غزة:
يضطر المواطنون في منطقة أبراج العودة بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى إغلاق نوافذ منازلهم في حمالة لحماية صحتهم من أضرار مكب النفايات المجاور والذي جاهدوا لسنوات مطالبين بلدية بيت لاهيا بإغلاقه دون جدوى.
موضوع مكب النفايات وتأثيره على صحة المواطنين شرق مدينة بيت لاهيا، كان عنوان الحلقة السابعة من برنامج الإعلاميات يسائلن، الذي تنفذه مؤسسة فلسطينيات ضمن مبادرة الإعلاميات يسائلن بالتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة ويُبث عبر إذاعة صوت الشعب.
الحلقة التي كانت من إعداد وتقديم الصحفيتين يافا أبو عكر ولينا الطويل، عرضت استطلاع لمواطنين عبّروا عن انزعاجهم من تواصل وجود المكب، وأكد مواطن أن زوجته أجهضت حملها عدة مرات بسبب روائح النفايات النفّاذة، بينما أكد آخر أن اطفاله يعانون أمراضًا لذات السبب دون قدرته على فعل أي شيء لحمايتهم.
وفي الاستوديو عرض السيد سهيل أبو سعدة رئيس لجنة حي أبراج العودة لواقع المعاناة التي يعيشها حوالي 40 ألف نسمة متضررين من وجود المكب في منطقة مأهولة بالسكان، دون اكتراث الجهات المعنية.
وأضاف أنهم لأربعة عشر عامًا عقدوا اجتماعات ولقاءات مكثفة مع البلديات ومؤسسات حقوقية ولأوا للإعلام معبرين عن رفضهم لسياسة إهمال مطالبهم، وعدم تطبيق قرار نقل المكب وفقًا للوعودات التي تلقوها على مدار سنوات، مشددًا على ضرورة قيام بلدية بيت لاهيا وسلطة جودة البيئة بمتابعة القضية.
الحلقة استضافت محمد مصلح مدير دائرة حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بقطاع غزّة الذي أكد أضرار وود المكبّات العشوائية على الصحة والبيئة، موضحًا إنه يتم بشكل يومي ترحيل 300 طن من النفايات إلى المكب.
وبرر مصلح أن عدم قدرة بلديات قطاع غزة على ترحيل النفايات إلي المكبات الرئيسية يعود إلي الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة منذ 14 عامًا، وعزوف المواطن بغزة عن دفع المستحقات المالية، بالتالي لا تسطيع البلدية بالآليات المتهالكة من توصيل النفايات إلي المكبات الرئيسية.
وذكر أن هناك قرار بعدم وضع النفايات في المكبّات في المناطق المأهولة، ولكن عدم تطبيق البلديات لهذا القرار يعود لعدم التزام معظم السكان باستحقاقات الحصول على الخدمات، موضحًا إن مجلس النفايات الصلبة يقع على عاتقه مسؤولية التنسيق مع البلديات في حال وجود مكبات عشوائية، كونه يختص فقط في إدارة وترحيل النفايات من المكبات المنظمة.
وأكد أن مشكلة مكب النفايات شرق بيت لاهيا استمرت رغم المحاولات الجزئية لحلها، وأن وزارة الحكم المحلي تابعت القضية وخاطبت بلديتا جباليا وبيت لاهيا ومجلس النفايات الصلبة، موصية بأن يتم تعيين مندوب مراقب في الفترة الصباحية، ومندوب آخر في الفترة المسائية من كلا البلديتين.
الخبير البيئي د.أحمد حلس تحدّث عن الأضرار الناجمة عن وجود هذه المكبات في تجمّعات سكنية، فإنتاج المواطن من النفايات الصلبة في قطاع غزة يزيد عن كيلو غرام يوميّاً، وهذا الأمر في حدّ ذاته مشكلة.
وأشار إلى أن النفايات الصلبة التي ينتجها قطاع غزة تشمل النفايات العضوية والإلكترونيّة والحديد والموادّ الكيميايّة، وفي بعض الأوقات، يتمّ حرقها وتتسبّب بانتشار الغبار والموادّ الطيّارة في الهواء، وهي خطِرة تؤثّر على الصحّة العامّة وانتشار أمراض السرطان، وتنتج غازات سامة.
ودعا إلي تكاتف الجهود مع المؤسسات الدولية من أجل إنشاء مكب نفايات لرفع كفاءة البلديات في القطاع.
لمتابعة الحلقة بالكامل اضغط على الرابط المرفق اضغط هنا