شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م20:02 بتوقيت القدس

"فيرندا"..عندما تتحول أسطح المنازل إلى مساحات خضراء

24 يونيو 2017 - 15:11
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

الآن بات بإمكاننا توديع مشهد المهملات السيئة على أسطح المنازل في قطاع غزة وتحويلها إلى متنزهات منزلية صغيرة يكسوها اللون النبات لتصبح خضراء تسر الناظرين، فالفكرة المنتشرة في المجتمعات المتقدمة بشكل كبير بات متداولة في قطاع غزة المحاصر منذ 11 عامً، من خلال مشروع "فيرندا" الريادي الذي تقوده المهندسة الشابة سوزان عطا الله.

تخرجت  سوزان من الجامعة الاسلامية في تخصص هندسة العمارة منذ ثلاثة أعوام، وعملت على تعزيز فكرتها ذات النتاج النسوي للهروب من فخ البطالة وإيجاد فرصة عمل فردية لها، فوجدت ضالتها في استثمار هذا المكان المهم والمهمل في المنازل.

 تعني "فيرندا"  شرفة أو بلكونة باللغة الإنجليزية، تقوم فكرة عملها كما وضحت المهندسة على أساس تقديم خدمات تصميم وتنسيق الحدائق المنزلية، المواقع العامة، وتحويل المساحات الفارغة، أسطح المنازل إلى أراضي خضراء بأسلوب حديث بعيدًا عن الصورة التقليديّة من خلال إعادة تدوير المخلفات البيئيّة الموجودة فيها بأقل تكلفة.

تعمل 55% من مصانع غزة  في إعادة تدوير المخلفات نظرًا لعدم توافرها  وافتقار القدرة على استيرادها من  خارج بسبب الإغلاق المتكرر للمعابر منذ عشرة أعوام، تتحدث سوزان عن مشروعها:  "انطلقت الفكرة من  خلال دراستي الجامعية  للهندسة المعمارية في الجامعة حيث كان تصميم الحدائق أحد مساقات الدراسة، فكان شغفي في تصميم الأماكن الخضراء أحد دوافع الفكرة".

 تعززت الفكرة كثيرًا لدى سوزان بسبب معاناة قطاع غزة العديد من المشكلات البيئية المتمثلة في التلوث ونقص المساحات الخضراء وارتفاع الكثافة السكانية، بالإضافة لانعدام الأمن الغذائي، فأرادت المساهمة في الحد من تلك الظواهر البيئية الخطرة بأبسط الحلول، فعرضت مشروعها الريادي عبر مراحل من خلال حاضنة الأعمال الريادية بالجامعة الاسلامية التي كانت بمثابة البيئة الخصبة التي ساعدت في نموها.

وتضيف أنه "فيرندا" فاز بمسابقة خطط الأعمال التي نظّمتها الجامعة فحصل المشروع على فرصة احتضان، وتم العمل على تطبيق الفكرة عمليًا، وشارك المشروع في العديد من المسابقات الريادية، وفاز بالعديد من الجوائز، ويتعاون مع  المهندسة أربعة من زملائها يعملون بشكل متكامل من حيث التصميم والتنفيذ والاشراف لتلبية حاجات المستفيد وتقديم منتجات الديكور الداخلي للمنازل والمؤسسات باستخدام النباتات الطبيعية التي تنمو بالظل (كالصبار).

تعتمد المهندسة سوزان مع فريقها في المشروع نظام (الهيدروبونيك) كطريقة حديثة من خلال الزراعة دون تربة حفاظًا على الأمن الغذائي ودون مواد كيماوية، ويعتبر ذلك أهم مميزات مشروعها، ورغم ما أحرزته سوزان عبر مشروعها فريلندا من خطوات إبداعية إلا أنّها لم تنفذ من مواجهة بعض الصعوبات التي تعرضت لها ببداية عملها، لكنها شجعتها على التحدي والاستمرار.

 تمثلت تلك العقبات  بعدم تقبل المجتمع الغزىّ للفكرة كونها جديدة، ولم تطبق في السوق المحلي فبدت لهم  العديد التخوفات،  فثقافة زراعة الأسطح مازالت غائبة عن أذهانهم، بالإضافة لعدم توافر بعض مواد الخام وغلاء أسعارها أحيانًا.

تجد النساء الفلسطينيات في قطاع غزة في المشاريع الرياديّة طوق نجاة للخلاص من  تدهور الأوضاع الاقتصادية في مدينتهم، لعلها تساهم ولو بشكل فردي في تحريك تلك العجلة الاقتصادية من خلال دمجهن بسوق العمل وتطوير أفكارهن الابداعيّة.

كاريكاتـــــير