل الزوج باسم بالإسعاف، وعند محاولة نقلها بعد دقائق من إصابتها، أطلق جنود الاحتلال النار على السيارة التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، وأصابها بخمس رصاصات فتعطّلت. يردف الأب: "طاقم الإسعاف المستهدف اضطر إلى حملها لشارعٍ آخر إلى حين وصول سيارة إسعاف أخرى نقلتها إلى المستشفى، وهنا كانت في حالة نزيف شديدة".

استهداف الإسعاف أدى إلى تأخر وصولها إلى المستشفى الحكومي لأكثر من نصف ساعة، وهو الذي يبعد دقائق فقط عن حيّها داخل المدينة.

وفي المستشفى، مكثت الشابة المصابة ست ساعات في غرفة العمليات، إلا أن تهتكًا واسعًا أحدثته الرصاصة في الكِلية، والكَبد، والرئتين، والأعضاء الداخلية، نجم عنه نزيفٌ حاد أدى إلى استشهادها.

تزوجت داليا منذ أربع سنوات، وكما قال والدها: "هي إنسانة تحب الحياة، زوجها مُحب، وتمتلك آمالًا عظيمة في تكوين أسرة سعيدة راضية".

في زيارة العائلة الأخيرة لها بعيد الأضحى، كانت داليا مليئة بالحيوية والفرح كعادتها، كانت تحدثهم عن أملها بأن يكبر أطفالها فيكملوا تعليمهم الجامعي، يصف والدها فقدها بـ "المؤلم جدًا". أما زوجها الذي التزم الصمت في بيت عزائها، فقد عاش انهيارًا بعد إعلان استشهادها، وكان يحاول إيقاظها وكأنها نائمة، ويطلب من الأطباء إعادة إنعاشها مرارًا.

في وداعها كانت والدتها تناديها "خليكي عندنا يمة ما تروحي"، بينما تبادل أفراد العائلة حمل طفليها وهما في حالة لا وعي بما يدور حولهما.

وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية قتل داليا سمودي بـ "جريمة إعدامٍ ميدانية، وهي داخل منزلها تحاول حماية أطفالها".

بعد يومٍ من استشهادها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية قتل داليا سمودي بـ "جريمة إعدامٍ ميدانية، وهي داخل منزلها تحاول حماية أطفالها"، مؤكدةً أنها تحضر لرفع ملف "هذه الجريمة وتفاصيلها" إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وطالبت الوزارة "الجنائية الدولة" بسرعة إعلان قرارها بشأن انطباق صلاحياتها على أرض دولة فلسطين، وفتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال، ومحاسبة عناصره ومسؤوليه.

ومنذ بداية العام 2020م، قتل الاحتلال الإسرائيلي 28 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأراضي المحتلة عام 1948م، بينهم سيدة، وستة أطفال، أعمارهم أقل من 18 عامًا.

كاريكاتـــــير