شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م08:16 بتوقيت القدس

خطبةٌ للصُم.. مترجمٌ يرافق الإمام في جُمَع غزة

29 مارس 2023 - 21:57

شبكة نوى، فلسطينيات: وأخيرًا، صار بإمكان الشاب رائد صافي (وهو من ذوي الإعاقة السمعية)، فهم ما يقوله خطيب الجمعة في المسجد الذي يرتاده، بعد أن كان يذهب إلى الصلاة ليؤدي الفريضة، ويعود دون أن يعي أي شيءٍ قيل.
ما تغير بالنسبة لـ رائد وغيره من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية اليوم، أنهم باتوا قادرين على فهم الخطبة بكافة تفاصيلها، بعد إطلاق مترجم لغة الإشارة بلال جابر، مبادرةً لترجمة خطبة الجمعة في مساجد غزة، لا سيما وأن له الكثير من الأصدقاء الصم.
يقول جابر لـ"نوى": "في البداية كانت مبادرتي شخصية كوني مترجم وصديق لمجموعة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، الذين كانوا قد عبّروا في أكثر من مرة عن استيائهم من عدم فهم الخطبة، وهذا ما دفعني للتفكير بترجمتها لهم"، ملفتًا إلى أن الأمر تطور بعد ذلك لينتابه شعورٌ عارم بأنه ملزمٌ بفعل شيءٍ أمام معاناة هذه الفئة في تلقي تعاليم الدين، والمشاركة الفعلية بصلاة الجمعة.
تواصل جابر مع أصدقاء مترجمين في محافظات غزة المختلفة، وطرح عليهم الفكرة التي لاقت استحسانًا كبيرًا، واندفاعًا من قبلهم حتى أصبح في كل محافظة، مترجمٌ داخل أحد المساجد وقت الصلاة".
بعد أن أصبحت المبادرة أمرًا واقعًا، طرح جابر الفكرة على الاتحاد الفلسطيني للصم، الذي يتبع له مترجمو لغة الإشارة، فوقّع بدوره اتفاقيةً مع وزارة الأوقاف، تقضي بتسهيل عمل المترجمين وحفظ جهودهم.
يلفت جابر إلى أن الأشخاص الصم لا يستفيدون بشكل مطلق من خطبة الجمعة، ورغم ذلك يحضُرون إلى المسجد طمعًا في تأدية الفريضة، كما أن لديهم نقص كبير في المعلومات الفقهية والدينية، قائلًا: "أشعر اليوم بالفخر كوني استطعت المساهمة في تغيير الواقع، ولو بنسبة بسيطة. صحيح أن المبادرة دينية في شكلها، لكنها إنسانية جدًا في مضمونها".
ويتابع: "لا يمكن أن تتخيلوا كيف يلتف حولي الأشخاص الصم، وكلهم لهفة لتلقي معلومات دينية كانوا غير قادرين على الحصول عليها وقت الخطبة"
بدأت المبادرة بخمسة مترجمين، ثم تضاعف العدد إلى عشرة، فأصبح لكل محافظة في قطاع غزة مترجمين اثنين، يعملون على إيصال المعلومة بلغة الصم قدر المستطاع.
يطمح جابر إلى تطوير المبادرة لتشمل النساء من ذوات الإعاقة أيضًا خلال الفترة القادمة، وإعداد حلقات خاصة في الفقه الإسلامي تُعقدُ في مراكز الصم بغزة.

كاريكاتـــــير