شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م13:13 بتوقيت القدس

هكذا شوّهت حُقَن "الشباب" ملامح مستقبل سيداتٍ بغزة

15 اكتوبر 2019 - 15:27
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شبكة نوى، فلسطينيات 

لم تتخيل العشرينية ليلى –اسم مستعار- أنّ توجهها إلى أحد مراكز التجميل في قطاع غزة، لإزالة الهالات السوداء تحت عينيها سيكون بدايةً لمشكلاتٍ صحيةٍ جمّة.

بدأت الحكاية مطلع شهر يناير/كانون ثاني من العام 2019م، حينما وصف لها طبيبٌ هناك "حقن الكولاجين" بأنه كما "قلع شوكة"، تبدّدت مخاوفها واطْمأنّت، وسلّمته مصير وجهها الذي تحوّل إلى كتلة لهب، بعد ثلاث جلسات لم تفلح أياً منها في إخفاء التشوهات التي سببتها الحُقن.

بدأت الجلسة الأولى-والحديث لليلى- بسحب عينةٍ من دمها لفصل البلازما، وقبل الجلسة بنصف ساعة حقن الطبيب وجهها بمخدرٍ موضعي، بعدها بدأ باستخدام جهاز دائري يشبه المصباح اليدوي الصغير، في رأسه حُقنة تغذي الوجه بالبلازما مع التركيز على منطقة تحت العينين.

تقول: "صُدمت بعد انتهاء الجلسة عندما نظرت إلى وجهي في أقرب مرآة، تمازج اللونان الأزرق والأحمر، وبدا التشوّه واضحاً".

لم تكن ليلى الوحيدة التي وقعت ضحية عمليات حقنٍ خاطئة، فقد وصلت معدة التحقيق إلى حالات أخرى، رفضت غالبيتُهُن الحديث

لم تكن ليلى الوحيدة التي وقعت ضحية عمليات حقنٍ خاطئة، فقد وصلت معدة التحقيق إلى حالات أخرى، رفضت غالبيتُهُن الحديث، متذرعاتٍ بحساسية القضية، ما عدا الثلاثينية (س.ن) التي أكدت أنها ذهبت إلى أحد أطباء الجلدية لتتعالج من آثار ندوب أعلى الجبهة، حصلت بفعل حقن خاطئ لـ "الكولاجين" في أحد مراكز التجميل المعروفة بمدينة غزة.

تشوهات وندوب

بالعودة إلى قصة "ليلى"، فقد أخبرها الطبيب بأن تلك الآثار "الطبيعية" ستزول خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر. مر أسبوع فآخر، والأمور لم تتغير، تعطّلت حياتُها، لم تعُد تجرؤ على الاقتراب من باب المنزل، فتغيبت عن محاضرات الجامعة وامتحاناتها، أما خطيبها، فلم تعد تقنعه الحجج، بات مستقبلُها مهدداً بما تحمله الكلمة من معنى.

لم تفلح كل مستحضرات التجميل المؤقتة وحتى المراهم الطبية في إخفاء البقع، وحين هاتفت المركز تتساءل :"إلى متى؟" جاءها الرد بارداً "الأمر طبيعي، البشرة تعرضت لصدمة بسبب نقص الكولاجين، وها هي البلازما تعمل على تكوينه من جديد".

اقتنعت الشابة المنهارة نفسياً بضرورة إجراء جلسات أخرى للحصول على النتيجة المطلوبة، ثلاث جلساتٍ جديدة تكلفة الواحدة منها (200) شيقل، كانت الأخيرة قبل أيامٍ من حفل زفافها الذي تم بتاريخ 22 نيسان/ أبريل لعام 2019م، وحصلت فيها على نتيجة أسوأ.

ولذات السبب "الهالات السوداء" خضعت الشابة الثلاثينية (ت.ف) لعملية حقن فاشلة، لتخرج عوضًا عن ذلك بندوب لم تفلح محاولات "طبيب مختص بأمراض الجلدية والتجميل" في تخليصها منها.

توصلت معدة التحقيق إلى حالتين تعرضتا لحقنٍ تجميليٍ خاطئ في أحد مراكز التجميل المعروفة جنوب قطاع غزة، ويديرها طبيب نساءٍ وولادة

وفي إطار عملية البحث المستمرة، توصلت معدة التحقيق إلى حالتين تعرضتا لحقنٍ تجميليٍ خاطئ في أحد مراكز التجميل المعروفة جنوب قطاع غزة، ويديرها طبيب نساءٍ وولادة، ولكنهما رفضتا الإدلاء بمعلومات حول ما حدث لهن، مكتفياتٍ باللجوء إلى القانون حين تقدمن بشكوى للنيابة العامة، حصلن على إثرها على تعويض مالي من صاحب المركز، مقابل الالتزام بعدم الحديث للإعلام أو التشهير به.

