شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م03:08 بتوقيت القدس

أونروا ستعقّم كل المخميات

20 مارس 2020 - 21:23

شبكة نوى، فلسطينيات: القدس المحتلة-نقلًا عن صحيفة القدس:

– أكدت غوين لويس، مديرة شؤون الأونروا في الضفة الغربية ان اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية بحاجة لدعمنا وحمايتنا ولن ندخر في تقديم المساعدة لهم في مواجهة الكورونا.

وتحدثت لويس لـ"القدس" حول ما تقوم به الاونروا للمساعدة في التغلب على جائحة الكورونا.

وفيما يلي نص اللقاء:

س: فيروس كورونا يجتاح العالم، ونود سؤالكم عما تقومون به في الاونروا في الضفة الغربية تجاه اللاجئين في هذا الظرف العصيب والاستثنائي؟

إن أزمة فيروس كورونا لم يسبق لها مثيل وكان علينا أن نتعلم بسرعة كيفية التخفيف من حدة تفشي الفيروس وحماية الجميع، ولا سيما الفئات المستضعفة. بالطبع، فإن ال 850،000 لاجئ فلسطيني الذين يعيشون في الضفة الغربية بحاجة إلى دعمنا وحمايتنا: فاللاجئون قلقون بشأن الأطفال وأقاربهم المسنين وإمكانية الوصول إلى فرص العمل، والكثير منهم يسكنون في مخيمات مكتظة بالسكان تجعل من التباعد الاجتماعي أمرا صعبًا للغاية.

إن الأونروا ملتزمة التزاما كاملا ولن تدخر جهدا لمساعدة جموع اللاجئين، بالإضافة إلى دورها في تعزيز عمل السلطة الفلسطينية. أقول هذا شخصياً، بصفتي مديرةً لشؤون الأونروا في الضفة الغربية، لكنني أعلم أنني أتحدث أيضاً باسم كل زملائي، وخاصة حين أقول إننا لن ندخر أي جهد للمساعدة في إدارة مواجهة هذه الأزمة.

من الواضح أن تركيز الأونروا الأول كان منصبّاً على صحة وسلامة اللاجئين وموظفينا. إن جميع مراكز الأونروا الصحية البالغ عددها 42 مركزا في الضفة الغربية ما زالت مفتوحة، كما أن مستشفى قلقيلية لم يتوقف عن تقديم خدمات الطوارئ، وقد وقع مدير المستشفى بالأمس نيابة عني على اتفاقية لتشغيل جهاز حرق واتلاف للنفايات الطبية مقدم من الأونروا لبلدية قلقيلية. وبالرغم من أن الأونروا لا تشارك في فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، إلا أننا نقوم بإحالة الحالات المشتبه فيها إلى وزارة الصحة ونساعد أيضا في فرز المرضى. كما قمنا أيضًا بتوفير الأدوية للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بكميات تكفي حاجتهم لشهرين، لتجنب الزيارات غير الضرورية إلى العيادات والمراكز الصحية.

إن الأونروا محظوظة للغاية لأن معظم الزملاء الذين يعملون لخدمة اللاجئين، هم أنفسهم لاجئون أيضا ويعيشون مع الأهالي الذين نخدمهم. لقد رأيت تفانيًا بطوليا من قبل موظفي قسم الصحة لدينا وكذلك عمال النظافة الذي يعملون كل يوم للمحافظة على نظافة المخيمات. حيث لم يتوقفوا عن العمل منذ بداية الأزمة. واعتبارا من يوم الاثنين، ستبدأ فرق الصحة البيئية لدى الأونروا برش وتعقيم كافة المخيمات.

وقد أنشأنا هذا الأسبوع خطًا ساخنًا ليوفر الدعم النفسي والاجتماعي، وليقدم التوجيهات الصحية للاجئين. إن هذا الخط الساخن سيعزز من جهودنا المبذولة في إيصال الإرشادات والمعلومات التي ننشرها يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة لجان الخدمات في المخيمات. كما إن الأونروا مشاركة في لجنة الطوارئ التي تم إنشاؤها على مستوى المحافظات وفي المخيمات، وتعمل بشكل يومي لمعالجة القضايا الجديدة التي يتم إثارتها، وتقوم بإعادة توزيع وتخصيص الموارد. على سبيل المثال، نحن بصدد شراء مواد تعقيم إضافية للمخيمات، وتوظيف المزيد من عمال النظافة وتوفير معقمات اليدين حيثما استدعت الحاجة.

أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع زملائي، الذين يعمل أكثر من 220 منهم من المنزل تحت الحجر الصحي، وأنا منهم. وهناك زملاء آخرون يعملون في الخطوط الأمامية لدعم المرضى، والفئات الأكثر عرضة للخطر، لضمان وصول الحصص الغذائية واستكمال دفعات بناء المأوى. أنا فخورة للغاية بزملائي وكل ما يقومون به يوميا بتواضع وهدوء.

س: لكن مع ذلك يبدو ان اللاجئين لا يرون ان ما تقومون به يلبي احتياجاتهم، في بيت لحم على وجه التحديد صدر أكثر من بيان ينتقد فيه ممثلو اللاجئين ما اسموه تقصير وكالة الغوث تجاههم في هذه الازمة؟

إن لجان المخيمات في بيت لحم تشعر بالقلق طبعا حيال الوضع. فأهالي المحافظة جميعها، بما في ذلك مخيمات دهيشة وعايدة وبيت جبرين، يواجهون قيودًا شديدة على حركتهم وتنقلاتهم. وبما أن الوضع يتطور كل يوم، فإن الاحتياجات تزداد أيضا.

لقد عملنا على التطرق إلى العديد من مخاوف لجان خدمات المخيمات، إن لم يكن معظمها، كتعزيز مستوى تبادل المعلومات، وتوفير المواد والمعدات، وتكثيف أعمال التنظيف، ولكن هناك أمور معينة لا يمكننا القيام بها. إن السلامة عامل رئيسي، ولا يمكن لموظفينا الانتقال من منزل إلى منزل في المخيمات على سبيل المثال، فذلك سيعرضهم للخطر وقد ينقلون الفيروس إلى أولئك الذين نحاول مساعدتهم.

الزملاء في دائرة شؤون اللاجئين ومعظم لجان المخيمات يعملون بشكل وثيق مع الأونروا. وهم على فهم تام بأن فيروس كورونا ليس شيئًا يمكن للأونروا أو أي شخص آخر السيطرة عليه. نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة معًا للتخفيف من حدة الوضع، وتطبيق التدابير التي توصي بها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة. إن انتقاد بعضنا البعض في خضم هذه الأزمة لن يساعد اللاجئين، وسيصرف الانتباه عن العمل الكبير الذي تقوم به الأونروا.

س: هل تنسقون مع أي جهة؟ سواء السلطة الوطنية الفلسطينية او الجانب الإسرائيلي؟

إن الأونروا تعمل ضمن إطار قيادة السلطة الفلسطينية، وبالتالي فإننا ننسق مع وزارة الصحة ووزارة الحكم المحلي بشكل وثيق للغاية، وذلك فيما يخص كافة قضايا النظافة في المخيمات. وهناك بالطبع تنسيق مع دائرة شؤون اللاجئين ولجان المخيمات. بالإضافة إلى ذلك، فإن مدراء المناطق لدى الأونروا مستمرين بالعمل مع لجان الطوارئ في المحافظات. حيث أن التعاون مع محافظ بيت لحم ورئيس البلدية كان استثنائيا بكل معنى الكلمة.

كما ونقوم بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية لنضمن وصول المعدات والمواد الطبية وبعض الموظفين الأساسيين إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية.

إلى جانب ذلك، ما زلنا نعمل على جمع الأموال، حيث وجهنا نداءً لدى منظمة الصحة العالمية، وباقي وكالات الأمم المتحدة لدعم السلطة الفلسطينية في تلبية احتياجات جموع اللاجئين وغير اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

س: هل تعتقدون بأن الأونروا جاهزة لمواجهة زيادة كبيرة في عدد المصابين بفيروس كورونا في الضفة الغربية؟

إن السلطة الفلسطينية والأونروا تبذلان كل ما في وسعهما من أجل الاستعداد للمزيد من حالات الإصابة، ولكن الأهم من ذلك هو منع انتشار الفيروس. وهذا يشمل إعادة فحص بروتوكولات الفرز بانتظام والتأكد من أن المراكز الصحية لا تزال مجهزة بالأدوية ومعدات الحماية، وكذلك التأكد من أن موظفينا ينفذون التدابير الوقائية بكل حزم، حيث أثبتت تلك التدابير فعاليتها حتى في حالات تفشي الأمراض الخطيرة. والجيد في الأمر، أن العديد من الأشخاص في الضفة الغربية قد بدأوا يتعافون، ولكن من الأفضل الحد من انتشار المرض حتى لا تكون هناك أي مجازفة. لهذا السبب، فإن الحجر الصحي والقيود المفروضة على الحركة كلها أمور ضرورية لإنقاذ وحماية الأرواح، على الرغم أن أنها تشكل تحديًا ولها تأثير كبير على الحياة اليومية.

س: ماذا سيحدث بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا؟

نريد أن يبقى الجميع بصحة جيدة وأن يعتنوا بأنفسهم. نحن نعلم بأن مكافحة فيروس كورونا والتغلب عليه هي أولوية بالنسبة للجميع. ولكننا بالطبع سنواصل أيضا، وحيثما أمكن، نعزز دعمنا للاجئين بمجرد انتهاء الأزمة. سوف نحتاج للعمل من أجل تجهيز المدارس، وإعادة فتح مراكز التدريب المهني، واستئناف المشاريع لدعم الأهالي وإنعاش الاقتصاد. إن لدى الأونروا ولاية تلزمها بالمساعدة والحماية. لدينا إيمان بهذه الولاية ونعلم أننا سننجح بفضل موظفينا الرائعين من معلمين وأطباء وعمال تنظيف، وجميع الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس لدعم مجتمع اللاجئين. ونحن بدورنا نتمنى الصحة والسلامة للجميع.

كاريكاتـــــير