شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م22:24 بتوقيت القدس

تنتج عسلاً بمواصفات خاصة

"جامعية" تتحدى البطالة والاحتلال وتقيم منحلة على الحدود

14 يوليو 2019 - 18:09

قليلات هن النساء اللواتي فكرن في خوض غمار تربية النحل، لما يمكن أن تواجهه من صعوبة في التربية وتخوفاً من التعرض للسعات محتملة، لكن الشابة سمر البع، من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، خاضت التجربة منذ نعومة أظافرها، إذا كانت ترافق والدها وتساعده في تربية النحل قبل أن يستشهد ويدمر الاحتلال مناحل أسرتها بشكل كامل.

تخرجت سمر من جامعة القدس المفتوحة شمال القطاع، بعد أن درست تخصص التعليم الأساسي ولم تحظَ كآلاف الخريجين بفرصة عمل تتناسب مع دراستها.

لم تأخذ الشابة البع وقتاً طويلاً بالتفكير فيما يجب أن تفعله بعد، سنوات أمضتها في البحث عن عمل يتناسب مع تخصصها الجامعي، فبدلاً من الانضمام إلى طابور العاطلات والعاطلين عن العمل، بدأت التفكير في مشروع تألفه واعتادت عليه منذ صغرها.

تحديات كبيرة واجهت سمر تسردها لـ "نوى" أكبر التحديات بالنسبة لي هو وجود المناحل بالقرب من الشريط الحدودي شرق بلدة بيت حانون، ذات المكان الذي دمرت فيه مناحل العائلة أثناء العدوان على غزة في العام 2006.

لا تأبه سمر- 28 عاماً- بالانتقادات التي وجهت لها، في بلدة تحكمها العادات والتقاليد أكثر من أي شيء آخر، وبدأت فعلياً العمل في تربية النحل قبل حوالي عام، بعد إصلاح ما يمكن إصلاحه من صناديق النحل القديم، وقد جرى منحه تمويلاً كمشروع مهم من قبل مؤسسة التعاون الألماني.

يتطلب انتقال سمر من مكان سكنها في وسط البلدة إلى المنطقة الحدودية بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز) نصف ساعة يومياً ذهاباً وإياباً.

تعود الفتاة بعد حلول الظلام، وهو أمر قد يكون شاقاً بالنسبة لشابة في مقتبل العمر، إلا أن كل تلك المعيقات لم تؤثر على قرارها المضي قدماُ نحو تحقيق الحلم.

مئات النحلات تكاد تغطي وجهها وكامل جسدها أثناء عملها في منحلتها التي تحتوي ما يقارب ستين صندوق، تتابعها بنفسها وفي بعض الأوقات تساعدها شقيقتها ووالدتها، ولا تخيفها أو تثنيها قرصات النحل في كثير من الأوقات عن الاستمرار فيما اختارته لنفسها من عمل، تؤمن بأنها قادرة على خوضه، كما أي شخص ولا يعيقها كونها فتاة من اقتحام هذا المجال الذي كان حتى وقت قريب حكر على الرجال.

سمر التي أصبحت تساعد في إعالة أسرتها من خلال إنتاج العسل الخالص، تعمل على زراعة نباتات معينة كالميرمية والمورينجا بالإضافة لأشجار الكينيا والليمون حتى تكون بديلاً للسكر الذي يعتمده بعض مربي النحل كبديل عن الزهور، لتنتج عسلاً بمواصفات خاصة.

تطمح لأن تصبح سيدة أعمال وتوسع مشروعها وتفتح المجال لخريجات وخريجين للعمل ضمن المشروع.

تروج سمر لمنتجها من العسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن العديد من الصيدليات الطبية بدأت التواصل معها لشراء منتجها الذي يتميز بلمساتها الخاصة في التعبئة والتغليف، وخلطه في بعض الأوقات بالمكسرات، وتغليفه بطريقة تجعله يصلح كهدية قيمة، الأمر الذي جعل منتجها يلاقي رواجاً في بلدة بيت حانون.

سمر فخورة بتجربتها بعد أن تمكنت من تغيير نظرة المجتمع المحيط بها من رفض وانتقاد إلى إعجاب وتشجيع، بل واتخاذها قدوة من قبل شابات أخريات، بدأن بزيارتها ومحاولة اكتساب معرفة وخبرة في مجال تربية النحل ليكررن التجربة

حسب الاحصائيات الغير نهائية لهذا العام فإن قطاع غزة أنتج في السنوات الأخيرة 220 طن من العسل، وبسبب تراجع عدد المزارع المربية للنحل، فقد تدنت أعداد المناحل إلى 15ألف خلية فقط، بعد أن وصلت إلى 27 ألف خلية، في السنوات الماضية، وذلك بسبب عوامل كثيرة أهمها التهديدات الأمنية، وتقلبات الجو، وارتفاع تكلفة التربية، مع تدني حاد بدخل الفرد في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يصل الانتاج إلى 120 ألف طن فقط، وهذا يعتبر خسارة فادحة لمربي النحل في قطاع غزة.

كاريكاتـــــير