شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م12:26 بتوقيت القدس

أطفال غزة يحاكون نظريات علمية "بالتطبيق"

23 اكتوبر 2017 - 15:13
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى-دعاء شاهين:

دون ضجر أو ملل، بعيدًا عن مقاعد الدراسة المعتادة يجلس مجموعة من الطلاب أمام شاشة  العرض السينمائية الكبيرة متابعين أحد الأفلام الوثائقيَّة التي تحاكي نمط استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن الطاقة غير المتجددة والتي تسبب العديد من الأزمات، بنمط يدعم الثقافة  التعلمية حول قضايا صحية، بيئية علمية بطريقة مبتكرة واقعية أمام الجمهور.

مشاركة الأطفال جاءت ضمن زاوية الأفلام العلميّة في مهرجان أيام العلوم الذي يقيمه مركز القطان في قطاع غزة  لعامه الثامن بشكل معاصر لحقبة جيولوجية جديدة، تسمى "الأنثروبوسين" اكتشفه العلماء بعد الثورة الصناعية وهو أثر الإنسان على الكرة الأرضية، حيث يستكشف زوار المهرجان التفاصيل العلمية لمظاهر هذا العصر ومسبباته، عبر تجارب علمية تفاعلية صُمِّمت خصيصاً لتثير شغفهم في هذا الموضوع.

المعلمة إيمان النجار حضرت مصطحبة تلاميذها الذين أعجبوا بمشاهدة الأفلام الوثائقية التعليميَّة والعديد من الزوايا بين أركان المركز، تقول في حديثها لنوى: "إن الطالب يعاني أحيانًا من الركود بسبب غزارة  المنهج بمواد تعلمية نظرية خلال حصة لا تتجاوز 45 دقيقة، دون وجود وقتٍ كافٍ ليعطي المعلم ما بجعبته من أفكار تعليمية.

وتضيف أن فرصة وجود مهرجان للعلوم كل عام يضع الطالب في حيز جديد من التفكر والتدبر لما جاء في كتبه الدراسيّة بشكل متطور وعملي يرسخ في ذهنه لوقت طويل، وبذلك يكون أسهل في توصيل المعلومة له.

اشتملت فعاليات المهرجان على العديد من الزوايا التفاعلية العلمية المتخصصة في المجالات ذات العلاقة بالطب، الفيزياء، تكنولوجيا المعلومات، الأفلام الوثائقيَّة، الكيمياء التي تقدم تجارب علميَّة والأنشطة الترفيهيَّة، إضافة لورش العمل الثقافيَّة.

زوار المعرض العلمي لم يقتصروا على تلاميذ المدارس ومدرسيهم؛ بل قصدته العديد من ربات المنازل، وآباء جاؤوا برفقة أبنائهم، والعديد من فئات المجتمع المختلفة لحضور المعرض الذي امتدت أركانه حتى الطابق العلمي لمبنى القطان ليجمع بين أركانه تجارب تطبيقية مختلفة.

في زاوية الطب أحد أركان المعرض يقف محمود أبو عمر خريج كلية العلوم تخصص عظام وبيده حبات "المارشملو"، حلويات السكاكر، أعواد ثقاب؛ قد يراها الناظر أنها للتذوق لكنها بصورة مغايرة استخدمت لتجربة علمية توضح تكوين المادة الوراثية في الجسم أمام الطالبات.

فسر ذلك بقوله: "إن العديد من الناس يمتلكون لون عيون خضراء، زرقاء، عسلية، ويعتقد البعض سبب ذلك قزحية العين؛ لكن هذا غير صحيح"، موضحًا أن العيون الملونة يرجع تكوينها إلى العامل الوراثي. للاستدلال على ذلك شاركته التجربة البسيطة الطالبة نور حبوب من مدرسة بنات بيت لاهيا "شمال قطاع غزة"، فقامت بوضع حبات المارشملو بين عيدان الثقاب يتو سطها حلوى السكاكر ذات اللون الأخضر وأخذت شكل سكة القطار مبينة لزميلاتها نتائج التجربة بشكل نظري بعيدًا عن رتابة التعليم المطروحة بين أوراق الكتب المدرسيّة.

يليها زاوية الفيزياء والتي بدا فيها خريج قسم العلوم الفيزيائية سعد ياغي منهمكًا في تحضير تجربته عن " كاشف درجة الحموضة من الملفوف الأحمر"، وعن وصف التجربة حسبما وضح ياغي، أنها عبارة عن محلول كاشف مكون من عدة مركبات، كل مركب يظهر له لون خاص عند درجة حموضة معينة، ونحصل على درجة الحموضة المطلوبة عن طريق وضع المحاليل الحمضيًّة والقاعديًّة.

يمكننا القول أن المهرجان بات أرضًا خصبة أمام جيل ناشئ لديه شغف بالمواد العلمية التي قدمت بشكل كسر جمود التعلم الورقي، وأتاح  فضاءات واسعة للوافدين اليه للاستفادة من التجارب المطروحة، عبر ما قدم له من نماذج تطبيقية  يستفيد منها في حياته اليوميّة.

في ذات السياق تقول هيام الحايك مديرة البرامج الثقافية والأنشطة في مركز القطان: "لاحظنا في الآونة الأخيرة تهرب بعض الطلاب من التخصص العلمي بعد انتهاء المرحلة الإعدادية، فلا يوجد تقارب بينه وبينها؛ لذلك أردنا من خلال هذا المهرجات تربية الطفل من صغره على مواد العلوم لتكوين صورة إيجابية عنها".

وتوضح الحايك أن العديد من التجارب في الحياة يحتاج الجمهور لوجود تفسيرات تطبيقية لها أمام ناظرهم تطبق بشكل حيّ، يتم استيعابها بشكل سريع يفديهم في نطاقات واسعة من حياتهم، وذكرت أنه تلبية لحاجة الجمهور يقوم مركز القطان بعرض مهرجانه في كل عام رغم التحديّات التي تواجه.

الجدير بالذكر أن معرض العلوم يقوم  على علاقة تكاملية  بين الطالب في المرحلة الجامعية والطالب في مراحلة المدرسية، فهو يساعد الطالب الجامعي على تكوين شخصيته من خلال تقديم تجاربه وعرضها أمام الجمهور، كما يشجع التلميذ في مراحلة المدرسية لخوض غمار تخصصات العلوم وتطبيقها عمليًّا.

 

 

 

 

 

كاريكاتـــــير