شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م22:01 بتوقيت القدس

مرضى السكر في رمضان.. "الصيام ليس مستحيلًا لو.."

31 مارس 2023 - 05:37

شبكة نوى، فلسطينيات: على سرير الشفاء تجلس مريم عبد الله (68 عامًا) تطالعُ صينية الطعام التي وضعَتها زوجة ابنها للتو بالقرب منها، وتبكي. الحاجة التي كادت تدخل في غيبوبة بسبب انخفاض مستوى السكر في دمها بالأمس، لم تهُن عليها نفسها -على حد تعبيرها- وهي التي لم تفطر يومًا في شهر رمضان مذ كانت طفلة.

لقد منعها الطبيب عن الصيام لأسبوعٍ على الأقل، حتى يستقر وضعها، وهذا ما جعل حالتها النفسية تسوء، لا سيما وأنها ستمسي الوحيدة "المفطرة" في البيت، الذي يعيش فيه ابنها وزوجته وأولادهما أيضًا.

تقول كنتها زهرة لـ"نوى": "ليلتها استيقظنا متأخرين للسحور، فلم تأكل ما يكفي من الطعام، ولم تشرب الماء حتى. طلب منها زوجي أن تفطر لكنها رفضت، وهذا ما حدث".

تصف السيدة الثلاثينية وضع حماتها قبل الإفطار بثلاث ساعات، بالقول: "بدت ضعيفةً للغاية، ثم تعرّق جسدها كثيرًا، شعرت بدوخة، وقالت إن رأسها سينفجر من شدة الصداع. بقيت على هذه الحال مدة ساعة، ثم بدأ لسانها يثقل، وتشوشت لديها الرؤية".

حينها، لم يجد الشاب بدًا سوى نقل أمه إلى المشفى، حيث أوصى الطبيب بإفطارها، ومنذ تلك اللحظة، ودموع الحاجة مريم لم تتوقف.

يواجه مرضى السكر، بعض الأخطار بسبب الصيام، الذي يؤدي غالبًا لانخفاض نسبة السكر في الدم، وهذا ما يدفع الأطباء إلى التوصية بإفطارهم لا سيما المصابين بالنوع الأول منه، لكن إصرار بعضهم على الاستمرار في الصيام، جعل من الضرورة بمكان، وضع شروطٍ وآليات تساعد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة، ما هي هذه الآليات؟ وكيف يستطيع مريض السكر إتمام صيام يومه بسلام؟ الإجابة ضمن هذا التقرير:

محاولات وسقطات

غادة، مريضة سكر شابة، لكن وبرغم وضعها الصحي السيء تصر على صيام اليوم كاملًا، حتى ولو بدأ مستوى السكر في دمها يختل آخر الوقت. تقول: "أحاول ترطيب جسمي بالكثير من الماء منذ الإفطار وحتى السحور. أركز على شرب السوائل، لكن مشكلتي الرئيسة تكمن في قلة الراحة، فأنا أعمل معلمة في روضة، وهذا يستدعي مغادرتي البيت باكرًا، ووقوفي طوال النهار للتعليم، مع كثير من الشرح والكلام، وهذا يستنزف طاقتي بصراحة".

ويقول الحاج محمد نعيم: "بصراحة، إذا رأيت الحلوى جرى ريقي، لا أستطيع المقاومة، وهذا ما يضيعني في النهار، حيث أتناول في الإفطار القطائف، والكنافة، وأشرب الشاي بسكر لتعويض السكر الذي أحرقه صيام النهار، لتكون النتيجة تعب شديد في اليوم التالي".

وصايا احترازية

من جانبها تقول أخصائية التغذية منى أبو ربيع لـ"نوى": هناك بعض الحالات التي يجب أن يتجنب مريض السكر الصيام فيها سيما اذا كان السكر يحرق بسرعة ومستوى السكر بالدم غير منتظم، و المرضى الذين يتعالجون بمضخة الأنسولين ، وغيرهم من المصابين  بمضاعفات أمراض القلب والكلى تجنب الصيام، وكذلك من يعانون من تلف الكلى كي لا يواجهوا أخطارًا قد تواجه حياتهم".

لافتة أن مريض السكر الذي ينوي صيام رمضان عليه الالتزام بنظام غذائي صحيح، واتباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بمواعيد وجرعات العلاج، مشددةً على أن الصائم، وبمجرد شعوره بهبوط معدل السكر في دمه، فإن عليه الإفطار فورًا للسيطرة على النسبة، ورفعها عن طريق تناول القليل من السكر أو قطعة من الشوكولاتة.

وتوصي أبو ربيع، بضرورة استبدال الحلويات التي يتم تناولها بين الإفطار والسحور، بأطعمة صحية مثل الفواكه أو الخضروات، أو استبدال القطايف بأخرى محلاة بقليل من العسل، وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان حتى لا تطول فترة الصيام، ملفتةً إلى ضرورة شرب الماء بكثرة في الفترة ما بين الإفطار والسحور، وتجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل القهوة والشاي "كونها تساهم في فقدان المعادن والأملاح الموجودة في الجسم".

وتزيد: "الراحة مهمة، وكذلك تناول الطعام ببطء حتى لا يعاني المريض من مشاكل أخرى في جهازه الهضمي، والاعتماد على مشروبات مرطبة وخالية من السكر، والابتعاد تمامًا عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات والملح مثل السمبوسة "وهي طبق يومي تقريبًا".

ونبهت إلى ضرورة تناول الخضار الورقية والفواكه الجافة يوميًا، واللحوم الخالية من الدهون كالدجاج منزوع الجلد، والأسماك، وتجنب الملح والطعام الحار والتوابل، "فتناول الطعام شديد الملوحة، سيؤدي إلى العطش بسبب سحب الملح الماء من الخلايا في الجسم" تقول.

وتشدد على ضرورة الالتزام بفحص مستويات السكر بالدم على فترات منتظمة، "فأخطر ما يمكن أن يحدث أثناء الصيام، انخفاض نسبة السكر في الدم، أو ارتفاعه، بالإضافة إلى الجفاف"، موصيةً بتناول اللبن بعد وجبة السحور لما لها من فوائد على مستوى الهضم، والتخليص من الحموضة، وترطيب الجسم طوال النهار.

 

كاريكاتـــــير