لا يُتقنها إلا أخصائي

ويقول طبيب التجميل والعلاج بالليزر د.جلاء تلمس :"عمليات التجميل بشكل عام والحقن على وجه الخصوص لا تخلو من الأعراض الجانبية، ومن المهم أن تعرف النساء اللاتي يزرن المراكز التجميلية بالأنواع المتعددة للحقن التجميلي والفرق بين كل منها ووظيفته".

وأوضح أن "الفيلر" على سبيل المثال، يستخدم مع الوجوه النحيفة لإعطائها هيئة الامتلاء، بينما يعمل "البوتكس" على شلّ حركة العضلات التعبيرية للوجه، المسؤولة عن ظهور التجاعيد بشكل رئيس، "وعند حقن البشرة بـ"البوتكس" يتوقف عمل العضلات فتختفي التجاعيد" يضيف.

أما بشأن مادة "الكولاجين" فيشير تلمس إلى أن الوجه يفرزها طبيعيَّا وهو ما يعرف بمادة (الهيرولِك أسِد) المسؤولة عن نضارة البشرة، والتي تقل كلما تقدم الشخص في العمر ما يؤدي إلى ظهور التجاعيد، وبالتالي تلجأ السيدات إلى عمليات حقن "الكولاجين" لإخفائها، منوهًا إلى أن هذه المادة كانت تؤخذ سابقًا كبروتين طبيعي من الحيوانات (كالأبقار) أما الآن فتصنع كيميائيَّا.

قد تصل خطورة الحقن غير التخصصي إلى حدوث تكتلات وتورم والتهابات

ويضيف أخصائي التجميل والعلاج بالليزر :"حقن البشرة بالكولاجين يحتاج إلى دقة كبيرة لا يتقنها إلا طبيبٌ مختص، فكل جزء يجب أن يحُقن كما الجزء الآخر، وفي عضلاتٍ محددة دون غيرها، وكلما كانت الحُقنة أكثر كثافة كلما كانت نتيجة فاعليتها أطول".

ويحذر تلمس وبشدة من توجه بعض السيدات إلى مراكز تجميل غير مختصة بالجراحات التجميلية وعمليات الحقن، ويزيد :"قد تصل خطورة الحقن غير التخصصي إلى حدوث تكتلات وتورم والتهابات في الوجه كما حدث للعديد من السيدات".

وأكمل :"في المركز، وصلتنا العديد من الحالات المتضررة وقدمنا لهن العلاج اللازم، ولكن هناك حالات عجزنا عن تقديم الخدمة الطبية لهن بسبب عدم معرفة طبيعة الكولاجين الذي تم حقنه وكميته"، مطالبًا وزارة الصحة بضرورة فرض رقابة أكثر صرامة على عمل مراكز التجميل التي انتشرت في قطاع غزة "ويعمل بها غير أطباء غير مختصين".

تبعاً لحجم الضرر

من جانبه يوضح أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية د.محمد المصري، أن السيدات اللاتي يتعرض لمضاعفات سلبية بعد حقن الكولاجين في مراكز وصالونات تجميل غير مؤهلة، يلجأن للبحث على طبيب متخصص للعلاج، هو أمر قد يستغرق مدة طويلة ليعود للوجه جزء من طبيعته "إحدى الحالات التي توجهت إلي المركز كانت مستعصية، ولم تستجب لأي نوع من الأدوية المعروفة، ولم نجد أمامنا حلًا إلا توجيهها إلى طبيبٍ مصري مشهور لعلها تجد علاجها عنده".

وبعد التواصل مع الطبيب المصري والحالة التي ذكرها د.المصري، تبيّن أن المريضة (ن) بحاجة لعلاج مكثف باستخدام تقنيات الليزر، وعملياتٍ تجميلية تستغرق ما بين 6-8 أشهر كمرحلة أولى، على أن تعود إلى مصر بعد عام يتخلله المداومة على علاجات محددة دون انقطاع.

يؤكد د.المصري أن حجم الضرر هو ما يحدد زمن الشفاء، فكلما كان كبيرًا احتاج إلى فترة علاج أطول وعلى مراحل أكثر، ماضياً بالقول :"لا مانع من إجراء حقن الكولاّجين، ولكن بشرط أن يحدث ذلك على يد طبيب جلدية أو تجميل متخصص، في مركزٍ أو عيادةٍ مرخصة من قبل وزارة الصحة، على أن يتم إجراء اختبارات الحساسية لأي سيدة تطلب الحقن قبل الشروع به، والتأكد ما إذا كانت حاملًا أو مرضعًا، وهنا يفضل ألا تحقن تحت أي ظرف من الظروف".

