شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م07:19 بتوقيت القدس

ينغّصها جنود الاحتلال بتواجدهم المكثّف..

بهجةٌ على هيئة أُمسِية رمضانية في "باب العامود"

13 ابريل 2022 - 12:41
الصورة نقلًا عن وكالة وفا
الصورة نقلًا عن وكالة وفا

القدس:

ما إن ينتهي المقدسيون من تناول طعام الإفطار، حتى يهرعوا إلى منطقة باب العامود للاحتفال بأجواء شهر رمضان المبارك. هناك حبال الزينة المعلّقة زاهية الألوان، والأضواء التي لا تنطفئ، والمهرجون الذين ينتشرون في كل مكان، وباعةٌ جوالون يجدون في هذه الأجواء متسعًا للربح.

هذه البهجة ينغّصها التواجد اليومي المكثّف لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحيط منطقة ساحة باب العامود بالحواجز الحديدية، وتعتدي بشكلٍ دائم على روّاد المكان، وتعتقل العشرات منهم منذ اليوم الأول من الشهر الكريم حتى الآن.

ويعدّ باب العامود أكبر أبواب مدينة القدس وأجملها، وهو المدخل الرئيس إلى المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، وحائط البراق، ومنه يمكن النفاذ إلى سوق خان الزيت، وسوق العطارين، وسوق اللحامين، وسوق القطّانين، وسوق الصّاغة، وسوق الحُصُر، وأيضًا إلى حارة النصارى يمينًا، والحي الإسلامي يسارًا، وهو قبلة كل القادمين إلى المدينة المقدسة، والمكان الأكثر ازدحامًا.

الشاب المقدسي محمد غيث، وبمجرد أن أنهى تناول إفطاره في بيته بالبلدة القديمة، انطلق صوب باب العامود ليشارك في هذه الأجواء برفقة أصدقائه.

يقول لـ"نوى": "تختلف أجواء رمضان في القدس، خاصةً في منطقة باب العامود، عنها في أي مدينةٍ فلسطينية أو عربية أخرى، حيث يعمل أهل المنطقة على تزيين المكان قبل قدوم الشهر بعدة أسابيع، بما في ذلك البلدات المحيطة، مثل البلدة القديمة، وحارة السعدية، وغيرها".

باب العامود أجمل أبواب القدس وأكبرها -كما يوضح غيث- ويعمل المقدسيون على تزيين بسطات البيع أيضًا لاستقبال المصلين قبل الإفطار وبعد صلاة التراويح، وتتضمن البسطات مشروبات وحلويات، وكعك مقدسي، والعديد من المبيعات الأخرى.

وتشهد ساحة الباب -وفقًا للشاب- أمسيات رمضانية رائعة، افتتحها المقدسيون بإنارة أكبر فانوس رمضاني في منطقة باب حِطّة القريب من باب العامود، وقد تمت إضاءته بحضور آلاف الفلسطينيين، وبحضور فرقة القدس، التي تنشد هناك العديد من المقطوعات الدينية والوطنية بشكل يومي.

ويضيف: "وتُحيي فرقة كشافة الهلال المقدسي الأمسيات بعزف المعزوفات الوطنية المتنوعة، انطلاقًا من مقر النادي حتى باب العامود، وهناك يُعزف السّلام الوطني وصولًا إلى المسجد الأقصى المبارك".

لكن ما ينغّص على المقدسيّين احتفالاتهم؛ إصرار جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يحيطون الساحة بحواجز حديدية، على الاشتباك مع الفلسطينيين والاعتداء عليهم، والتعدّي عليهم بالضرب والسحل والرصاص المطاطي والاعتقالات اليومية، بهدف تفريغ المكان من الناس ودفعهم إلى عدم القدوم.

أما الشابة المقدسية آلاء خضر، التي تناولت طعام الإفطار في باحات المسجد الأقصى المبارك، وقضت وقتًا جميلًا مع عائلتها في منطقة باب العامود، ثم عادت إلى بيتها في مخيم شعفاط، فتقول لـ "نوى": "إن أجواء الاحتفال بشهر رمضان المبارك جميلة في كل مدينة القدس وبشكل خاص في البلدة القديمة ومنطقة باب العامود، فالأوقات العادية لا تشهد تواجد مثل هذا القدر الكبير من الناس الذي يتوافدون إلى القدس من داخل المدينة، ومن الضفة الغربية، ومن الداخل المحتل، ما يجعل الحركة الاجتماعية والاقتصادية منتعشة بشكل كبير".

ويُحسن أهالي القدس استقبال الناس من كل فلسطين خلال شهر رمضان المبارك، وكما تروي خضر، فإن تزيين حارات القدس تبدأ قبل شهر رمضان؛ حيث يجمع الأهالي من العائلات التبرعات لتوفير الزينة، ويستعدّون لاستقبال الناس من كل مناطق فلسطين، خاصةً بالنسبة للبيوت القريبة من أبواب المسجد الأقصى، حيث يوزّعون التمر والقهوة ترحيبًا بهم، "إلا أن الاحتلال لا يتركهم وشأنهم، بل يعمد إلى إعاقتهم، والتنغيص عليهم، ومنعهم من توزيع القهوة أيضًا" تضيف.

تتابع آلاء: "يتجمع الناس في ساحة باب العامود قبل الصلاة وبعدها ليحضروا الأمسيات الاحتفالية التي ينظمها الناس بشكلٍ عفوي"، فعقد الفعاليات المنظمة والكبيرة يحتاج إلى تصريح من الاحتلال، وهو ما يرفضه الناس والمؤسسات الفلسطينية، الذين يقاطعون الأنشطة التي تعلن عنها بلدية الاحتلال.

ومع ذلك فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى تكثيف اعتداءاته على المواطنين المقدسيين، وكما تذكر آلاء فإن العام الماضي شهد الكثير من المواجهات بسبب إغلاق الاحتلال للمنطقة، ومنع الناس من إحياء رمضان هناك.

وتكمل: "صحيحٌ أنهم رضخوا هذا العام ولم يغلقوا؛ ولكن كثّفوا تواجدهم العسكري سواءً من قبل الجيش أو الشرطة والقوات الخاصة ووحدات المستعربين، وزادوا من مضايقاتهم على المصلين والمحتفلين، واعتقلوا الكثيرين، وكل هذا من أجل التنغيص على الناس.

رمضان في القدس غير، فيه المسجد الأقصى المبارك وهذا سببٌ كافٍ، تُضاف إليه الحركة النشطة للفعاليات الترفيهية والوطنية والثقافية التي يحضرها أناسٌ من كل ربوع فلسطين.

أجواءٌ وصفها يكفي لأن يهفو القلب دومًا نحو المدينة التي يحرم الاحتلال جزءًا كبيرًا من الفلسطينيين زيارتها.

صور من أمام باب العامود نقلًا عن وكالة الأنباء الرسمية وفا:

كاريكاتـــــير