شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م16:12 بتوقيت القدس

غرق مئات الدونمات وسط غزة أضاع تعب شهور في غمضة عين

02 يناير 2023 - 11:49

شبكة نوى، فلسطينيات: "أتت المياه على كل شيء، كانت سيول جارفة، جرفت الأخضر واليابس" قال المزارع شادي الراعي بينما يضرب كفاً بكف.

كان يسير في المياه بعد يومين من المنخفض الذي ضرب قطاع غزة، ما زالت المياه تغطي الأرض الزراعية التي تحولت في غمضة عين إلى برك من الماء، والوحل والطين، قال بينما يقاوم انغراس قدمه في الوحل:" لم نستطيع بعد أن نحصر الأضرار والخسائر التي أتت عليها مياه الأمطار، لكن يمكن القول إن الموسم قد ضرب في مقتل قبل حتى أن يبدأ".

يضيف:" كل مزروعاتنا المكشوفة أغرقت بالمياه، المزروعات الحقلية كالملفوف والزهرة والفلفل، الكوسا، ولا زالت تغمرها المياه حتى بعد أيام من انتهاء المنخفض، حتى الدفيئات المغطاة لم تسلم واقتحمتها المياه محدثة أضرار بالغة فيها، سيما وأن العاصفة قد تسببت في تطاير أجزاء كبيرة منها".

يتابع بأسى:" لا مصدر رزق لنا أنا وأبي وإخوتي سوى الزراعة التي نعمل بها منذ وجدنا على هذه الحياة، ولا نعرف عملاً سواها، ومنذ بداية الموسم ونحن ننتظر وقت الحصاد، بعد أن وضعنا فيها كل ما نملك، ليأتي المنخفض ويفتح الاحتلال العبارات وتغرق المياه الأرض بمزروعاتها".

يمتلك شادي عشر دونمات مزروعة بمختلف أنواع الخضروات ويقدر تكلفة الدونم الواحد حتى موعد الحصاد بـ 1500 دولار

غير بعيد من شادي يقف أحمد بشير مزارع 29 سنة مذهولاً بكم المياه التي اجتاحت المنطقة ولم تترك متر واحد دون أن تغمره، حتى المنازل لم تسلم، يقول لـنوى:" نحن لا نكره المطر، وهو بالنهاية رزق من الله، لكن الخلل يكمن في استعدادات البلدية لمثل هذه المنخفضات، التي تستوجب تنظيف سابق للوادي، حتى تسير المياه في مسارها الطبيعي".

لافتاً أن المواطنين يلقون بمخلفات منازلهم وأراضيهم في الوادي، ما يعيق مرور المياه فتنكسر المياه على الأراضي والبيوت.

يتابع:" امتلك مزرعة من الأغنام أنا وشريك لي، وبالكاد تمكنت من إنقاذ الأغنام ووضعها في طابق علوي من المنزل، لكنني خسرت رأسين من الأغنام خلال المنخفض، بالإضافة لأضرار في دفيئتين زراعيتين غمرتهما المياه بالكامل، ما يعني أن هذا الموسم من البندورة قد أصبح في خبر كان"

ويطالب بشير والراعي الجهات المعنية بضرورة العمل على وضع حل جذري لمشكلة فتح العبارات من الاحتلال.

من جهته أكد المهندس أشرف أبو سويرح مدير زراعة الوسطى أن الاحتلال فتح العبارات المقابلة للمنطقة الوسطى في قطاع غزة، مخلفاً أضرار بالغة في مئات الدونمات الزراعية ناهيك عن منازل المواطن التي أغرقت بمياه الأمطار.

ولفت أبو سويرح أن هذا المنخفض يتمثل ضرره في شقين، الأول وهو م سببته العاصفة التي تزامنت مع المنخفض والتي أدت لتطاير مئات الدفيئات في عشرات الدونمات، بينما الأخطر هو ما تمثل في سياسة الاحتلال الذي يحارب الوجود الفلسطيني بشتى الطرق، إذ يقوم بوضع مصدات للمياه على منبع وادي غزة ووادي السلقا الذي ، وبالرغم من أن هذه المياه هي حق فلسطيني لكن  الاحتلال يتعمد سرقتها عبر برك لتجميع مياه الأمطار بمحاذاة قطاع غزة، وعندما يحدث فائض في المياه يقوم بفتح هذه المصدات التي تغرق الأراضي والبيوت في المنطقة الوسطى، كون الوادي لا منفذ له على البحر.

وحذر أبو سويرح من تبعات هذه المنهجية التي يتبعها الاحتلال والتي يمكن أن تحدث انجراف للتربة وغرق للخضار الحقلية المكشوفة بصفة عامة والقمح والشعير ونفوق بعض الحيوانات عند المزارعين، سيما وأن الكمية التي غمرت المنطقة الوسطى خلال المنخفض كبيرة جدا وتم فتحها بدون سابق إنذار.

وقال:" في الوضع الطبيعي لا تحدث أي إشكاليات، لكن عندما يتم فتح خمس أحواض لتجميع الأمطار مرة واحدة لا يمكن مواجهتها لافتاً أن كمية المياه التي غمرت أراضي المزارعين وصلت لحد لم تصله منذ عشرات السنين.

كاريكاتـــــير