لا مانع من إجراء حقن الكولاّجين، ولكن بشرط أن يحدث ذلك على يد طبيب جلدية أو تجميل متخصص

ليس الكولاجين وحده ما يسبب التشوهات في حالة الحقن الخطأ، بل يضاف إلى ذلك وجود حالات تشوه أخرى نتيجة الحقن الخطأ بمواد أخرى مثل "البلازما" و"الفيلر" و"البوتكس" –تبعاً للمصري- الذي أوضح بأنه عادة ما تكمن الخطورة في إجراء الحقن على أيدي أشخاص غير مؤهلين في صالونات ومراكز تجميل، مؤكداً على أن ازدواجية التخصص وقلة الخبرة يعدان عاملان أساسيان في حدوث مضاعفات "فلا طبيب الأسنان ولا طبيب النساء والولادة مؤهلان لعملية الحقن المذكورة."

تنقلت معدة التحقيق بين 4 مراكز تجميل كانت تنشر إعلانات حول تخصصها في حقن كلٍ من (الكولاجين– الفيلر– البوتكس)، وتنكرت في ثوب "زبونة" لبعض الوقت.

في إحدى المراكز قابلَت طبيبة أسنان صغيرة في السن، أكدت بأنها تحقن الكولاجين للسيدات، مبررة ذلك بأنها أصبحت خبيرةً في هذا المجال بعد تلقيها دورة تدريبية في جمهورية مصر العربية.

وخلال جولتها في عدد من مراكز التجميل، توصلت معدة التحقيق إلى حقيقةٍ مفادها قيام 7 مراكز تجميلية بحقن مادة الكولاجين، ومواد أخرى، دون إذن أو ترخيص من وزارة الصحة، في ظل غياب أطباء متخصصين، رغم محاولة أصحاب المراكز إنكار ذلك.

وتشير المعطيات التي توصل إليها التحقيق إلى أن مراكز التجميل تعمل في اتجاهين، الأول كصالونات تجميل مختصة في العناية بالبشرة والشعر وكل ما يلزم السيدة أثناء الأفراح والمناسبات العائلية، والآخر كمراكز جراحة.

على ذمة الأطباء

وقد رفض أكثر من طبيب ومركز تجميل الحديث مع معدة التحقيق، بل إن بعضهم نصحها بالتوقف عن تتبع القضية، بدعوى أن زملائه الذين يعملون في المجال قد يتخذون موقفًا ضده للإضرار بسمعته "تماماً كما حدث مع أحد الأطباء، إذ تعرض لحملة تشهير من حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما (فيس بوك)، بعد أن حاول الكشف عن هوية المراكز التي تعمل بصورة غير قانونية".

وصلتني 11 حالة بعد أن عانت جميعها من مضاعفات خطيرة بسبب حقن خاطئ لإبرة الكولاجين

أحد الأطباء –ورفض ذكر اسمه- اكتفى بالقول :"وصلتني 11 حالة بعد أن عانت جميعها من مضاعفات خطيرة بسبب حقن خاطئ لإبرة الكولاجين، نجح في علاج بعضها، أما البعض الآخر فاضطر للتوجه إلى دول أخرى بحثاً عن علاج"، مؤكداً أن كل النساء اللاتي راجعنه كُنَّ يرغبن في عودة وجوههن كما كانت عليه قبل الحقن، وهذا ضربٌ من الخيال".

فيما قال طبيب آخر يعمل في أحد مستشفيات قطاع غزة –رفض ذكر اسمه أيضاً- :"إن المستشفى تلقت في غضون عامي 2018م و2019م حوالي(20) حالة متضررة من الحقن الخاطئ للكولاجين، كانت تلك المضاعفات عبارة عن ندبات (حفر) في جلد الوجه، وتشوهات، وألياف عميقة تكونت في البشرة، بعضُها استجاب للعلاج بعد معاناة طويلة، وبعضُها الآخر كان من الصعب علاجه، ما اضطر بعضهن إلى رفع دعاوى قضائية ضد المراكز التي خضعوا للحقن فيها".

علمت معدة التحقيق من أحد المحامين بأن الطبيب (ش) يقضي عقوبةً في أحد السجون بغزة، بعد ارتكابه مخالفةً بحقن مواد تجميلية للبشرة، بعد تقديم إحدى المتضررات شكوى ضده، فيما خضع لجلسة محاكمةٍ مؤخراً بتاريخ الثالث من تشرين أول/ أكتوبر الجاري.. ذات الطبيب ثبُت أن وزارة الصحة أغلقت مركزه.

منح التراخيص

ووفقاً للمادة (62) من قانون الصحة العامة رقم (20) لسنة (2004م)، فإنه يحظر الترخيص لمزاولة أي مهنة صحية، أو مهنة صحية مساعدة، إلا بعد توفر الشروط المحددة من الوزارة والنقابة ذات العلاقة.

