شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م12:25 بتوقيت القدس

سالم محارب يتحدّى خسارته بـ"خشب المشاطيح"

08 يوليو 2019 - 13:33

وادي السلقا:

"تفكير خارج الصندوق"، ليس مجرد شعارٍ رفعه المزارع الفلسطيني سالم محارب "36 عاماً" من منطقة وادي السلقا على الحدود الشرقية جنوب قطاع غزة، بل هو مبدأ آمن به ووضعه قيد التنفيذ كلما زادت عليه ضغوطات الحياة، تعرّض لخسائر كبيرة ولكنه قرر استثمار خشب المشاطيح!!!.

المشاطيح هي عبارة عن أخشاب رديئة الجودة، يستخدمها التجار كناقلات للبضائع ثم يتم رميها لاحقاً، رخيصة الثمن ولا تصلح للاستخدام، ولكن عقب الخسائر التي لحقت بالمزارعين قرر الشاب محارب الاستفادة منها، بعد أن اضطر لترك الزراعة والاستفادة من أحد مشاريع المدرّة للدخل التي توفرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة.

يقول محارب لنوى :"استثمرت هذه الأخشاب في صنع نشارة الخشب التي يحتاجوها المزارعون ومربّو الدواجن بشكل مستمر وهي بالنسبة لي كانت مشروعاً ناجحاً"، ويضيف إنه سعيد بهذه الفكرة التي وفرت له فرصة عمل ووفرت للمزارعين ومربّي الدواجن احتياجاتهم من النشارة بأسعار بسيطة.

زيارة إلى أرض سالم المجاورة لمنزله، تجده يكتفي بماكنة واحدة هي كل عمله، تنتشر في أرضه مجموعة كبيرة من أخشاب المشاطيح، يقول بجمعها ونزع المسامير منها، ثم وضعها في أحد جوانب الماكنة التي وفّرها له الصليب الأحمر كمساعدة، ليخرج من الجانب الآخر منها نشارة يتم جمعها في أكياس وبيع الواحد منها بمبلغ 12 شيكلاً فقط، مبلغ عادل جداً بالنسبة لسالم نفسه وللمستفيدين من نشارته أيضاً.

شبكة نوى، فلسطينيات:

يقول سالم :"ليس لدي أرض، أنا كنت أستأجر أراضٍ زراعية في كل موسم وكانت هذه مهنتي الناحة، ولكن مع تراجع الوضع الاقتصادي في قطاع غزة وخسارتي قررت التفكير بشكل غير تقليدي، كان الصليب الأحمر يقدّم مشاريع فقررت أن أقدم الفكرة وساعدني قريب لي في كتابتها بشكل جيد، ووافقوا عليها".

 ويجد محارب أن مشروعه ناجح جداً، فخشب المشاطيح قد يظن الناس أنه عديم الفائدة، ولكن في ظل ندرة الإمكانيات المتوفرة في قطاع غزة فإن علينا الاستفادة من كل ما هو متاح خاصة وأن المواد الخام عادة منقوصة في كل شيء.

ويعاني قطاع غزة منذ 13 عاماً من حصار إسرائيلي خانق تسبب في رفع نسبة البطالة إلى نحو 62%، وتفاقم مشكلة الفقر الشديد، ما دفع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعمل على مساعدة المزارعين وخاصة في المناطق الشرقية والحدودية لقطاع غزة لتوفير سبل العيش الكريم، وكانت هذه واحدة من المشاريع التي يعكفون عليها.

ونشارة الخشب كما يوضح محارب يستخدمها أصحاب مزارع الدواجن في وضعها كأرضية لمزارعهم من أجل التدفئة ولا غنى لهم عنها ومن ثم يتم جمعها ونقلها إلى المزارعين الذين يستفيدون منها في تسميد أراضيهم، بالتالي هي تحقق منفعة مزدوجة.

بدورها قالت سهير زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن هذا المشروع هو ضمن عدة مشاريع صغيرة استهدفت الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم في الحروب المختلفة التي مرت غزة بها او مشاريع صغيرة تم تمويلها لمزارعين في المناطق الحدودية لتعزيز صمودهم وهذا مشروع ضمن منح تحسين سبل العيش للمزارعين في المناطق الحدودية.

وأضافت أن المشروع الذي ينفذ للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم أو مشروع تحسين سبل العيش ينفذان في قطاع غزة منذ عام 2016 وحتى الآن تم تمويل 700 مشروع صغير بتكلفة ما بين 2000-3000 وما تقدّم به السيد محارب هو إعادة تدوير الخشب إلى نشارة وهو مهم لمزارع الدجاج، ويضمن المشروع أن يكسب المزارع من عمله ويعش بكرامة.

ونوهت إلى أن المشاريع يجب أن تكون صديقة للبيئة، فإعادة تدوير الخشب له انعكاس إيجابي على الصحة العامة والتقليل من النفايات الصلبة التي يعانيها قطاع غزة، ووضحت زقوت بأن تكثيف عمل الصليب الأحمر في المناطق الحدودية هو لتعزيز صمود المزارعين خاصة في ظل تمتّع اللجنة الدولية بالحوار الثنائي والتعاون مع وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة والسلطات الإسرائيلية، وهو ما يدعم المزارعين.

كاريكاتـــــير