شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م10:11 بتوقيت القدس

ختام بكرون

أول فلسطينية كفيفة تعتلي المسرح للتمثيل

25 نوفمبر 2018 - 09:23
دعاء شاهين
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة:

كثيرًا ما حرصت الشابة ختام بكرون  "20 عامًا" على حضور العروض المسرحية في  المراكز الثقافية لتلبي شغفها بذلك، فكانت تتفاعل مع المَشاهد والأحداث بقلبها وليس بعينيها التي فقدت الرؤية بهما منذ أن كانت طفلة، فتارة تتعالي ضحكاتها بين الجمهور، وتارة أخرى لا تسعفها دموعها فتبكي وأخرى تقف فتسفق بانفعال للأبطال.

اليوم انعكس المشهد تمامًا لم تعد ختام تتوسط كراسي الجلوس بين الجمهور المتفرج، لأنها أصبحت البطلة واعتلت خشبة المسرح حتى بات الجمهور يصفق لها بعد  انتهاء مشاهدها التمثيلية المؤثرة التي تدربت عليها برفقة زملائها  في أكاديمية" تيارتيرو"، وهو أول معهد مسرحي  يفتح أبوابه لتعليم الطلاب فنون المسرح والتمثيل في الوقت الذي يفتقد فيه قطاع غزة  الى مثل هذه المراكز.

 التحقت الشابة ختام بالأكاديمية قبل قرابة الشهر بعد أن أعلنت عن  استقبال طلبة موهوبين في التمثيل  ودون تردد سارعت إلى التسجيل وكانت من المقبولين، في خطوة أراد فيها القائمون على الأكاديمية دمج ذوي الإعاقة مع من هم دون ذلك على خشبة مسرح واحدة دون تفرقة في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى قطاع غزة الذي يمتلئ بالقدرات الشبابية الموهوبة والمتعطشة لتعلم المسرح.

تقول الشابة ختام عن موهبتها التي صعدت أولى خطوات النجاح فيها: "منذ طفولتي كنت أحب التمثيل وأمتلك الموهبة لكن منعني فقدان البصر من الوقوف على خشبة المسرح لأني كنت صغيرة وبحاجة لرعاية دائمة، ولم أجد التشجيع آنذاك".

وتضيف أن موهبة التمثيل ليست بالصعبة فالمهم أن يمتلك الممثل المسرحي أو الدرامي الحس الفني وأن يتقن دوره بمهارة عالية فهي ليست بالمهمة المستحيلة طالما هناك أصرار على تحقيق الهدف.

لم تستسلم الشابة للظروف القاسية التي عاشتها بسبب فقدان حبيبتيها وأصرت على تحقيق حلمها الذي نمى معها حتى كبرت، فبدأت تعتمد على نفسها في خطواتها دون مساعدة من أحد، وأنهت دراستها بكلية التربية في أحدى جامعات غزة حتى حصلت على دبلوم رياض أطفال، لكنها لم تحصل على وظيفة مناسبة لها في هذا المضمار.

 والآن تكرس ختام كافة جهودها في التدريب تمهيدا للمشاركة في أول مسرحية أمام الجمهور على مستوى قطاع غزة لتحصد ثمار نجاحها المتواصل. 

تحديات جمة تواجه ختام لكنها تحاربها وتتمثل في نظرة المجتمع التي لم تعاد سابقًا على انخراط الفتيات في التمثيل المسرحي أو الدرامي، كذلك عدم وجود احتضان من المراكز الثقافية لفريقها " تيارترو" وحتى هذه اللحظة لا يوجد مكان محدد للتدرب فهم يتنقلون من مركز لآخر وهذا ما يشكل صعوبة في التنقل لدى ختام وما زاد أزمتهم أكثر عدم وجود مركز مسحال الثقافي الذي كان مسرحة خصبًا بالتدريبات المسرحية ولم يغلق أبوابها إلا بعد أن قصفه الاحتلال الاسرائيلي وحوله ركامًا.

وتتابع الفتاة  أن ذوي الإعاقة في قطاع غزة  يعانون من تهميش بسبب الظروف السيئة التي يعيشها من حصار والانقسام الفلسطيني، فهم لا يحصلون على كافة حقوقهم التي كفلها لهم القانون ونقص الدعم المادي لهم.


و عن كيفية ملاءمة الأدوار لها وضحت ختام أن المدرب  يختار لها غالبا الأدوار التي تناسب مع إعاقتها البصرية ليكون سهل عليها اتقانها، وتعتمد على حاسة السمح دون البصر عند تمثيل مشهد معين يوجهها له المدرب والمخرج المسؤول عن تدريبها.

أسدلت ختام الستار عن حلمها أخيرا الذي بدأ يتحقق خطوة تلو الأخرى وتتمنى أن تمثل على خشبات مسرح عالمية فالطموح عندها لا حدود  له محلقة به خارج  أسوار مدينتها المحاصرة.

كاريكاتـــــير