شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 26 ابريل 2024م00:05 بتوقيت القدس

عن بهجة "رمضان".. في حارات غزّة "الملوّنة"

28 مارس 2023 - 11:50

شبكة نوى، فلسطينيات: أهلة وفوانيس مضيئة، وحبال زينة، وأخرى للإضاءة، وجدران وأبواب وشبابيك، طُلِيَت بألوان تبعث على الراحة والطمأنينة، أزرق، وزهري، وأخضر، وأصفر. تقليدٌ بدأ في حي تل الزيتون بمدينة غزة، بمبادرةٍ من الحاج أبو عبد الله الصعيدي (65 عامًا) الذي بدأ بتزيين منزله من الداخل، وأكمل طلاءه بالألوان، ووضع أُصص الزهور ذات الألوان الزاهية في الخارج.

ما أن تدخل الحي حتى تجذبك الألوان التي تحيط بك من جميع الجوانب. يقول الصعيدي: "يمكن للإنسان أن يصنع الفرحة بأبسط الأشياء، من تزيين وتلوين الفخار، أو تزيين أخشاب المشاطيح والكوشوك، وإعادة تدويرها لصنع زينة غير مألوفة".

ولاقى تزيين الصعيدي منزله استحسان الجيران الذين غبطوا المشهد، يضيف: "هذا جعلني أفكر بضرورة استكمال المبادرة، فتوجّهت إلى البلدية التي ساهمت في تنفيذ المبادرة بتوفير الطلاء ومواد التلوين، وترميم البنية التحتية، وتركيب البلاط والإضاءة".

يتمنى الصعيدي أن تنتشر المبادرة بشكلٍ أكبر في كل أرجاء فلسطين، لما لها من انعكاسات نفسية إيجابية على الكبار والصغار في آن واحد.

الفنان أيمن صلاح الحصري الذي رسم لوحات فنية على جدران الحارة الملونة بتكليف من بلدية غزة، حاول منح بصيص أمل للمارة من خلال جداريات رسمها، وكتب عليها بعض العبارات التي تدفعك تلقائيًا للابتسام والتفاؤل، مثل "حلوة يا بلدي".

المبادرة انتقلت لأكثر من حيٍ وحارة، تحديدًا في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، إذ شرع الشاب محمد أبو مصطفى بذات المبادرة في المخيم غربي المدينة، في حين أطلق الشاب محمد شبير مبادرة شبيهة في حارة شبير وسط المدينة.

"رمضان هذا العام في حارتنا غير"، تقول سمر فايز بينما تزين ابتسامةً مُبهجةً وجهها، فجدران ومداخل الحارة زُينت بالألوان والرسومات، "وهذا كفيلٌ بتغيير المود" تقول ضاحكة.

لكم أن تتخيلوا كيف تحولت الجدران الصماء التي لا روح فيها، إلى جدران تضج بالحياة، بعد أن زُينت بأجمل الرسومات، والألوان الزاهية وخطت عليها كلمات الترحيب بالشهر الفضيل.

تضيف: "الكبير والصغير فرح بهذا الشهر الذي جلب معه الخير والسعادة لحارتنا، بأبسط الأشياء. نحن متعطشون للفرح وأطفالنا كذلك، كانوا سبّاقين للعمل  والمساعدة بكل جد قبيل قدوم الشهر، الجميع عمل كخلية نحل حتى أُنجِزَت المهمة، وعمّت البهجة كل البيوت، ولم يبخل أي ساكن في الحارة بالمساهمة بالمال أو العمل".

وتتابع: "تزيين الحارة وتلوينها غيّر ملامح الشهر الفضيل، حتى أن طفلي ذو العشر سنوات لم يكن يخرج من المنزل، وكان يقضي كل وقته على الهاتف النقال، اليوم أصبح دائم التواجد في الحارة، ويشارك في الجلسات التي تبدأ بعد صلاة التراويح، ويشارك فيها الكبار والصغار".

بإمكانيات بسيطة، واجتهادات فردية وجمعية، تمكّنَ هؤلاء المبادرون من صنع تغييرٍ أضفى بهجة إضافية لشهر رمضان المبارك، وبعث على السعادة والفرحة، لا سيما في عيون الأطفال الذين يتوقون للأمن والاستقرار.
 

كاريكاتـــــير