شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م09:05 بتوقيت القدس

"النبّيشة" يغزوون فيسبوك والنشطاء يواجهون

17 نوفمبر 2017 - 22:41
شبكة نوى، فلسطينيات:

قطاع غزة - نوى

"قائد صقور عطعوط المتوحش عطية" منشور يحمل صورة قديمة غير محببة لصاحبها. إنها بداية أحد أطرف القصص التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام؛ وسافرت عبر الفضاء الأزرق من قطاع غزّة إلى ما لا نهاية.

"نبش الصور"، قصّة أبحرت بتحدٍ قاده اثنين من المصوّرين الأصدقاء في قطاع غزّة عندما قام فارس الغول بالبحث في صفحة صديقه عطية درويش عن صورة قديمة وأعاد نشرها ليتدفّق سيل من التعليقات الساخرة، واجهها عطية بنشر صورة هويته الشخصية قبل سنوات  معلنًا التحدّي "الناس الي مبسوطة ع صوري القديمة اذا فيكم حدا قد حالو ينزل صورة هويته".

"على سبيل المزاح بحثت عن صورة لعطية ونشرتها"، يقول فارس الغول الذي يتمتع بحس الفكاهة والتعليق على الأحداث السياسية الجارية بأسلوب ساخر، يكسر جمود تداول الأخبار للتخفيف عن متابعيه. ويضيف أنه لم يكن يتوقع انتشار التحدي بهذه الصورة، إذ لاقت رواجًا بين نشطاء "السوشال ميديا" في فلسطين وبلدان أخرى كأمريكا والسويد ومصر.

يتابع "أعجبني تفاعل الناس مع الحملة التي انطلقت بشكل عفوي، وإن كانت صورهم التي نبّش عنها مضحكة إلا أنها عادت بهم إلى الذكريات وأحببت مشاركة بعض الشخصيات السياسية بصور قديمة لهم تخالف تحولات الأوضاع الجارية كما التعليقات الساخرة عليها وتداولها بشكل أوسع من النشطاء".

ولا يخفي الغول انزعاجه من محاولة بعض النشطاء "تبنّي" حملة "نبش الصور" والادّعاء أنهم من أطلقوها لكسر جمود محتويات النشر عبر "فيسبوك".

المتابع للتحدي يلاحظ أن "النبش" عن صور الفتيات يبدو ضعيفًا مقارنة مع صور الشباب الذكور، وحول ذلك تعلّق الشابة إيمان أبو حميد "أول ما انتبهت إلى الحملة وسرعة انتشارها أسرعت إلى إخفاء صوري التي وضعتها منذ أن انضممت إلى فيسبوك، لكني بذات الوقت لم أفوّت فرصة النبش عن صور صديقاتي وأخواتي اللاتي تضايقت إحداهن وقامت بحذفي عن صفحتها الشخصية بل وخاصمتني".

وتنوّه إلى أن قصّة النبش لم تعد تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما أخذت وصديقات لها بالبحث عن صور قديمة من الرحلات المدرسية والعائلية وتبادلها عبر "واتساب" لمن يتوقع أن النشر على "فيسبوك" سوف يزعجها، كما تبادلها وإعادة الذكريات في الاجتماعات العائلية بينهم.

تؤكّد الشابة أن الحملة كسرت نمطية النشر في العالم الافتراضي، وعززت من استرجاع ذكريات بين الأهالي والأصدقاء وأنها فرصة جديدة للنأي بالنفس عن الظروف الصعبة والأحاديث المعتادة حول الحصار وأزمة الكهرباء وانقطاع المياه ومتابعة أحداث المصالحة.

بدوره، يرى خالد صافي استشاري الإعلام الاجتماعي إن الفكرة بحد ذاتها تتوافق مع سبب وجود وانتشار هذه المنصات وزيادة التفاعل عليها، كما تركز على خلط الفكاهة والطرافة بالأحداث الاجتماعية، لافتًا إلى ضرورة التفكير في صناعة خلطة سحرية جديدة، يتحدث فيها النشطاء عن الوطن والثوابت والمقدسات والحياة والصور الشخصية في قالب فكاهي يُسهم في انتشارها بشكل جنوني؛ لأن الفلسطيني مسكون بمتلازمة الحديث عن الوطن أينما كان – وفق قوله -.

ويضيف "أعتبر نفسي من أولئك الذين دعموا حملة تحدي نبش الصور القديمة على فيسبوك، والتعليق على صور الأصدقاء في الأرشيف، وهي فكرة طريفة صنعت تفاعلاً جميلاً وخلقت موجة من السرور بين الأصدقاء، شابها التحدي والتذمر في بعض الأحيان" مشيرًا إلى أن التقييم الإجمالي لها كان إيجابيًا، ويوصف انتشارها بالفيروسي، وتأثيرها بالميداني، وكلها دلالات نجاح، وبما أن هذا نجاح قائم راودتني جملة من الأمنيات وجالت بخاطري مثل كثيرين ممن تدميهم آلام الوطن.

كاريكاتـــــير