غزه " خاص نوى ": خمسون عاما من النضال امضاها العقيد أبو شادي الذي إنغمس بالعمل الثوري حيث سجن وأبعد ، وشرد ،وتعرض لاقامة جبرية، وتم نفيه ، ورغم ذلك لم تثنه جراحه عن مواصلة المسير وتكللت فرحته بالعوده الى أرض الوطن . أبو شادي متقاعد عسكري عاد إلى أرض الوطن وكل حلمه ان يمتلك بيتًا في وطنه الذي طالما ناضل من أجله , ولكن مع راتبه المتدني لم يستطع شراء المنزل . وقال: نظرًا لتدني الرواتب ذهبت أحلامي أدراج الرياح ومضت السنين وأنا أنتظر خروجي للتقاعد لشراء المنزل بمكافأة نهاية الخدمة, ولكن نتيجة تأخير صرف مكافأة نهاية الخدمه اضطررت لاخذ قرض من أحد البنوك لشراء المنزل مما أدى الى مزيد من الأعباء الماديه علي . وأضاف : الآن أعاني الأمرين حيث أني أدفع أجرة منزل وأسدد القرض وأنتظر مكافأة نهاية الخدمة لإنهاء بناء البيت ناهيك عن الغلاء الفاحش في الاسعار وتابع : " لدي ابناء بالجامعه وهذا أرهقني مادياً وحملني أعباء إضافيه. وتسآل ابو شادي وعلامة التعب بادية على وجه ارهقته السنين :" نحنا قدمنا اعمارنا وارواحنا فداء الوطن أيعقل أن يكون هّذا تكريم الحكومه لنا؟ ويقول اللواء ركن ربحي عرفات رئيس هيئة التقاعد بالمحافظات الجنوبيه: أن المتقاعدين يطالبون بمستحقاتهم لإكمال بيوتهم و تزويج أبنائهم ولكن للأسف لايوجد نقود . وأصبح المتقاعدون يموتون الواحد تلو الاخر وأصبح المقر العام للمتقاعدين عباره عن زيارة مأتم للذين يتوفون. وقال :" بَلغ عدد المتقاعين العسكريين في حدود 4500، وحوالي 3000 في الضفه، و2000 في الشتات . وأضاف: أصدر الرئيس محمود عباس بتاريخ 20/5/2009 قرار بصرف مكافأة نهاية الخدمه على أربع دفعات، ولكن حتى هذه اللحظه لم يصرف الا بحدود 35% من هذه المكافأة وهذا شيئ غير معقول. حيث اجتمعنا كهيئة متقاعدين مع رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله وناقشنا موضوع مكافأة نهاية الخدمة ولكن لم يتم صرف أي شيء على الإطلاق ولم يتم الإستجابة لمطالباتنا ولم يتم اعطاء اي دفعة من مكافاة نهاية الخدمه التي نص عليها القانون.
وأضاف اللواء عرفات أن احد الحلول المقترحه التي نطرحها كمتقاعدين هو أخذ قرض من احد البنوك بضمان تغطية الحكومه له في حال توفر السيوله اللازمه من قبلها لسد القرض ، وتابع : حاولنا معاودة اللقاء برئيس الوزارء لكن محاولاتنا باءت بالفشل .
واتهم عرفات الحكومة بالتقصير بحق شريحة المتقاعدين العسكريين اللذين أفنوا أعمارهم في الدفاع عن القضية والوطن وأضاف : على الحكومة الاحتفاء بهم وتكريمهم لا اهانتهم وتهميش دورهم الحياه سياسيا وحياتيا ، وأضاف أن بعض المتقاعدين حصلوا على مكافأة نهاية الخدمة بالواسطة والمحسوبية .
وقال عرفات : نفكر جديا بإجراء إعتصام مفتوح للضغط على الحكومة لإعطائنا حقوقنا التي كفلها لنا القانون.
وفي رد مقتضب قال المتحدث بإسم الحكومة دكتور إيهاب بسيسو في إتصال هاتفي أن هناك إهتمام من قبل الحكومة بالمتقاعدين العسكريين ولكن هناك تحديات مالية تواجه الحكومة الفلسطينية الحالية نتيجة عدم إنتظام الدعم الخارجي وسياسة الاحتلال والإنقسام وهذه عوامل تؤثر على موازنة الحكومة وبالتالي ينعكس سلبا ًعلى بعض الإلتزامات التي تقوم بها الحكومة ومن ضمنها شريحة المتقاعدين ومكافأة نهاية الخدمة . وأضاف أن الحكومة ورثت دين عا م بقيمة 4.7 مليار دولار وهوالذي أوصلنا إلى ما نحن عليه . إلى أن بسيسو أكد عزم الحكومة صرف المستحقات للمتقاعدين في حال توفر السيولة اللازمة وأن الحكومة لا تنكر حقوقهم في صرف نهاية الخدمة، وهذا أمر ليس موضوع خلاف ولكن السلطة تمر بأزمة مالية خانقة. وفي معرض رده على نية المتقاعدين القيام بإعتصام مفتوح قال ان موقف الحكومة واضح في حال توفير السيولة اللازمة سيتم دفع كافأة نهاية الخدمة.
و يبقى الإنتظار سيد الموقف بين تحقيق مطالب كفلها القانون وحكومة لا تعطي سوى الوعود وأحلام متقاعدين في مهب الريح