جميع مراكز التجميل الطبية العاملة في قطاع غزة، غير حاصلة على تراخيص جراحة تؤهلها لإجراء عمليات حقن

أحمد نصر مدير دائرة الإجازة والتراخيص في وزارة الصحة، أكّد أن جميع مراكز التجميل الطبية العاملة في قطاع غزة، غير حاصلة على تراخيص جراحة تؤهلها لإجراء عمليات حقن، في حين أن أغلَبَها حاصل على ترخيص عيادة "بمعنى أن مهمتها الأساسية إعطاء المخدر الموضعي لإزالة الحبوب فقط، وقد تلقت جميعها تحذيرات من جهات الاختصاص بعدم إجراء أية عمليات جراحية" يضيف.

وأكمل نصر :"تلقينا شكوى رسمية من أحد أقرباء الحالة المتضررة بفعل الحقن الخطأ، في مركز تجميل بمحافظة خان يونس، وتمكنّا من اتخاذ المقتضى القانوني ضده بعد التثبّت، لقد أصدرنا قراراً بإغلاق مركزه خلال هذا العام، أيضًا استدعينا أحد أطباء التجميل وهو غير حاصلٍ على ترخيص بإجراء أي عمليات جراحية، وتعهد بعدم ممارسته للحقن والجراحة في مركزه مجددًا."

ويوضح نصر بأن الوزارة يمكن أن تمنح التراخيص لمراكز تجميل طبية من أجل إجراء عمليات جراحية، فقط في حال استوفت كافة الشروط والمؤهلات اللوجستية والفنية وأبرزها "أن يكون مالك مركز التجميل حاصلاً على شهادة البورد من المجلس الطبي الفلسطيني، التي تؤكد أهليته لجراحة التجميل، بالإضافة إلى الشروط المكانية التي توفر السلامة للمرضى".

وينوه إلى أن ليس كل مختص بالجراحة مخوّل بإجراء الجراحات التجميلية، "فالتخصص مطلوب ولا يجوز الخلط بين التخصصات الجلدية والتجميل، بمعنى أنه لا يجوز لطبيب الأسنان أو النساء والولادة العمل في مجال جراحة التجميل، وأن حصوله على دورة تدريبية في الحقن يعد غير كافٍ".

وكانت الوزارة استدعت مسبقاً مركز (,,,,) المتخصص في جراحة وتركيب الأسنان، الذي وضعَ لوحة إعلانية أمام مركزه، تفيد بإجرائه عمليات جراحية للوجه، وتعهد بإزالة تلك اللوحة وعدم العمل في غير تخصصه والتزم بذلك.

ويطالب نصر المواطنين المتضررين من مراكز التجميل الطبية، بضرورة التوجه لدائرة الشكاوى بوزارة الصحة، والإبلاغ عن أية مشكلة صحية يتعرضون لها، لأخذ المقتضى القانوني الذي يبدأ بتنبيه وإنذار، ثم إنذار أخير ومن ثم إغلاق المركز، وصولاً إلى النيابة العامة التي تتابع عملها في سبيل اتخاذ الاجراء القانوني بحق الطبيب مُرتكب الخطأ.

ويشدد نصر على أن هناك جُملةً من الالتزامات التي يجب أن تلتزم بها مراكز التجميل، ومن أبرزها أن "الإعلانات الصحية التي تُنشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتلك المراكز، يجب أن تحصل على موافقة من وزارة الصحة قبل نشرها، وأن تلتزم بالخط الأخلاقي العام".

وأشار إلى أن الوزارة بصدد تنفيذ ورشة عمل بعنوان "من يفعل ماذا؟"، تستهدف الأطباء في مختلف التخصصات، لتوضيح الآليات التي يتوجب عليهم الالتزام بها دون التعدي على تخصصات أخرى، مؤكداً جاهزيتهم للحصول على أسماء المراكز المخالفة للقانون ومراقبة عملها واتخاذ المقتضى القانوني ضدها.

وفي الوقت الذي تقول فيه الوزارة إنها تراقب وتشرف على عمل الأطباء الذين ينفذون أعمالهم وفق تخصصاتهم والتراخيص التي حصلوا عليها، تجولت مُعدة التحقيق بين أروقة تلك المراكز غير المرخصة، وتبين أنها لا تزال تجري عمليات جراحية بالحقن سواء (الفيلر– البوتكس– الكولاجين)  وتنشرُ أيضًا إعلاناتها الجراحية على صفحات "فيسبوك"، الأمر الذي ينذر باحتمال سقوط ضحايا جدد على الطريق. 

أنجز هذا التحقيق بدعم من مؤسسة فلسطينيات.  

كاريكاتـــــير