شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م16:51 بتوقيت القدس

لا أخبار عنهم منذ فبراير!

تُرى.. كيف يواجه الأسرى الفايروس المُخيف؟

27 مارس 2020 - 21:51

شبكة نوى، فلسطينيات: "لا أعرف عنه أي شيءٍ منذ ما يزيد عن أسبوعين، حتى محاموه منعوا من زيارته كما كل الأسرى، لكن ما زادَ الأمر سوءًا بالنسبة له وللأسرى المعزولين في سجن هادريم، هو عدم امتلاكهم لأي وسيلة اتصال نطمئن عليهم من خلالها" بهذه الكلمات، بدأت زوجة الأسير مروان البرغوثي المعتقل منذ عام 2002م حديثها لـ "نوى".

البرغوثي التي تمكنت في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، من زيارة زوجها بعد 33 شهرًا من المنع، لم تره منذ شباط/ فبراير الماضي، حينما أُبلغت من خلال الصليب الأحمر بتوقف الزيارات حتى انتهاء أزمة جائحة فايروس كورونا المستجد.

تقول: "من الطبيعي أن أقلق عليه وعلى كل الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال اليوم، لطالما خاض الأسرى إضرابات متتالية من أجل تحسين ظروفهم داخل السجون من حيث الرعاية والاهتمام، لكن هذه المعركة يواجهون فيها عدوًا برأسين، قسوة الاحتلال والفايروس اللعين أيضًا الذي لا يعرفون طريقة للتعامل معه"، مشيرةً إلى إجراءات إدارة سجون الاحتلال التي تزيد من خطورة العدوى على الأسرى في ظل الافتقار للرعاية الطبية.

وتضيف: "لا يخفى على أحد الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأسرى في السجون الإسرائيلية، والتي لا تصلح لاستمرارية الحياة في الظروف الطبيعية، فكيف سيكون حالهم في حال تفشي كورونا؟".

مخاوف البرغوثي جعلتها تطلق نداءً للمطالبة بالإفراج عن كافة الأسرى، خاصة كبار السن والمرضى والأسيرات والأطفال، تضيف: "الأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية، مطالبة بالتدخل والضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى في ظل هذا الوباء العالمي".

بعد انتشار "كورونا" بدأت إدارة السجون الإسرائيلية فرض المزيد من القيود على الأسرى الفلسطينيين في سجونها، مما أثار مخاوف ذوي الأسرى من تفشي المرض في ظل الإهمال المتعمد بحق الأسرى والمرضى منهم تحديدًا.

هذه المخاوف انتقلت أيضًا لوالدة الأسير ضياء الأغا، الذي أمضى في سجون الاحتلال 28 عامًا، تقول لـ "نوى": "ما يزيد الأمر سوءًا، ويعظِّم مخاوفي، هو انتشار الفايروس في أوساط الإسرائيليين أنفسهم، ما يعني إمكانية تعريض حياة الأسرى للخطر، خاصة في ظل حالة الإهمال الصحي المتعمد التي لا تخفى على أحد بحق الأسرى الفلسطينيين".

وتتمنى أم ضياء الأغا، كما كل أمهات الأسرى أن يتم الضغط على دولة الاحتلال للإفراج عن كافة الأسرى حفاظًا على حياتهم، في وقتٍ لا تدري هي ما يمكنها أن تفعل لتحمي ابنها، وجميع الأسرى "الذين باتوا يواجهون عدوين في آنٍ معًا" تزيد.

ومنعت إدارة السجون 170 صنفًا من الأغذية ومواد التنظيف والمعقمات من الوصول إلى مقاصف السجون، فيما سمحت لهم فقط بشراء أصناف معينة "وهذا ما أضاف على كواهل أهاليهم أثقالًا أخرى من القلق والخوف".

ونشرت منى جعابيص، شقيقة الأسيرة إسراء جعابيص، فيديو عبرت خلاله عن قلق عائلتها على شقيقتها بعد ثلاثة أسابيع من انقطاع التواصل معها، ومنع المحامي الخاص بها من زيارتها، مطالبةً بإيجاد بدائل للتواصل مع شقيقتها في الأسر في ظل منع الزيارة حتى انتهاء جائحة كورونا، "كالاتصال الهاتفي على أقل تقدير، لتطمئن قلوب أهالي الأسرى على أبنائهم".

من جهته شكك الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة، في مصداقية كل ما يصل من أنباء خلال الوقت الحالي حول الأسرى، كونها كلها تأتي من مصادر إسرائيلية، مؤكدًا أن على القيادة الفلسطينية اليوم مواصلة الضغط من أجل إشراكها في متابعة ظروف الأسرى الصحية، وإجراء الفحوصات المستمرة لهم، مع التأكيد على تخفيف الاكتظاظ في العنابر.

وأوضح فروانة، أن "إسرائيل" تمنع دخول الكلور للعنابر والأقسام في السجون، بذريعة أنه يشكل خطرًا على شباط السجن، رغم كونه الوسيلة الأنجع للتعقيم، "ما يؤكد أن الأوضاع في أوساط الأسرى متردية، من حيث الرعاية والوقاية من فايروس كورونا" يضيف.

 وطالب فروانة السلطة الفلسطينية، بالضغط من أجل الإفراج عن كافة الأسرى، سيما المرضى والأطفال والأسيرات بشكل فوري.

وتضم السجون الإسرائيلية –تبعًا لمركز الأسرى للدراسات- داخل جدراتها 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 700 مريض، و180 طفلًا و42 أسيرة، بينهن 17 أمًا يعشن حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد والتوتر والتفكير المستمر بأحوال أبنائهن وكيفية سير حياتهم، سيما في ظل الحديث عن تفشي فايروس "كورونا".

ومع تزايد القلق بعد انتشار كورونا في "إسرائيل"، تجري مطالبات بضرورة تغيير النظام الغذائي داخل المعتقلات، وتحسين الطعام لتقوية المناعة لدى الأسرى، وإنهاء مشكلة الاكتظاظ داخل العنابر، وزيادة ساعات الفورة ليتعرض الأسرى لأشعة الشمس، بالإضافة إلى تطهير المرافق، وإجراء فحوصات دورية للسجانين والسجانات، ووقف جميع إجراءات القمع والاقتحام، وإنهاء السجن الانفرادي.

بدوره، طالب د.رأفت حمدونة المتخصص بشئون الأسرى، منظمة العفو الدولية، والمؤسسات الحقوقية المعنية، بضرورة الضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عن الأسرى المرضى، "ذلك لما يحتاجونه من رعاية خاصة بسبب ضعف المناعة لديهم، وعلى رأسهم الأسير فؤاد الشوبكي الذي تجاوز الثمانين، ويعاني من أمراض تهدد حياته بكل لحظة".

كاريكاتـــــير