شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م15:45 بتوقيت القدس

نساء يجلبن رزق لعائلات أرهقها الفقر والبطالة

08 يوليو 2014 - 17:57
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة- نوى – ميرفت أبو جامع

عندما يحل الظلام تتسلل نعمة بركة " 45 عاما" مستعينة بضوء خافت لجوال كشاف، وتسير بين البيوت حتى بيت جارتها أم مؤمن " لا لتتسول، أو تتوسل الحاجة، وإنما تبدأ هناك يوم عملها في صناعة معجنات السمبوسك".

قبل 10 أعوام بدأت نعمة العمل مع جارتها، ومنذ ذلك الوقت، وهي تستعد كل عام، فهو الشهر الوحيد الذي تستطيع أن تملك فيه الشواكل، وتقول " الحمد لله، في هذا الشهر اعمل 30 يومًا وأعيل أسرتي".

وتضيف" أملك أسرة مكونة 15 فردًا، من بينهم أبناء متزوجون عاطلون عن العمل ولدي أحفاد، وزوج يعمل نظير (40 شيكل) في الأسبوع. وهل تكفي لشيء، ياريت في لأولادي شغل ؟!

تفرد نعمة عجينة على صاج تنبعث منه الحرارة، موصول بجرة غاز على بعد أمتار قليلة، تقابلها سيدة أخرى- رفضت الكشف عن اسمها-  وقالت" لولا الحاجة ما تركت بيتي وخرجت من الثالثة فجرًا"،

تقلب العجينة التي أصبحت متماسكة، وتضيف:" الوضع أصبح صعبا، رغم رفض زوجي لعملي هذا،  إلا أنني لو لم أجده لنموت من الجوع وأطفالي".

في غرفة مقاسها 4x4 متر، تجتمع نحو  10 سيدات أمام 6 صاجات وقطع من العجين لخبز عجينة السمبوسك في جو بالغ الحرارة (حرارة الصيف وحرارة الغاز) .

تقول انجود البريم، 34 عامًا، وهي زوجة لرجل عاطل عن العمل ومصاب بإعاقة في قدمه، "تركت توأمين في البيت مع شقيقتهما الطفلة"، تُقلب على العجينة التي تماسكت قليلًا، فتلسعها النار حين لامست الصاج على غفلة،  " وتواصل" لسعة الجوع والحاجة أشد من هذه(تقصد النار)، وتفصل" لدي 10 أفراد أصغرهم توأم عمره 4 شهور ونصف" وزوجي يأخذ معاشا من الشؤون، لا يكفي لاحتياجات أسرتي الكبيرة، وديوني فاقت ال900 شيكل، ثمن بامبرز وحليب للتوأم".

وتتفاقم حياة سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليون و700 نسمة، وانهارت أحلامهم بشان المصالحة التي ظنوا أنها ستجلب لهم العمل وسترفع الحصار وتفتح المعابرـ إلا انه حتى الآن لا يحدث شيئا على أرض الواقع.

أم محمد، زوجة شابه، وهي تنضم لأول مرة للعمل، وتقول" فكرت كثيرًا في كيفية تأمين مصاريف أسرتي وزوجي متعطل، لم يعد احد يدّاينا، حتى طرقت باب أم مؤمن للبحث عن فرصة عمل لديها، لمعرفتي المسبقة بعملها في رمضان: وتضيف " رفض زوجي خروجي من البيت في البداية لان لدي طفلة صغيرة لم تتجاوز العام إلا إنني أقنعته بعدم جدوى إقامتي مع صغاري دون القدرة على توفير الأكل والملابس والحياة لهم".

في غرفة أخرى مجاورة، تعمل أم مؤمن ونساء صغيرات على تقطيع العجينة بعد خبزها ثم تغليفها في علب خاصة تحمل أسمها، تقول زويده البريم،أم مؤمن،  صاحبة فكرة المشروع " يعمل لدي نحو 20 سيدة و10 من الشباب يعملون كبائعين متجولين، استطعت على مدار أكثر من 15 عامًا أن أكسب ثقة الزبائن وأصبح لدي سمعة طيبة في السوق إلا أنها تبحث عن دعم يجعلها تنهض بمشروعها على الأقل مكان بمساحة أوسع تستطيع أن تستوعب عدد النساء اللواتي يبحثن عن فرصة عمل لديها في مثل هذا الوقت.

وتضيف"  في شهر رمضان من كل عام، أحول بيتي إلى مصنع- كما تري- وهذا يرهقني طيلة الشهر، ولكن ليس بإمكاني تأجير مكان مستقل، فانا ليس لدي رأس مال، اشتري المواد الخام من  التجار بالدّين قبل رمضان وحين اجني من البيع أسدد بالتقسيط" .

ترد أم مؤمن على اتصال هاتفي لأحد الزبائن، وتواصل" يسأل البائع عن كمية من السمبوسك، أكبر مما تم إرساله له، حسب مجهودنا وطاقتنا نعمل على إنتاج 500 حبة سمبوسك في اليوم مع العلم أن السوق يطالبني ب 1000 حبة في اليوم، ضيق المكان لا يستوعب عدد من العاملات لإنتاج ما هو مطلوب" .

عبد الله سلمان 17 عاما ترك المدرسة قبل أعوام إلا انه لم يجد فرصة عمل وعمل لدى أم مؤمن في شهر رمضان بائع متجول للسمبوسك.

يقول عبد الله "من 3 سنوات في مثل هذا الشهر اعمل على بيع السمبوسك نظير 30 شيكل لليوم حسب حالة السوق ويضيف أقوم بتحويش المبلغ لأشتري ملابس العيد كما انوي أن اشتري توكتوك للعمل عليه".

 

 

 

 

 

كاريكاتـــــير