شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م18:50 بتوقيت القدس

الفتاة قشلان تقود كرسي متحرك نحو مهنة ذكورية

30 يوليو 2017 - 12:05
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:
في صورة مغايرة للمشهد الواقعي الذي اعتاد الناس فيه على رؤية الذكور يعملون في مهنة صيانة الأجهزة الإلكترونية، جاءت الفتاة العشرينية دعاء قشلان، لتكسر القاعدة بجدارة وتقتحم هذا الميدان في تحد جريء لكل العقبات.
شكلت الظروف الاستثنائية التي تعيشها دعاء حافزًا دفعها لشق طريقها في تحقيق هدفها المهني، إذ تعاني من إعاقة حركية سببها ضمور في العضلات نتيجة لعوامل وراثية متعلقة بزواج الأقارب، مما جعل الكرسي المتحرك مرافقا لها في مسيرتها الحياتية. 
تقطن دعاء وسط أسرة ميسورة الحال في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتشاركها أختها ذات الإعاقة.
تتحدث دعاء حول فكرتها للعمل في تلك المهنة قائلة: "بعدما حصلت على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) التحقت في تخصص أتمتة المكاتب، ولم أكمل دراستي الجامعية بسبب الوضع المادي الصعب، فاتجهت للتعليم المهني حتى لا يكون دوري هامشي في المجتمع."
واستمرت الفتاة سبعة شهور في تعلمها مهنة صيانة الهواتف النقالة خلال المشروع المهني الذي نفذه مركز إرادة للاهتمام بذوي الإعاقة ودمجهن في سوق العمل، معتبرة إيّاها معقدة وتحتاج مهارة عالية في التعامل معها، فضلا عن درجة التركيز القصوى. 
وقالت إنها اندمجت مع مشروع إرادة وحصدت كفاءة عالية في التعلم، علها تتمكن من الحصول على فرصة تشغيل مؤقت، لكن الحظ لم يحالفها في ذلك. رغم ذلك لم يتسلل الإحباط إلى قلب الفتاة، إذ توجهت للعمل في إحدى المحالات التجارية لتصقل مهارتها، كخطوة لتحدى ومجابهة الإعاقة.
وفقا لإحصائية للبرنامج المحوسب التابع للشؤون الاجتماعية ومؤسسات التأهيل، فإن عدد الإناث ذوات الاعاقة بلغت 19514 أنثى.
وأظهر تقرير آخر صدر عن الإغاثة الطبية والجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين أن نسبة ذوي الإعاقة الذين يعانون من أوضاع معيشية قاسية بلغت 68%، و65% منهم متعلمين بدرجة معينة.
وتتابع قشلان في حديثها أنها واجهت في بداية عملها نظرات استغراب من المحيطين والزبائن أيضا، لاسيما أنهم لم يعتادوا على رؤية فتاة تعمل في هذه المهنة التي يغلب عليها الطابع الذكوري.
ولأن أماكن العمل في قطاع غزة غير ملائمة لذوى الإعاقة، اضطرت الفتاة إلى ترك المكان والتوجه للعمل من المنزل، واستطعت بذلك تلبية احتياجات الزبائن، دون أي معوق.
توالدت نجاحات دعاء حيث أنها بالإضافة إلى عملها في مجال صيانة الأجهزة الإلكترونية، تقوم بعقد ورشات عمل توعوية لذوي الإعاقة؛ لتعريفهم بقانون المعاق الفلسطيني ومساندتهم في ظل الظروف المعيشية السيئة والحصار الذي يعيشونه.
وتشير الى أن ذوات الإعاقة على وجه الخصوص، يواجهن واقعًا مريرًا، فالكثير منهن لا يجدن فرص عمل دائم أو تشغيل مؤقت مساعد على الانخراط في المجتمع، فضلا عن أن العديد منهن يتعرضن لانتهاك حقوقهن.
"الثائرة" لقب بات يصاحب دعاء كشعار يثبت تحديها للواقع وثورتها عليه وعدم الاستسلام له، حيث تمكنت من السفر الى الامارات في أعقاب حرب 2014 على القطاع، مما جعلها تستفيد من تجارب عديدة صقلت شخصيتها وفتحت لها آفاق جديدة من الإبداع، حيث حصلت خلالها على شهادة اللغة الإنجليزية، وحصلت على الشهادة العالمية لقيادة الحاسب الآلي (ICDL) .
وتتمنى دعاء أن تستمر في المزيد من التدريبات التعليمية لتطوير مهاراتها وتسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة في قطاع غزة، الذين يزداد عددهم بفعل تكرار الحروب.

كاريكاتـــــير