شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م20:22 بتوقيت القدس

يجر عربة في السوق أو ينظف محلًا..

غزة.. حيث قد "يعمل" طفلٌ لشراء ملابس العيد!

07 ابريل 2023 - 15:22
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قطاع غزة:

أحلام الأطفال في هذه البلاد مبكية. يحار المرء من أين يبدأ؟ من طفلٍ يجرّ عربة بدائية لنقل بضائع الناس في الأسواق الشعبية؟ أم من آخر يكنس أحد المحال التجارية، ويرتب المنتجات بعد نبشها من قبل الزبائن، الذين يأتون غالبًا للفرجة بسبب الأسعار المرتفعة؟ أم من عند بائع المناديل الورقية على الطرقات، ذاك الذي لم يترك دعاءً لم يتفوّه به للمارة لإقناعهم بأن الشراء منه حسنة؟

حسنًا، تقول قصة الطفل منذر (14 عامًا)، وهو صاحب العربة التي يجر بها مشتريات الناس إلى خارج السوق، إنه بدأ العمل مع حلول شهر رمضان، كي يجمع المال من أجل توفير مدخولٍ ربما لا يعوّض في العام كله! به سوف يشتري ملابس العيد، ويتناول الحلوى ويعيّد أمه! هكذا أخبرنا.

منذر الطالب في المدرسة، والعامل بعد فترة الدوام، وجد من السوق مسرحًا يمكن أن يساعده في تحقيق "أبسط" أحلامه، فالتعب الذي يكسر ضهره يوميًا –وفق وصفه- لا يوازي تعب نفسيته حين لا يرتدي ملابس العيد الجديدة! أو حين يرى الألعاب بيد أصحابه ولا يتمكن هو من شرائها! حين يعود إلى منزله، ويجد والده عاجزًا عن توفير حياة كريمة له ولإخوته بسبب الفقر، الذي يضرب قطاع غزة المحاصر منذ 17 عامًا.

يضيف: "أعمل لساعات طويلة مقابل مبلغ بسيط من المال يصل أحيانًا إلى 5 شواكل، وفي أحسن الأحوال 10 شواكل، لكنني أحاول قدر الإمكان تجميعها كي أوفر ما يكفيني لشراء ملابس العيد".

ويتقاضى منذر شيكل واحد مقابل كل مرة يوصل فيها المشتريات إلى بيوت المتسوقين، حيث ينطلق مع الزبون الذي يأخذ جولته في السوق وهو يرافقه؛ ليضع حاجياته في عربة الطفل.

وليس منذر وحده من وجد في العمل بالسوق سبيلًا لرزقه، بل هناك أسامة الذي يقف على قدميه لأكثر من ثماني ساعات عمل خلال شهر رمضان، ينظف المحل الذي يعمل به وفق استطاعته. "وبرغم التعب، لكنني سعيد لأنني أحصل على قرشي بعرق جبيني" يعلق الطفل.

يقول: "أبلغ من العمر 13 عامًا، أكره المدرسة. يعمل والدي موظفًا بسيطًا، لكننا مثقلون بالديون. لدي ستة من الإخوة، والحمد لله تمكنت من تجميع 100 شيكل منذ بداية عملي في رمضان! 

ويزيد: "أتقاضى في اليوم الواحد قرابة الخمسة شواقل، لكن بعض الزبائن يكرمونني. فأشتري ما تطيب نفسي به، وأجمع ما تبقى لشراء ثياب جديدة، أو مساعدة أهلي في حال نفذ الدقيق".

مؤيد أيضًا (15 عامًا)، وهو بائع محارم في الطرقات منذ أربع سنوات، يقول: "الناس ينفرون مني، ولا يشترن برغم أنني أبيع ولا أتسول!". يبرر ذلك ساخرًا بالقول: "ربما لأنني أدعو للبعض، وأدعو على البعض الآخر؟". 

ويتابع الطفل: "الأمر ليس بيدي، بل أنا أعبر عن غضبي وغصتي من الحياة التي وضعتني في هذه الظروف"، مردفًا بقهر: "أكره العمل، وأكره المال في كثير من الأحيان. لكنني مجبر، فأنا الذي أعيل أسرتي برفقة والدي بائع المحارم أيضًا".

ويرى مؤيد في رمضان موسم رزقه، "فحركة التسوق مثيرة والشوارع مزدحمة"، حتى بالأطفال العاملين الذين يجد أنهم "يواسونه" في محنته هذه، لكنهم بالنهاية مجبرين!

كاريكاتـــــير