شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م15:50 بتوقيت القدس

الحريق استمر 5 ساعات

9 ضحايا ... النصيرات تنام على فاجعة والقلوب تشتعل

05 مارس 2020 - 22:54

شبكة نوى، فلسطينيات: النصيرات:

"أمٌ فرّت من النيران المتّقدة نحو محل قريب ومعها ابنتها، ولم تنتبه أن خلفها أنبوبة غاز اشتعلت فيهن فورًا"، كانت هذه واحدة من المشاهد التي تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم حزنًا على ما حدث في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والذي أدى لوفاة 9 من الضحايا غالبيتهم نساء وطفلات، بينما أصيب نحو مائة آخرين بعضهم في حال الخطر.

وفي التفاصيل، فقد شهدت الساعة الثانية ظهرًا انفجار أنبوبة غاز ضخمة في مخبز يتوسط سوق مخيم النصيرات، وهو شارع حيوي يكتظ بالمحال التجارية وجمعية لذوي الإعاقة وعيادة وكالة، قوة الانفجار امتدت بشكل سريع نحو المحلات المجاورة ومنها محل للأخشاب وما يحتويه من مواد قابلة للاشتعال ومطعم ومحل صرافة ومحلات ملابس، ما جعلها النيران تلتهم المكان بسرعة.

حالة من الصخب والصراخ والفوضى عمّت الشارع في مثل هذا الوقت الذي يمثل الذروة حيث تكون حركة الناس كبيرة جدًا، وسرعة وتتابع اشتعال النيران دفعت الكثيرين للفرار دون انتباه لأماكن ليست آمنة، بينما هبّ الآلاف لنجدة من بالمكان بإمكانياتهم البسيطة.

الشاب جابر ثابت والذي كان يتواجد بالمكان لحظة الانفجار قال لنوى :"كنت وصديقي سعد حمدان بجوار عيادة الوكالة بالنصيرات حيث صدر صوت انفجار وبدأت الحجارة تتساقط علينا، أسرعنا لنرى ما يحدث معتقدين أنه قصف، وفي مكان الانفجار عند مدخل صيدلية الشفاء فوجئنا بريح بارد كالثلج مثل الإعصار ولونه أبيض".

أدرك الشاب أنه تسريب غاز وهنا بدأ بالصراخ "تسريب غاز اهربوا، اهربوا"، وبدأ الناس بالتدافع والفرار من الشارع بينما حاول الشبان مساعدة مع صعوبة شديدة في الفرار نتيجة الازدحام، حيث تم إسعاف البعض إلى مقر عيادة الوكالة القريبة.

لكن ثابت يؤكد إن عيادة الوكالة أيضًا وجمعية تأهيل ذوي الإعاقة باشرتا فورًا بالإخلاء بينما النيران تمتد سريعًا من محل لآخر، ووصل الدفاع المدني بعد نحو 8 دقائق إذ واجه صعوبة بسبب الازدحام الشديد، بينما استمرت عملية إخماد النيران مدة خمس ساعات بسبب ضعف الإمكانيات رغم ما قدمه المواطنون من مساعدات.

وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلنت عقب يوم عصيب أسماء الضحايا التسعة وهم أربعة أطفال وثلاث سيدات ورجلين، فيما أصيب 58 مواطناً بجراح مختلفة بينهم 35 إصابة ما بين طفيفة ومتوسطة و14 إصابة حرجة و9 إصابات خطيرة.

وأسماء الضحايا حسب الوزارة هم:
1. زياد زكريا ابراهيم حسين 22 عاماً.
2. ليان حسن محمود حسين 5 سنوات.
3. منال حسن محمود حسين 4 أعوام.
4. لينا اياد مدحت حمدان 16 عام.
5. ايمان حسن محمد حسين (أبو محروق) 23 عاماً.
6. سلوى عبد الوهاب محمد حمدان 47 عاماً.
7. ريتال احمد محفوظ عيد 3  أعوام.
8. سالي أحمد محفوظ عيد 16 عاماً.
9. فراس ماجد محمد عوض الله 12 عاماً.

الحكومة الفلسطينية في رام الله، تابعت أيضًا الكارثة منذ بدايتها، إذ أمر رئيس الحكومة محمد اشتية بالعمل على استيعاب جرحى الحريق النصيرات، وكتب على حسابه في "فيسبوك" : "الرحمة لضحايا حادث انفجار مخيم النصيرات في غزة، والشفاء العاجل للمصابين، نتابع هذا الحادث المؤلم مع كافة الأطراف عن كثب".

وأضاف أنه "بتوجيهات الرئيس، أوعزنا لوزارة الصحة بتوفير كل ما يحتاجه المصابون من رعاية صحية وعناية وعلى أكمل وجه في مرافق وزارة الصحة وخارجها".

أما وزارة الداخلية في قطاع غزة، فقد أعلنت الأسباب الاولية للكارثة، التي استمرت عدة ساعات في إطفاء النيران الممتدة إلى عدد من المحلات التجارية والمرافق المجاورة للمكان، مُستعينة بالجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة.

وتابعت، أنّ الحريق وقع في ساعة الذروة والازدحام، الأمر الذي تسبب بوقوع العدد الكبير من الضحايا والإصابات، مؤكدة أن أجهزة وزارة الداخلية والأمن الوطني وإدارتها، مُسخرة بشكل كامل في متابعة آثار هذا الحادث الأليم.

وتقدمت الداخلية بالعزاء لذوي الضحايا وللشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الجهات المختصة في الوزارة تُجري التحقيقات اللازمة لمعرفة أسباب الحادث، ومن خلال التحقيق الأولي تبيّن أن الحريق ناجم عن تسريب للغاز داخل أحد المخابز، ما أدى لاشتعال النيران في المكان، تلاه انفجار لعدد من أسطوانات الغاز، وامتداد للحريق إلى المرافق والمحلات الملاصقة.

بينما أعلنت هيئة المسيرات في قطاع غزة تأجيل فعالياتها يوم "الجمعة، وذلك بسبب كارثة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، داعيةً المواطنين لمساندة أهالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والمشاركة في جنازات وفيات الحريق.

يأتي هذا بينما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية عن مبلغ 300 ألف دولار مساعدة عاجلة للضحايا، واعتبر هذه المأساة واحدة من تداعيات الحصار الذي مضى عليه أكثر من 13 عاما، برًا وبحرًا وجوًا، وهو ما حرم وزارة الداخلية وجهاز الدفاع المدني، من الكثير من الإمكانيات اللازمة لمثل هذه الوقائع والأحداث.

كاريكاتـــــير