شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 مايو 2024م00:11 بتوقيت القدس

عائلات ما زالت متمسكة بها..

"الفول النابت" و"الترمس" كضيافةٍ للعيد بغزة

22 ابريل 2023 - 09:35

شبكة نوى، فلسطينيات: إلى جانب الشوكولاتة والكعك والمعمول، ما زال مكان الفول النابت والترمس محفوظًا على طاولة ضيافة العيد، في كثيرٍ من البيوت داخل قطاع غزة.

تقول حبيبة الوادية: "تشتري أمي الفول والترمس في منتصف شهر رمضان، لتبدأ بتحضيرهما قبل العيد بأسبوع، فأهمية هذه الضيافة في بيتنا لا تقل عن أهمية الكعك والمعمول".

ولعل البعض يتململون في الأعياد نتيجة إجبارهم على تناول الكعك كطقسٍ ضروريٍ في كل منزل، لكنهم عندما يصلون منزل الوادية يقولون: "ياااه، وأخيرًا سوف نأكل شيئًا آخر مختلف، الترمس والفول النابت، لقد مللنا الكعك والمعمول، ولم نعد نميز هذا الطعم من ذاك من كثرة تناولها".

المتتبع لثقافات بعض الدول العربية، يمكن أن ينتبه لوجود هذه الضيافة في جمهورية مصر العربية كأحد أهم طقوس الترحاب بالعيد منذ عشرات وربما مئات السنين، وهو ما يفسر وجودها بغزة التي خضعت للحكم المصري منذ عام 1948م، و حتى منتصف عام 1967م.

فهذه "العادة" وفق وصف حبيبة، توارثتها أمها عن جدتها، بحيث تخص نوعًا معينًا من الترمس "المر" الذي يحتاج لفترة أطول من النقع لتحليته، وهذا ما لا يتوفر "جاهزًا" في الأسواق.

وأما الفول فيتم نقعه لفترة بسيطة قبل سلقه ثم شواءه في الفرن، وتتبيله لاحقًا بالملح والليمون والكمون، وتقديمه مع شرائح الليمون، ما يجعل أي زائر في العيد يشتهيه، ويبتلع ريقه فور مشاهدته في الصحون.

 القناعة ذاتها لدى الأربعينية هداية محمد، التي تؤكد أن لا عيد بلا هذين الصنفين، وهما الأساس الذي بنيت عليه الضيافة في الأصل قبل سنوات بعيدة، "حينما كان الناس لا يبحثون عن تصوير كل كبيرةٍ وصغيرة" تقول.

وما زالت هداية تحرص على تجهيز الترمس ليلة العيد، بينما تشتري الفول النابت من أحد بائعيه الموثوقين في المدينة، بهدف تقديمه ضيافة أساسية في عيد الفطر السعيد.

تقول: "كبرت وأنا أرى والدتي تجهز كل عيد الترمس كصنف أساسي في ضيافة العيد"، ملفتةً إلى أن الكثير من الضيوف يفضلون تناول الترمس عن سواه من الأصناف التي تزين الطاولة، كونه يساعد على شرب الماء وتخليص الجسم من الأملاح.

قبل العيد بأيام، تبدأ هداية بتجهيز الترمس المر الذي يحتاج لأيام حتى يتخلص من مرارته، فيصبح جاهزًا للتقديم، وتقوم بنقعه بالماء وتغيير الماء عدة مرات قبل أن تقوم بغليه على النار وإضافة الملح، ليتم بعد ذلك تصفيته من الماء وإضافة الينسون، كي يصبح جاهزًا للتقديم.

وتنتعش حركة بيع الفول النابت والترمس الجاف قبيل حلول عيد الفطر، إذ لا يزال قطاع كبير من المواطنين يصر على تقديم هذه الأصناف في العيد، وما زالوا يتمسكون بهذه العادة التي انتشرت في قطاع غزة أثناء الحكم المصري الذي استمر لسنوات طويلة.

ويؤكد اختصاصيو الأغذية أن للترمس العديد من الفوائد التي تجعله أكثر من مجرد "تسالي للعيد"، إذ يحتوي على معادن وفيتامينات وألياف غذائية، وسعراته الحرارية قليلة، ولا يحتوي على الغلوتين، علاوة على أنه مدر للبول، ويساعد على التخلص من الأملاح الموجودة في الجسم، بالإضافة إلى أنه يعالج الإمساك، ويساعد في حماية الجهاز الهضمي من مشاكل الهضم وتشنجات المعدة.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير